نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

هل صحيح أن الثورة خلصت

16/01/2025 - وائل الشيخ أمين

هونداية في المالديف

13/01/2025 - عروة خليفة

من دمشق... سقط المشروع الإيراني

08/01/2025 - عالية منصور

من بطاركة العرب إلى بطرك كرسي الأسد!

06/01/2025 - المحامي أدوار حشوة

جماعة ماذا لو ...؟ وجماعة وماذا عن ....؟

01/01/2025 - د.محيي الدين اللاذقاني

الشعب السوري يصنع مستقبله

28/12/2024 - أحمد العربي


حضور فرنسي مكثف في مهرجان مراكش و" الرجل الذي باع العالم" مشاركة المغرب الوحيدة




مراكش - أبوسعيد شكري - تشكل مدينة مراكش، الغارقة في حمرتها، على الدوام مهرجانا حيا متدفقا بالإحساس بالمتعة، وذلك من خلال ألوانها الدافئة، وعبق روائحها المنبعثة من الأسواق العتيقة، وشمسها الساطعة التي تغمر بأشعتها السطوح، والناس ، وأشجار النخيل السامقة في السماء، وساحة " جامع الفناء" الشهيرة بفضاءات الفرجة، حيث مروضو القرود والثعابين، والحكواتيون الشعبيون، وقارئات الكف والورق، وأصحاب المطاعم الصغيرة التي يعرضون بضاعتهم على كل عابر سبيل، خاصة إذا كان سائحا ذا سحنة شقراء.


أعضاء لجنة التحكيم برئاسة المخرج الايراني كياروستامي
أعضاء لجنة التحكيم برئاسة المخرج الايراني كياروستامي
وخلال مهرجانها السنوي الدولي للسينما، والذي ينعقد هذه الأيام، يتكثف الشعور بالإستمتاع أكثر لدى كل الزوار، في مدينة تاريخية، مصنفة كعاصمة حقيقية للسياحة في المغرب، الذي كانت تحمل إسمه في الماضي لدى بعض المشارقة.كانت مراكش هي المغرب، والمغرب هو مراكش.
لقاءات مع نجوم السينما ومشاهير الفن السابع، وعروض في الهواء الطلق، وفي الأماكن العمومية، بما فيها ساحة جامع الفناء، وسهرات تمتد حتى ساعة متأخرة من الليل..
كل تلك الفعاليات تجعل من مراكش شاشة فضية كبرى مفتوحة على كل أشكال الفرجة، التي تثير في النفس البهجة والافتتان، بما تشهده العين من أيات الإبداع والجمال.

والبداية كانت من حفل افتتاح المهرجان بقصر المؤتمرات بالمدينة الحمراء، الذي كان باذخا بكل المقاييس: أضواء ملونة لامعة، وفقرات باهرة، وإيقاعات موسيقية تم فيها المزج بين أنغام الطبول المغربية والكورية الجنوبية في رقصات خطفت الأضواء من الممثلين الذين كانوا يلوحون بأيديهم، وهم يتمخطرون فوق البساط الأحمر، مرتدين اخر صيحات الموضة في العالم.
وتتسم الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للسينما بمراكش باحتضانها لكوريا الجنوبية كضيفة شرف، احتفاء بتجربتها الفنية في مجال الفن السابع، التي راكمت خلالها رصيدا مهما من الإنتاج السينمائي، وسيتم عرض 44 فيلما منها.
وفيما تخوض 25 دولة سباق التنافس على الجوائز الرسمية للمهرجان، تتجه الأنظار إلى القرارت التي ستسفر عنها لجنة التحكيم في ختام المهرجان، تحت رئاسة المخرج الإيراني كيارو ستامي، الذي كان واضحا منذ البداية، وقال إنه من الصعب أن تخلو قرارت لجنة التحكيم من المعايير الذاتية والتقييم الاعتباطي، متمنيا أن يشاطر الجمهور رأي اللجنة بخصوص قراراتها، وأن تكون صائبة.
ورغم أن المغرب هو البلد المضيف للمهرجان الذي ينعقد تحت رعاية عاهل البلاد، فإنه لم يشارك إلا بشريط سينمائي واحد، بعنوان" الرجل الذي باع العالم،من توقيع المخرجين الأخوين النوري، وقد أثار لدى عرضه الكثير من مشاعر التعاطف معه، مما جعل البعض يرشحه للتتويج بإحدى الجوائز، علما بأنه يطرح الكثير من التساؤلات حول كنه الوجود الإنساني من خلال بعض التبدلات التي تنتاب الإنسان من الفرح إلى الحزن.



فرقة مغربية في حفل الافتتاح
فرقة مغربية في حفل الافتتاح
وفي انتظار أن يسدل الستار على المهرجان مساء السبت المقبل، فإن سكان مراكش، المعروفين بميلهم للدعابة وإقبالهم على الحياة، وزوار المدينة والوافدين عليها من السياح، يتزينون كل مساء، ويخرجون إلى الفضاءات السينمائية في كامل شياكتهم، وكأنهم ذاهبون إلى ملاقاة حبيب طال الشوق إليه كثيرا،ولسان حالهم يردد القول الشائع :"عندما نحب الحياة نذهب إلى السينما"، بما في ذلك المكفوفون وضعاف البصر الذين صار بإمكانهم متابعة الأفلام من خلال تقنية تعرف بالوصف السمعي، التي تقدم إليهم أحداث الفيلم، بواسطة سماعة السمع وهم جلوس، وكأنما هم يتابعونها فعلا بالعين المجردة...
لكن ثمة ملاحظة تنظيمية تطرح دائما من طرف عدد من المتتبعين، وذلك في شكل انتقاد، وهي طغيان الجانب الفرنسي الذي يشكل حضورا طاغيا، ولاسيما على مستوى التنظيم والتأطير والتسيير الإداري.

ابو سعيد شكري
الاثنين 7 ديسمبر 2009