وأكثر ما أسعدني شخصياً تركيزه على ثقافة الشعب السوري، وما كان فيها من مشاكل، وضرورة العمل على تبني ثقافة جديدة، ولطالما كنت أركز على هذه النقطة تحديداً.
إلا أنني توقفت عند عبارة قالها: (الثورة بالنسبة لنا خلصت).
خاصة أنه قد قال العبارة ذاتها في لقاء سابق.
وقد تصح هذه العبارة في سياق محدد، بل أنا نفسي قلت قريباً منها في مؤتمر النصر في بورصة حيث بدأت محاضرتي بقولي:
كنا كل عام نقول الثورة مستمرة، أما اليوم فنقول الثورة انتصرت، وسورية حرة.
ما أخشاه جداً أن تصبح عبارة: الثورة خلصت، هي عنوان المرحلة التي نعيشها.
لأن الثورة في الحقيقة لمّا تنته بعد، لا شك أنها حققت أحد أعظم أهدافها في سقوط النظام، لكن بناء المجتمع وبناء الدولة أيضاً من أهداف الثورة.
قال الشرع في هذا اللقاء إن عقلية الثائر لا تصلح لهذه المرحلة، لأنها عقلية هدم وإسقاط، وهذا صحيح جزئياً وليس تماماً، فالثائر يهدم ويسقط الباطل والفساد، وليس مبرمجاً لإسقاط كل ما يراه دون بوصلة.
أن تكون عبارة: الثورة خلصت، هي عنوان المرحلة أمر خطير لعدة أسباب:
_لن يبق هنالك امتياز لثائر وقف ضد النظام وحاربه وأسقطه، على من كان مؤيداً للنظام، وهذا خطير جداً فلن يقاتل من أجل سورية إلا الثوار الصادقون، ولن يضحي كرمى لها في المستقبل أحد مثلهم.
_ الثورة ليست ذكرى تاريخية نحتفل ونعتز بها فقط، بل هي سبب ولادة سورية الجديدة، هي أم هذه الدولة، وعلى الدولة أن تبقى بارّة بها مطيعة لها.
_هذه العبارة قد تستعمل لتبرير الكثير من الأخطاء، ويتم مهاجمة الثوار بمنطق: اسكتوا، من أنتم!؟ الثورة خلصت، والآن يتم العمل بمنطق الدولة.
_انتشار العبارة سيجعل روح الثورة تنطفئ عند الناس، وهذه الروح هي الحصن الأكبر ضد الثورة المضادة وضد كل متسلق أو فاسد، وسأضرب مثالاً قريباً جداً:
قبل يومين تم انتخاب مصطفى كواية كرئيس غرفة صناعة حلب، وهو شبيح باتفاق كل من يعرفه.
ثم بعد أقل من 24 ساعة قدّم استقالته، لماذا؟
لأن روح الثورة لفظته، وسخط الثوار وصوتهم أجبره.
الثوار لم ينته دورهم بتحرير سورية، بل اختلف فقط.
----------
الايام ميديا
إلا أنني توقفت عند عبارة قالها: (الثورة بالنسبة لنا خلصت).
خاصة أنه قد قال العبارة ذاتها في لقاء سابق.
وقد تصح هذه العبارة في سياق محدد، بل أنا نفسي قلت قريباً منها في مؤتمر النصر في بورصة حيث بدأت محاضرتي بقولي:
كنا كل عام نقول الثورة مستمرة، أما اليوم فنقول الثورة انتصرت، وسورية حرة.
ما أخشاه جداً أن تصبح عبارة: الثورة خلصت، هي عنوان المرحلة التي نعيشها.
لأن الثورة في الحقيقة لمّا تنته بعد، لا شك أنها حققت أحد أعظم أهدافها في سقوط النظام، لكن بناء المجتمع وبناء الدولة أيضاً من أهداف الثورة.
قال الشرع في هذا اللقاء إن عقلية الثائر لا تصلح لهذه المرحلة، لأنها عقلية هدم وإسقاط، وهذا صحيح جزئياً وليس تماماً، فالثائر يهدم ويسقط الباطل والفساد، وليس مبرمجاً لإسقاط كل ما يراه دون بوصلة.
أن تكون عبارة: الثورة خلصت، هي عنوان المرحلة أمر خطير لعدة أسباب:
_لن يبق هنالك امتياز لثائر وقف ضد النظام وحاربه وأسقطه، على من كان مؤيداً للنظام، وهذا خطير جداً فلن يقاتل من أجل سورية إلا الثوار الصادقون، ولن يضحي كرمى لها في المستقبل أحد مثلهم.
_ الثورة ليست ذكرى تاريخية نحتفل ونعتز بها فقط، بل هي سبب ولادة سورية الجديدة، هي أم هذه الدولة، وعلى الدولة أن تبقى بارّة بها مطيعة لها.
_هذه العبارة قد تستعمل لتبرير الكثير من الأخطاء، ويتم مهاجمة الثوار بمنطق: اسكتوا، من أنتم!؟ الثورة خلصت، والآن يتم العمل بمنطق الدولة.
_انتشار العبارة سيجعل روح الثورة تنطفئ عند الناس، وهذه الروح هي الحصن الأكبر ضد الثورة المضادة وضد كل متسلق أو فاسد، وسأضرب مثالاً قريباً جداً:
قبل يومين تم انتخاب مصطفى كواية كرئيس غرفة صناعة حلب، وهو شبيح باتفاق كل من يعرفه.
ثم بعد أقل من 24 ساعة قدّم استقالته، لماذا؟
لأن روح الثورة لفظته، وسخط الثوار وصوتهم أجبره.
الثوار لم ينته دورهم بتحرير سورية، بل اختلف فقط.
----------
الايام ميديا