ويوّضح الكتاب كيف شكّلت مؤلّفات المشرقيين مرجعية أساسية للأندلسيين في شتى مجالات العلم والآداب، مقابل تمثّل الأندلس في المخيال المشرقي بجماليات طبيعتها وعمارتها وانفتاح حواضرها على ثقافات متعدّدة، إلى جانب استعارة أجناس أدبية مثل النثر والموشّحات والزجل.
تقول طرودي في تقديمها: "كان للفاتحين العرب دورٌ في نقل مختلف أوجه الثقافة والعلم والفكر إلى الأندلس، ما سمح بهجرة الكتب المشرقية في شتى العلوم، وكان للأدب العربي حصّة لا غنى عنها، هذا الأمر لا ينفي حدوث العكس، فالأندلس لم تؤثّر بطابعها الأدبيّ الخاص فقط، بل ساهم جمال طبيعتها وتفاصيلها الجغرافية والعمرانية في إلهام الكثير من العرب".
كما تبيّن أن "الدراسة أتت نِتاجاً لبحث تاريخي قائم على أساس من التنوع والتلاقح بعيداً عن رسم محطّات خالية من الحياة، بل سيغوص القارئ في عمق النماذج الأدبية المختلفة التي ساهمت في ضخّ الحياة في نصوصنا وإبداعاتنا على مرّ العصور".
يُذكَر أنَّ ليندة طرودي أصدرت عدّة مؤلّفات من بينها: "البجعة الحنطية: الرقص في محراب الشيطان"، و"مسار التحول الديمقراطي وتداعياته على الأمن الإسرائيلي".
--------------\
العربي الجديد