تحكي رواية بوين قصة معسكرات الاعتقال النازية المعروفة التي قادت الى محارق لليهود في اوروبا ولكن القص هذه المرة يختلف فالقصة تروى من منظور صبيان صغيران أحدهما ابن قائد معسكر الاعتقال النازي والثاني ابن اسرة يهودية تنتظر مصيرها المحتوم داخل المعتقل ، ابن قائد المعسكر الذي يعيش في منزل ضخم وفخم ككل قادة هتلر في ذلك الزمان يجد نفسه مضطرا للانتقال مع اسرته بعيدا عن ذلك المنزل الذي يحبه كما يضطر لهجر اصدقائه لان والده كلف من قبل القائد بمهمة في غاية السرية في مكان قصي عن العاصمة ، ومن الطبيعي في ظروف من هذا النوع القسري ان يخسر الطفل وشقيقته التي تكبره سنا كل صداقاتهما ويضطران للعيش في عزلة داخل منزل كئيب لا يريان فيه غير بضعة جنود يأتون بين الفينة والاخرى بأوراق سرية تدخل مكتب والدهما وتغادره دون ان يعرفا عنها شيئا اللهم الا شكل اغلفتها المختومة ، صراع الاخ واخته اللذان يتبادلان الكراهية البريئة- ان صح التعبير المعروفة بين المتنافسين الصغارفي كل منزل ليست لب الرواية لكنها تأخذ حيزا كبيرا منها اما الحبكة التي تقوم عليها رواية ( ولد ببيجاما مخططة ) فهي تعرف ابن قائد المعسكر النازي على صبي مشرد يرتدي بيجاما مخططة يلتقيه صدفة عند الاسلاك الشائكة المحيطة بمعسكر الاعتقال ، اللقاء الاول يجر الى الثاني والثالث الى آخر وتصبح قضية سرقة الطعام من المنزل لاطعام الطفل البائس هي السائدة الى ان تضرب الصداقة جذورها بين الطفلين ويقرر ابن قائد المعسكر النازي ان يقطع الاسلاك الشائكة ويذهب لزيارة المكان الذي يعيش فيه صديقه المشرد وطبعا لا تتم الحبكة الا بسرقة بيجاما اخرى مخططة حتى يبدو الزائرشبيها بالجميع في ذلك المعسكر المفتقر الى كل شئ والملئ بالبيجامات القذرة وحدها ، داخل المعسكر تتوالى الغرائب التي لا يفهمها الطفلان على حقيقتها ومن اجتماع الى طابور الى تعليمات يتبعانها بدقة يدخل الطفلان مع الداخلين الى افران الغاز ويترك الروائي لمخيالة القارئ ان تتصور البقية ، لقد سبق ان عالج فيلم ايطالي قضية المعسكرات النازية بشكل كوميدي اقحم فيه قصة طفل لا يعرف ما يجري حوله ويحاول والده ان يقنعه ان في الامر لعبة مسلية عليهما ان يتبعا التعليمات ليسمح لهما باللعب مع شخوصها لكن الطفل في ذلك الفيلم لم يكن مركزيا بعكس رواية جون بوين الذي كان يعرف كما يبدو حب المنتجين للروايات التي تحكي عن معسكرات الاعتقال النازية ، ومن المبكر الحكم على كيفية استقبال الجمهور الاوربي للفيلم فهو لن يعرض قبل أعياد الميلاد لكن من السهل التكهن بنجاحه فماكينة الدعاية الضخمة لهكذا افلام تحركت من الآن لتخلق حالة تشويق لمشاهدة مأساة انسانية في ذروة الاعياد الدينية المسيحية التي تتحول عادة الى مناسبة للتطهر من تأنيب الضمير تماما كما كان الأمر مع توقيت عرض المآسي الاغريقية في الماضي الغابر للدراما البشرية
عيون المقالات
مستقبل لبنان بعهدة شيعته!
23/11/2024
- فارس خشان
هل تخشى إيران من الأسد أم عليه؟
23/11/2024
- ضياء عودة
المهمة الفاشلة لهوكستين
23/11/2024
- حازم الأمين
نظام الأسد وحرب النأي بالنفس عن الحرب
21/11/2024
- بكر صدقي
الأسد الحائر أمام الخيارات المُرّة
17/11/2024
- مالك داغستاني
العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب
17/11/2024
- العميد الركن مصطفى الشيخ
إنّه سلام ما بعده سلام!
17/11/2024
- سمير التقي
تعيينات ترامب تزلزل إيران ورسالة خامنئي للأسد تتعلق بالحرب التي لم تأتِ بعد
17/11/2024
- عقيل حسين
هذا التوجس التركي من اجتياح إسرائيلي لدمشق
16/11/2024
- عبد الجبار عكيدي
السوريات في الحياة الأوروبية والتجارب السياسية
15/11/2024
- ملك توما
هل دقّت ساعة النّوويّ الإيرانيّ؟
13/11/2024
- أمين قمورية
بشـار الأسـد بين علي عبدالله صـالـح وحسـن نصر الله
13/11/2024
- فراس علاوي
“وقف الحروب” اختبارٌ لترامب “المختلف”
13/11/2024
- عبد الوهاب بدرخان
( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )
13/11/2024
- عبد الباسط سيدا*
قنبلة “بهتشلي”.. ماذا يحدث مع الأكراد في تركيا؟
13/11/2024
- كمال أوزتورك
طرابلس "المضطهدة" بين زمنين
13/11/2024
- د.محيي الدين اللاذقاني
حين تمتحن سورية تلك النبوءات كلّّها
12/11/2024
- ايمن الشوفي
اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق
12/11/2024
- عبد الناصر حوشان
هل تتهدد الحرب الأهلية لبنان؟
10/11/2024
- حازم صاغية
رئاسيات أمريكا والصوت اليهودي: أبعد من أطرش في الزفة
09/11/2024
- صبحي حديدي
|
المعسكرات النازية موضوع الأدب الأوروبي المفضلمن كثرة ما نشر عنها وحولها وفي تحليلها تكاد معسكرات الاعتقالات النازية تكون الموضوع المفضل للادب الاوربي فقد تحولت نهاية العام الماضي رواية جون بوين (ولد ببيجاما مخططة ) الى فيلم سينمائي يحمل ذات الاسم ، حقق نجاحا معقولا و تحول الى واحد من افلام الموسم المميزة ولم لا فهو ياتي في سلسلة افلام تبدو بلا نهاية خصوصا وان موضوعها يضرب على وتر يخشى المشاهد الاوربي ان يقول انه أصبح مملا رغم ماساويتهالهدهد - لندن
الاربعاء 18 فبراير 2009
إقرأ المزيد :
غفران طحان في “فاصلة بين نهرين”.. حلب زمن الحصار - 18/11/2024 |
|
|