وأوضح علوش في حديث مع وكالة الأناضول أن “وفد المعارضة كان متجاوباً ومتفاعلاً بشكل كبير وإيجابي عالي المستوى، لإيجاد حل عادل يحقن دماء السوريين، يحقق الهدف الذي خرجت الثورة من أجله، مع المحافظة على مبادئها وأهدافها، وقدمنا تصورنا بشكل مكتوب وخطي، على شكل وثائق وجدول عمل، وتصوّرنا حيال تنفيذ القرارات الأممية، للوصول لتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، تدير البلاد سواء بالسلطات الرئاسية والبرلمانية، حتى يكون لدينا تحقيق عملية انتقال حقيقي للسلطة”.

ولفت إلى أن “النظام لا يريد حلاً لما يجري في سوريا”، مشيراً إلى أن الأخير “قدم ورقة كأنه يقول فيها، إنه لا يريد تطبيق الحلول التي تؤدي لما يرغب به الشعب، وأدخل نقاطاً ليست ضمن إطار التفاوض”.

وأشار إلى أنهم “طلبوا من المبعوث الأممي ستافان دي مستورا، تقديم رؤيتهم للنظام، ويبقى الحل بالنسبة للمعارضة معلوماً، بإنشاء هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، تدير شؤون البلاد، وتنشئ دستوراً جديداً، يتبعها عملية انتقال للسلطة، أما النظام فقدم تصوراً مختلفاً تماماً، وعبر عنه دي مستورا بأن الفرق كبير بين الطرفين”.

وعن توقعاته بالنسبة لسير المفاوضات وموقف المعارضة منها، قال “لدينا خط واضح وبيّنا هذا للأمم المتحدة ومجموعة الدول الداعمة، بأن الذي يمثل الثورة هو هذا الوفد (المعارضة)، ولا نريد أن نتطرق لحلول سميتها بالمتوسط الحسابي، نحن لا نتفاوض على حكومة خذ كرسي وأعطني آخر، أو خذ اثنين وأعطني واحداً، ما نبحث عنه هو أن ما يجري في سوريا هو نتيجة استيلاء عصابة استهدفت الدولة والحكومة ومؤسساتها والشعب، ومنذ 50 عاماً يمارس الكبت، والإرهاب، وتكميم الأفواه، والسجون مليئة”.

وأوضح أن “النظام عندما يرسل وزارة الخارجية وموظفيه، فهذا دليل على أنه لا يريد الحل، بل يريد كسب الوقت، لإعادة ترتيب صفوفه وأوراقه، ويظن أن الوقت لصالحه، ويريد إعادة موازين القوى التي أخل بها التدخل الروسي، وزارة الخارجية لا تملك قراراً في سوريا، إنهم موظفون معتمدون”. وأضاف، “لو كان النظام يريد الحل، لأرسل ضباطه الأمنيين الكبار، لحل القضية، لكنه لا يريد الحل، وهذه الجولة ستمر، أثبتنا حسن النية ودخلنا، ولم تنفذ الإجراءات الإنسانية، وقدمنا رؤيتنا لهيئة الحكم الانتقالي، وقمنا بما علينا، والدور على الأمم المتحدة، ولا يمكن أن نستمر بسياسة تقديم الأوراق، ونحصل على إجابات موثقة، وهذه الإجابات من النظام، وليس من الموظفين”.

الانسحاب الروسي

وعن الانسحاب الروسي، اعتبر “خروج الروس كان بسبب التكلفة الباهظة للحل، وهم يريدون العودة، نحن نرى أنها مناورة وليس انسحابا، ولكن خطوة إيجابية بأن ينسحبوا، وأن لا يكونوا في سوريا”.

ولفت إلى أن “ثمة توحشا من النظام، فالسبت على سبيل المثال وقعت غارات في عدة مناطق، في بالا والمرج وحرستا والقنطرة، بريف دمشق، وبراميل سقطت على داريا، وبعض المناطق الأخرى، وهناك استنفار على الجبهة، وكأن النظام يريد أن ينفذ أعمالا ليس لخرق الهدنة، بل لهدمها من جديد”.

وأضاف، “فصائل المعارضة (ميدانياً) كانوا مرنين لإعطاء فرصة للحل السياسي، ولكن العراقيل بدأت من النظام، وبدا واضحاً أنه يضيق من جهته على فرص الحل”.

يذكر أن المبعوث الأممي “دي ميستورا” كان أعلن في وقت سابق، أن الجولة الحالية من المفاوضات التي تعمقت الاثنين الماضي، قد تستمر حتى 24 مارس الجاري، تعقبها فترة راحة لأسبوع أو عشرة أيام، تنطلق بعدها جولة جديدة تستمر لنحو أسبوعين.