نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

بضاعة بشار الأسد الأخيرة

10/10/2024 - عدنان عبد الرزاق

في قراءة السابع من أكتوبر..!

10/10/2024 - أكرم عطا الله

استراتيجية تجديد أمريكا لإعادة بناء دور قيادي على الساحة العالمية

06/10/2024 - وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن

الفخ التركي

03/10/2024 - علي العبدالله

في تذكر الأعداء

03/10/2024 - فواز حداد

إسرائيل تريد سحق المقاومة

25/09/2024 - إبراهيم الأمين


الشرق الأوسط يتخبط بين فشل الدبلوماسية ومخاوف عام 1967





كان الرهان منصب على لقاءات نيويورك التي عُقدت على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة لوقف الحرب في لبنان. حتى أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عدل عن فكرة عدم الذهاب، بعد أن تلقى إشارات غربية عن مساع دبلوماسية برعاية أميركية فرنسية لإنهاء التصعيد العسكري في لبنان.



لكن هذه المساعي اصطدمت بالتعنت الإسرائيلي قبل أن تنفجر مع اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله. وقال ميقاتي في كلمة وجهها إلى اللبنانيين: "في كل اللقاءات التي عقدتها في الأمم المتحدة لمست من أصدقاء لبنان دعماً مطلقاً لنا وتشديداً على وقف العدوان الإسرائيلي، لكنّ شريعة الغاب التي تتحكم بالعالم جعلت العدو الإسرائيلي يفشّل كل مساعي وقف إطلاق النار ويمضي في حربه ضد لبنان، لأنه لا يأبه، لا بقانون ولا بشرعية دولية".
ومع ما يحمله اغتيال نصرالله من تبعات خطرة على الواقع الميداني الإقليمي، بدأت مصر وقطر العمل على طرح دبلوماسي قد يكون بداية مسلك للخروج من الأزمة، ويبدو أن هذه الخطوة العربية ليست بعيدة عن التنسيق مع قوى دولية.
وفي هذا السياق، أكد مصدر دبلوماسي لبناني لـ"النهار العربي" أن المسعى العربي "غير واضح بعد"، بحيث أنه لم يصل أي موفد إلى لبنان لشرح تفاصيل المبادرة، وبحسب المصدر عينه الذي رفض الكشف عن هويته، فإن الأمور سوف تبدأ بالظهور بالتوازي مع الاتصالات الدولية لا سيّما مع الجانب الفرنسي مع وصول وزير خارجيته جان نويل بارو إلى بيروت.
من جهة ثانية، أشار مدير "مؤسسة النيل للدراسات الأفريقية والاستراتيجية" الدكتور محمد عزّ، إلى أن الموقف المصري كان واضحاً قبل أيام التصعيد الإسرائيلي على لبنان، وطالب بوقف فوري للانتهاكات للسيادة اللبنانية وبتسوية سياسية "دون إدخال المنطقة ككل على شفا حفرة من نار الحرب التي لن تترك الأخضر واليابس، وإسرائيل نفسها هي التي ستكون أول الخاسرين".
ورأى، في حديث لـ"النهار العربي"، أن إسرائيل "تريد أن تعود بالمشهد لعام 1967 وتريد الهيمنة على المنطقة من خلال هذه الانتهاكات على لبنان وخرقها معاهدة السلام بإدخالها لقواتها لمناطق منزوعة وممنوعة فيها التواجد العسكري".
والمبادرة المصرية - القطرية تحتاج إلى مؤازرة عربية أوسع، بحسب عزّ، معرباً عن أسفه أنه في حال "لم يكن هناك رأي عربي موحد وتهديد صريح بالعودة عن التطبيع عربياً ويكون هناك كلمة عربية موحدة وتهديد صريح باستخدام كافة الوسائل الممكنة عربياً لمؤازرة لبنان وفلسطين سوف تتمادى إسرائيل في انتهاكاتها للدول العربية". إضافة إلى ذلك يشير الباحث نفسه إلى غياب الموقف الدولي الصريح باستثناء موقف جنوب أفريقيا، أما الدول العظمى "ودن من طين وودن من عجين".
تغيير الشرق الأوسط!
الجهود الدبلوماسية تتسابق والتصعيد الإسرائيلي الذي يبدو هدفه الأبعد تغيير الشرق الأوسط، إذ اعتبر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن عملية اغتيال نصرالله "نقطة تحول تاريخية".
تغيير توازنات الشرق الأوسط الحالية، خصصت لها صحيفة "الإيكونوميست" مقالاً خاصاً جاء فيه أنه على المدى الطويل، قد تؤدي أحداث الأسبوعين الماضيين إلى "إعادة تشكيل السياسة الأمنية الإيرانية"، وأنه على "مدى عقود من الزمان، كانت إيران ترى في الميليشيات رادعاً رئيسياً ضد أي هجوم إسرائيلي أو أميركي، والآن تشهد إيران القضاء على أقوى ميليشياتها. وقد بدأ بعض الإيرانيين بالفعل في اعتبار أن بلادهم لا بدّ أن تبني وتختبر قنبلة نووية. فإذا فشلت وسائل الردع التقليدية، فلن يبقى سوى الردع النووي".
وفي مقال لإثنين من مراسلي شبكة "سي أن أن"، أشار إلى أنه بالنسبة للرئيس الأميركي جو بايدن "فإنّ هذه اللحظة تعادل عملاً آخر من أعمال الموازنة عالية التوتر، قبل ستة أسابيع فقط من الانتخابات الرئاسية الأميركية"، وأنه في ظل الخلاف مع نتنياهو بشأن الحرب المستمرة منذ قرابة عام في غزة "يعمل الرئيس الآن على تهدئة جبهتين في وقت يبدو فيه تأثيره على عملية صنع القرار لدى نتنياهو في أدنى مستوياته على الإطلاق".
النظرة إلى الفشل الدبلوماسي الأميركي، يتشارك فيها نائب مديرة مركز "مالكوم كير–كارنيغي للشرق الأوسط" مهنّد الحاج علي، ويصفه بـ"الذريع"، وأنه سيبقى على هذه الحال إلى ما بعد الانتخابات الأميركية، وعليه فإنّ الحرب قد تستمر إلى ذلك الحين مع "غياب جهد دبلوماسي حقيقي".
وفي حديثه مع "النهار العربي" استبعد الحاج علي المقارنة مع ما جرى عام 67 لناحية التوسع في الأراضي، وأن مثل هذا الأمر "صعب ترجمته بالسياسة، على الرغم من المطامع الإسرائيلية بالجنوب والحديث عن الاستيطان"، لكنه يجد المقارنة قائمة من جهة الشعور "بالهزيمة والانكسار"، إلا أنّه يستطرد هنا للإشارة إلى أنه "لا يزال مبكراً الحديث عن انهزام حزب الله، صحيح أنه تعرّض لضربة قاصمة، لكن هذا سيجعله يتراجع إلى مربع إعادة تنظيم نفسه بعد أن خسر قدرات كبيرة، وكوادر مهمة ومدربة وظهور خرق كبير في صفوفه".
أما بالنسبة للنفوذ الإيراني، يجد الباحث في "كارنيغي الشرق الأوسط" أنه "لا يزال قائماً في العراق واليمن بشكل خاص، ونسبياً في سوريا"، من دون أن يجد في الوقت نفسه إمكانية صعود "مقاومات جديدة" لأن ما أظهرته هذه الحرب أنه "لدى إسرائيل مستويات مختلفة عن السابق، ومواجهتها تحتاج إلى قدرات جديدة".
صحيفة "نيويوركر" بدورها لم تكن بعيدة عن ما سبق، فقد رأت أن عملية الاغتيال "جعلت الدبلوماسية الأميركية محل استهزاء"، خصوصاً أنه قبل يومين فقط أعلنت إدارة بايدن إلى جانب حلفائها في الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا عن خطة لوقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً، ونقلت عن مسؤول أميركي كبير قوله إنهم "عملوا بلا كلل مع إسرائيل ولبنان بشأن الشروط".
ويخلص المقال إلى أن دعوات الرئيس الأميركي لإزالة التهديدات التي تواجهها إسرائيل، وتحقيق قدر كبير من الاستقرار في الشرق الأوسط،
تبدو احتمالات حدوث أي منهما "ضئيلة في الوقت الراهن
----------
النهار العربي

باسل العريضي
الاثنين 14 أكتوبر 2024