أكد مجموعة ناشطين في الغوطة الشرقية لأورينت نت, أن الأعداد الغفيرة التي شاركت في إحياء مهرجان "أنين الجراح ... طريق الكفاح" في الذكرى الخامسة للثورة السورية , ما هو إلا كسر للحصار السياسي والاقتصادي الذي فرضه النظام السوري , وفشل لمشروع المفاوضات السياسية من أجل التسوية , وتأكيدا من الجماهير على استمرار الثورة حتى النصر , والتمسك بثوابت سوريا وسلمية الثورة , مؤكدين أنهم لم يحملوا السلاح إلا للدفاع عن النفس ...
وفي التواصل مع القائمين على المهرجان , قال الأستاذ شادي الحسن (المشرف العام لمؤسسة صيحة حرية وهي الذراع الفني للثورة السورية) في حديثه لأورينت نت : إنهم قاموا بإطلاق هذا المهرجان بالتعاون مع شبكة مراسلي ريف دمشق وبرعاية من جمعية تكافل الخيرية , و رعى المهرجان إعلامياً ـ رابطة الإعلاميين في الغوطة الشرقية ...
وأكد الحسن : إن المهرجان عمّق حضور الثورة سياسياً وشعبياً , وأن الثورة أطفأت بعض الشموع , ولكنها أضاءت آلاف الشموع في سماء الشعب السوري , وأشعلت نجوماً وألهبت مشاعر وحفزت ملايين الهمم والعزائم ...
واعتبر الحسن مهرجان (أنين الجراح ... طريق الكفاح) بذكرى انطلاقتها الخامسة إضافة لكونه يمثل رسالة وفاء لدماء شهداء الثورة السورية , إلا أنه يمثل أيضاً الرد الواقعي على محاولات كسر إرادة الثورة ...
وقال الحسن : هذا المهرجان يحمل ثلاث رسائل أساسية , أولها ـ التأكيد على إسقاط مشروع التسوية مع النظام السوري واحتضان مشروع الثوابت الخمس للثورة السورية ...
و أن جميع الإرادات لكسر الثورة وحرفها عن مسارها لن تفلح , مؤكداً أن الشعب السوري ازداد التفافاً حول الثورة في ذكراها الخامسة ...
والرسالة الأخيرة : أن الشعب السوري شعبٌ وفيّ لدماء قادته وأبنائه , ومازال متمسكاً بالرسالة التي قتل من أجلها أبناؤه ودمرت بيوته ...
وأشار الحسن إلى أن ضخامة الحشود التي حضرت المهرجان تمثل الرد الواقعي على الحملة التي وصفها ب"المسعورة" من الداخل والخارج ضد الثورة والتشكيك بمواقفها الثابتة ...
من ناحيته أشار إعلاميو الغوطة الشرقية إلى التخطيط والتنظيم وضبط النظام الذي تميز به مهرجان ذكرى الانطلاقة , وفي متابعة للصور التي تم نشرها على مواقع الإنترنت حول نقل وقائع المهرجان , يلاحظ أن كل ما تميز به المهرجان في الغوطة يعبر عن أساليب النشاط السلمي العميق , وأن الجماهير الغفيرة التي حضرت المهرجان جاءت طوعاً ولم تجبر على حضور احتفال الذكرى ...
تخلل المهرجان كلمات لشخصيات سياسية , كان أهمها حديث الأستاذ محمد علوش (كبير المفاوضين) من جنيف عبر سكايب , حيث وضع الناس بآخر التطورات التي وصلوا إليها مع فريق الأمم المتحدة ...
شارك في المهرجان شخصيات عسكرية وقضائية وإعلامية , وممثلين عن أحزاب وتيارات في الغوطة الشرقية ...
ولرفع الروح المعنوية وكسر شوكة اليأس , قامت مؤسسات إعلامية بعروض فنية مؤكدين من خلالها انتصار الثورة مهما بعد الأمد ...
كان لصيحة حرية (الذراع الفني للثورة السورية) فقرات إنشادية , عرضوا فيها أهازيح الانتصار على الاحتلال الروسي , وأنشودة الحسم , وأناشيد أخرى صدحت بها حناجرهم داعين فيها الشعب للصبر وربط الجراح والمقاومة , من خلال نشيدة أربط الجرح وقاوم ...
اعتبر مدير شبكة مراسلي ريف دمشق السيد عبد الرحمن طفور (أحد القائمين على المهرجان) : (( إن العدد الهائل من الناس الذين حضروا المهرجان , رغم عيشهم في ظروف الحصار والخنق , يدلّ هذا على فشل النظام وخسارته تجاه الثورة , حيث اعتقد النظام قبل 3 أعوام أنه إذا فرض حصاراً على المدن والبلدات , قد يدفع السوريين للثورة على فصائل المعارضة وأحزابها والتمرد على الثورة , لكن ما شاهدناه في يوم ذكرى انطلاقة الثورة السورية عكس ذلك تماماً , ويدل عل أن الحصار أتى بنتائج عكسية , غير تلك التي كان يأملها النظام ))
مؤيدو النظام السوري عبر صفحات التواصل كان لهم رأي في مهرجان "أنين الجراح ... طريق الكفاح"
يقول فتحي نظام (مسؤول حكومي ووزاري في النظام السوري) مغرداً على حسابه الشخصي على فيسبوك "لقد تملكني الغضب وأنا أتابع ما يجري داخل مناطق سيطرة المسلحين , خصوصاً عندما رأيت قبضات أيادي المحتفلين تنطق في السماء , شعرت بأن هذه القبضات تتجه إلي وإلى أفراد عائلتي"
وطلب فتحي نظام بتغريدة أخرى من نظامه وقيادته الحكيمة كما وصفها بحسم المعركة والقضاء على الإرهاب , فالمسلحين ينعمون ويحتفلون بثورتهم الفاشلة في حين نعيش هنا على الجمر .