- الجعفري.. الدبلوماسي المخضرم -
يرأس الجعفري، الرجل الستيني الطويل القامة والذي غزا الشيب رأسه، وفد الحكومة السورية الى جنيف مستفيدا من خبرات راكمها خلال سنوات في العمل الدبلوماسي.ويشكل جزءا من رموز النظام الذي يتعرض منذ خمس سنوات لانتقادات الدول الغربية والمجموعات الحقوقية، وقد قيدت الولايات المتحدة منذ اذار/مارس العام 2014 حركته، فلم يعد يحق له التحرك سوى في قطر لا يتجاوز 40 كيلومترا حول مدينة نيويورك.
ويمثل الجعفري المعروف بدهائه الدبلوماسي وطلاقته في الكلام الحكومة السورية في الامم المتحدة منذ عشر سنوات تقريبا، قام خلالها ولا يزال بدور الدفاع المستميت عن النظام.
وخلال الجولة السابقة من المفاوضات في بداية شباط/فبراير والتي باءت بالفشل، قال الجعفري لصحافيين "لن يكون هناك تفاوض، نحن هنا لاجراء محادثات غير مباشرة على شكل حوار سوري - سوري من دون شروط مسبقة ومن دون تدخل خارجي".
واضاف بالعربية العامية "احفظوها هاي، هاي فاتحة بالقرآن"، في اشارة الى استحالة التراجع عن هذا الموقف.
لكنه يجد نفسه اليوم في جنيف وسط ضغوط دولية قوية، روسية واميركية تحديدا، لاحراز تقدم في العملية السياسية، ما قد يفرض عليه تغيير استراتيجيته.
ويقول صحافي مطلع في دمشق لوكالة فرانس برس "يسمونه في دمشق +اسد الديبلوماسية+ لمواقفه الصارمة ضد نظرائه الخليجيين، وهو مفاوض شرس يفهم ماذا يحدث في كواليس الامم المتحدة".
وطالما نفى الجعفري اتهامات كثيرة وجهت الى الحكومة السورية بانتهاك حقوق الانسان، بينها اتهامها بهجوم بالاسلحة الكيميائية في العام 2013 قتل خلاله المئات في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.
ويقول دبلوماسي في مجلس الامن الدولي ان "تحليلاته غير القابلة للنقاش حول الوضع في سوريا تجعل من الصعب التحاور معه".
ويضيف ان "اداءه المثير للجدل في مجلس الامن لا يساعد على تغيير النظرة اليه على اعتبار انه متحدث باسم الاسد اكثر منه دبلوماسيا".
من مواليد دمشق العام 1956، حائز على شهادات اكاديمية عدة بينها دبلوم دراسات عليا في الترجمة والتعريب ودكتوراه في العلوم السياسية من جامعة السوربون في باريس. متزوج من ايرانية ويتكلم الفارسية بطلاقة، بالاضافة الى الفرنسية والانكليزية.
بدأ عمله في وزارة الخارجية السورية في العام 1980. وشغل اول منصب له خارج البلاد في باريس كملحق دبلوماسي وسكرتير ثالث في السفارة السورية، ثم استلم مناصب عدة بينها مندوب سوريا لدى الامم المتحدة في جنيف قبل ان يصبح في العام 2006 ممثل سوريا الدائم لدى الامم المتحدة في مقرها في نيويورك.
-علوش.. مقاتل في بزة رسمية -
في غرفة اخرى من قاعات الامم المتحدة، سيقود محمد علوش، الشاب السلفي في الثلاثينات من العمر، مباحثات سياسية باسم المعارضة.من مواليد العام 1970 من مدينة دوما في الغوطة الشرقية التي تخضع لحصار تفرضه قوات النظام السوري منذ اكثر من سنتين. وهو ابن عم زهران علوش، الزعيم السابق لفصيل جيش الاسلام الذي قتل في غارة لقوات النظام في 25 كانون الاول/ديسمبر الماضي في ريف دمشق، والممثل السياسي للفصيل المتهم من جهات حقوقية بانتهاكات لحقوق الانسان.
امضى علوش سنوات طويلة بعيدا عن دوما، فدرس مع ابنه عمه الشريعة الاسلامية لعام واحد في دمشق قبل ان ينتقلا الى الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة في السعودية. وحصل في العام 2009 على ماجستير في العلوم المصرفية الاسلامية من جامعة بيروت الاسلامية.
ويقول احد سكان دوما لوكالة فرانس برس "لا احد يعرفه هنا"، مشيرا الى انه كان "بالكاد يمضي 15 يوما في السنة في منزله في دوما".
ومنذ بداية النزاع السوري، شغل علوش مناصب عدة وكان آخرها في المكتب السياسي لجيش الاسلام، الفصيل الاقوى في الغوطة الشرقية.
وسمته الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن اطياف واسعة من المعارضة السورية كبيرا للمفاوضين عنها بعد اجتماع موسع لها في الرياض في كانون الاول/ديسمبر. وتدعم السعودية فصيل جيش الاسلام.
على الصعيد الشخصي، يختلف علوش ايضا بطبعه المتحفظ عن الجعفري.
ويصفه ناشط سوري لفرانس برس بانه "هادئ"، ولا يعبر باسهاب عن افكاره.
وبخلاف الجعفري، هذه هي تجربة علوش الاولى في الامم المتحدة، وقد اثار تعيينه جدلا واسعا، خصوصا ان الهيئة العليا للمفاوضات تضم في صفوفها رئيس حكومة سابق هو رياض حجاب الذي انشق في 2012 ووزير الثقافة السابق رياض نعسان آغا.
ويتهم ناشطون معارضون فصيل جيش الاسلام بالتورط في خطف ناشطين حقوقيين في دوما.
ويرى البعض ان المعارضة اختارت علوش كبيرا للمفاوضين "لتحدي روسيا بعد مقتل زهران علوش"، وفق ما يقول مصدر في الفصائل المقاتلة.