نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


يوم سقط هبل ......هل فعلا الأميركي أقرب للعراقي من السعودي والقطري والمصري ؟




لندن - الهدهد - يسمي كاتب عراقي متحمس للديمقراطية التاسع من نيسان - أيار 2003 يوم سقوط هبل رابطا بين أصنام الجاهلية والأصنام السياسية العربية في العصر الحديث ويزيد على ذلك فيعتبر ان الاميركي والالماني والتركي وكل من يؤمن بالديمقراطية اقرب الى المواطن العراقي من السعودي والقطري والسوداني والمصري ثم يرى ان عودة العلاقات القبلية والطائفية الى العرق كانت نتيجة للارهاب - المقاومة - وانها كان يمكن ان تكون مفيدة في مناخ أخر لكنها لم تنفع مع الذين كانوا لايغشون زوجاتهم الا باذن من صدام فلما سقط هبل رحبوا بالديمقراطية بشرط ان تظل بعيدة عنهم ..أنها افكار ومهما قيل عن توجه كاتبها تستحق النقاش وبهذه المناسبة التي تشكل مفصلا تاريخيا هاما في حياة العراق والامة العربية فان صحيفة الهدهد تطرحها كقضية للنقاش العام مرحبة بكل ما يرد حولها من تعليقات وأفكار


يوم سقط هبل ......هل فعلا الأميركي أقرب للعراقي من السعودي والقطري والمصري ؟
9 نيسان... يوم إسقاط هبل
سهيل أحمد بهجت
كان يوم 9 نيسان 2003 بمثابة ولادة جديدة للعراقيين، و قد ذكّرني هذا الحدث ـ و لحسن حظي فقد قُدّر لي أن أكون موجودا في هذا المقطع الزمني التاريخي المهم ـ بأفلام الأطفال التي تظهر عالما يهيمن عليه ساحر أو دجال أو مجرم، عالما أسود قاتما لا نبات فيه و لا ماء، و ما أن يموت حتى يتغير كل شيء و تدب الحياة في كل مكان، صحيح أننا كعراقيين لا نزال نعاني هنا و هناك من بعض الأصنام (الأقزام) و القائمة على القومية و العنصرية و الطائفية مستغلين تعابير النزاع و الصراع و تفتيت الهوية العراقية، إلا أن الصنم الكبير الذي كان قابعا في ساحة الفردوس قد سقط بأيدي العراقيين و أصدقائهم و أحبّتهم من قوات التحالف، فإن الطريق بات معبّدا لبناء المشروع الوطني العراقي.
هذه الصورة الجميلة و الزاهية شابتها تشوهات و ضباب بفعل البعثيين القذرين و التخلف المعمّم ـ من الذين يتبنون خطاب المقاومة و الإرهاب ـ و بفعل أحزاب "نازية" تريد إيهام العراقيين أن هناك مناطق (يجب التنازع عليها) و أن هناك فئة قومية أو طائفية هي التي تضطهد الآخر، و الحقيقة هي أن الدكتاتورية لا دين لها و الطاغية مستعد أن يذبح كل خصومه حتى لو كان هذا الخصم صهره أو إبنه، كما فعل صدام حينما قتل أقرب أقربائه.
مهما حاول أؤلئك الذين يتلقون الأموال و الدعم من الخليج و إيران الشيطانية (كما يفعل مقتدى الصدر)، من الدعوة إلى التظاهر و الاحتجاج و إظهار الحزن ـ على إسقاط هبل ـ و الصراخ و العويل ضد قوات التحالف، فإن الحقيقة لن تتغير و نحن أغلبية العراقيين ندرك حقيقة ما جرى في 9 نيسان، فقد كان بعض الملالي و المعممين (و منهم الصدر الثاني أبو مقتدى)، ينتقدون الحرية في الدول الغربية بينما لم يكن مسموحا لهؤلاء بأن يغشوا زوجاتهم بدون إذن أبو عدي و حزب البعث، و الآن إذ جاءت الديمقراطية إلى العراق يحاولون تشويهها بمقاومتهم و إرهابهم و أفكارهم الرجعية.
و هناك حقيقة علينا أن لا ننساها، و هي أن الولايات المتحدة لو لم تجد معارضة قوية للنظام البعثي من قبل غالبية العراقيين لما جاءت من وراء المحيطات لإسقاط الصنم، و لكن للأسف لم يستثمر كثير من العراقيين هذا التغيير الديمقراطي للعمل السلمي، فالمجتمع كان قد تم تفكيك علاقاته التعاقدية العقلانية ليتوجه المجتمع العراقي إلى العشيرة و الرابطة القبلية، و التي يرى الأستاذ فالح عبدالجبار و قبله المرحوم علي الوردي أنها كانت لتكون مفيدة في بيئة مناسبة لهذه الطبيعة، لكن المجتمع العراقي في صميمه كان مجتمعا متوجها بقوة نحو المدنية و إلغاء النمط القديم و المتخلف من العلاقات، لو لا أن النعرة القومية و هي جرثومة فتاكة ـ بمعنى أنها لا تقتصر في العراق على العرب وحدهم ـ جرت البلد إلى حكم استبدادي غاشم، و قد أتاح الثالوث الرجعي "القومي + الماركسي + الإسلاموي" مزج قذارات هذه الأيديولوجيات و التي تلتقي مع بعضها البعض في كراهية الديمقراطية بحجة الرأسمالية و الاستعمارية و أطاحت بالنظام الملكي بحجة المشروع الوطني.
و لا حلّ لبقاء العراق كدولة بدون ترسيخ الهوية الإنسانية للبلد و أن الديمقراطي الأمريكي و الألماني و التركي و البريطاني أقرب للعراقيين من السعودي و الإيراني و القطري و المصري و السوداني الذي لا يؤمن بالحرية و الديمقراطية.

سهيل احمد بهجت
الاربعاء 8 أبريل 2009