اتفاق التهدئة بعد الحصار
ويوم أمس في أعقاب الاشتباك، فرضت قوات الأمن العام ، مدعومة بوحدات من وزارة الدفاع، حصارًا أمنيًا مشددًا على مدينة بصرى الشام، وتحدثت مصادر محلية عن وصول أكثر من 300 آلية عسكرية ومئات العناصر، وسط انتشار في الشوارع ونداءات عبر المساجد تطلب من عناصر اللواء الثامن تسليم سلاحهم.
وبعد ساعات من التوتر، تم التوصل إلى اتفاق تهدئة الساعة الخامسة من مساء يوم أمس الجمعة، قضى بـ:
• تسليم أربعة أشخاص متهمين بمحاولة اغتيال بلال الدروبي.
• دخول جزء من الأرتال الأمنية إلى المدينة وانتشار عناصر الأمن العام في بعض النقاط.
• زيادة عدد عناصر الأمن العام في المدينة.
مصادر ميدانية أكدت أن الاتفاق أُنجز دون مواجهات إضافية، وشمل تفعيل دور الأمن العام وزيادة انتشاره في بصرى الشام خلال المرحلة المقبلة.
هل وفاة الدروبي قد تغير في الاتفاقية؟
مع إعلان وفاة بلاد الدوربي جراء إصابته الخطيرة، يتوقع نشطاء أن تشهد مدينة بصرى الشام توترا واسعا، خاصة أن عائلته ستطالب بالقصاص من القتلة، ومحاكمة المتسببين بوفاته، بينما يرى آخرون أن الإتفاق تم أصلا لمحاكمة ومحاسبة الأربعة أشخاص الذين حاولوا اعتقال الدروبي بالشكل العنيف، وهو ما سيؤدي في النهاية لحكم القصاص.
ويرى نشطاء تحدثت شبكة شام لهم في وقت سابق، أن الاتفاق الذي تم بين وزارة الدفاع واللواء الثامن بقيادة أحمد العودة، قد حفظ الدماء، ومنع وقوع فتنة لا تحمد عقباها، وهو ما يؤكد حرص الطرفين على عدم وصول الأمور إلى طرق مسدودة، لا يكون السلاح والموت فيها هو الخيار الوحيد.
ورغم تسليم المطلوبين وانسحاب جزئي للقوات، ما تزال المنطقة تعيش حالة ترقب حذرة. مصادر محلية تخوّفت من أن يُعيد خبر وفاة الدروبي إشعال التوتر مجددًا. وفي المقابل، تؤكد شخصيات محلية أن استمرار التهدئة مرتبط بإرادة الطرفين في تجنّب المواجهة العسكرية، خاصة أن بصرى الشام ومحيطها تُعد من أكثر مناطق درعا استقرارًا أمنيًا منذ سنوات.
🟠 من انقلاب 2016 إلى استقطابات ما بعد الأسد
لا يمكن فصل حادثة اعتقال الدروبي ووفاته لاحقا عن جذور الصراع القديمة بين بلال الدروبي وأحمد العودة. ففي عام 2016، وخلال سيطرة فصائل المعارضة على درعا، حاول الدروبي مع قيادات أخرى تنفيذ انقلاب داخلي ضد العودة، الذي كان حينها قائدًا لفصيل “شباب السنة”.
لكن المحاولة فشلت، واستمر العودة في القيادة، ليتحوّل لاحقًا إلى أحد أبرز وجوه الجنوب بعد توقيعه اتفاقًا مع روسيا عام 2018، وتشكيله اللواء الثامن كقوة محلية ضمن ترتيبات “مركزيات درعا”.
وبعد سقوط نظام الأسد مؤخرًا، بدأت وزارة الدفاع السورية الجديدة بتوسيع نفوذها في الجنوب، وكان بلال الدروبي أحد أبرز الوجوه التي دعمتها، حيث استطاع استقطاب قرابة 500 عنصر إلى تشكيل مستقل، في ما اعتُبر تحديًا غير مباشر لنفوذ اللواء الثامن.
تفاهمات وثقة مفقودة
ما بعد سقوط النظام شهد لقاءات مباشرة بين القيادة السياسية والعسكرية الجديدة وممثلي اللواء الثامن، أبرزها لقاء جمع الرئيس أحمد الشرع مع أحمد العودة، ثم لقاء آخر بين وزير الدفاع مرهف أبو قصرة والقيادي في اللواء وسيم أبو عرة.
ورغم المؤشرات على نوايا إيجابية، لم تتطور تلك التفاهمات إلى صيغة مستقرة، خاصة بعد تصريح الوزير أبو قصرة في شباط الماضي بأن أحمد العودة “لم ينضم بعد إلى وزارة الدفاع”، في حين نفى اللواء وجود أي خلاف، وأكد استعداده للتعاون الكامل.
لاحقًا، بدا أن وزارة الدفاع اختارت تعزيز حضورها بشكل منفصل، عبر شخصيات محلية جديدة، على رأسها بلال الدروبي، ما أعاد التوترات القديمة إلى الواجهة.
ومع تصاعد التجاذب بين التشكيلات المحلية والدولة الجديدة، يبرز ريف درعا الشرقي كنموذج حسّاس، حيث يملك اللواء الثامن نفوذًا اجتماعيًا وعسكريًا، في مقابل جهود مركزية لاستعادة السيطرة على القرار الأمني والعسكري عبر وزارة الدفاع.
ويحذّر ناشطون من أن أي مسار عسكري دون تفاهم سياسي حقيقي، قد يُدخِل الجنوب في صراع داخلي هو في غنى عنه، خاصة بعد سنوات من الاستنزاف والانفلات.
ويوم أمس في أعقاب الاشتباك، فرضت قوات الأمن العام ، مدعومة بوحدات من وزارة الدفاع، حصارًا أمنيًا مشددًا على مدينة بصرى الشام، وتحدثت مصادر محلية عن وصول أكثر من 300 آلية عسكرية ومئات العناصر، وسط انتشار في الشوارع ونداءات عبر المساجد تطلب من عناصر اللواء الثامن تسليم سلاحهم.
وبعد ساعات من التوتر، تم التوصل إلى اتفاق تهدئة الساعة الخامسة من مساء يوم أمس الجمعة، قضى بـ:
• تسليم أربعة أشخاص متهمين بمحاولة اغتيال بلال الدروبي.
• دخول جزء من الأرتال الأمنية إلى المدينة وانتشار عناصر الأمن العام في بعض النقاط.
• زيادة عدد عناصر الأمن العام في المدينة.
مصادر ميدانية أكدت أن الاتفاق أُنجز دون مواجهات إضافية، وشمل تفعيل دور الأمن العام وزيادة انتشاره في بصرى الشام خلال المرحلة المقبلة.
هل وفاة الدروبي قد تغير في الاتفاقية؟
مع إعلان وفاة بلاد الدوربي جراء إصابته الخطيرة، يتوقع نشطاء أن تشهد مدينة بصرى الشام توترا واسعا، خاصة أن عائلته ستطالب بالقصاص من القتلة، ومحاكمة المتسببين بوفاته، بينما يرى آخرون أن الإتفاق تم أصلا لمحاكمة ومحاسبة الأربعة أشخاص الذين حاولوا اعتقال الدروبي بالشكل العنيف، وهو ما سيؤدي في النهاية لحكم القصاص.
ويرى نشطاء تحدثت شبكة شام لهم في وقت سابق، أن الاتفاق الذي تم بين وزارة الدفاع واللواء الثامن بقيادة أحمد العودة، قد حفظ الدماء، ومنع وقوع فتنة لا تحمد عقباها، وهو ما يؤكد حرص الطرفين على عدم وصول الأمور إلى طرق مسدودة، لا يكون السلاح والموت فيها هو الخيار الوحيد.
ورغم تسليم المطلوبين وانسحاب جزئي للقوات، ما تزال المنطقة تعيش حالة ترقب حذرة. مصادر محلية تخوّفت من أن يُعيد خبر وفاة الدروبي إشعال التوتر مجددًا. وفي المقابل، تؤكد شخصيات محلية أن استمرار التهدئة مرتبط بإرادة الطرفين في تجنّب المواجهة العسكرية، خاصة أن بصرى الشام ومحيطها تُعد من أكثر مناطق درعا استقرارًا أمنيًا منذ سنوات.
🟠 من انقلاب 2016 إلى استقطابات ما بعد الأسد
لا يمكن فصل حادثة اعتقال الدروبي ووفاته لاحقا عن جذور الصراع القديمة بين بلال الدروبي وأحمد العودة. ففي عام 2016، وخلال سيطرة فصائل المعارضة على درعا، حاول الدروبي مع قيادات أخرى تنفيذ انقلاب داخلي ضد العودة، الذي كان حينها قائدًا لفصيل “شباب السنة”.
لكن المحاولة فشلت، واستمر العودة في القيادة، ليتحوّل لاحقًا إلى أحد أبرز وجوه الجنوب بعد توقيعه اتفاقًا مع روسيا عام 2018، وتشكيله اللواء الثامن كقوة محلية ضمن ترتيبات “مركزيات درعا”.
وبعد سقوط نظام الأسد مؤخرًا، بدأت وزارة الدفاع السورية الجديدة بتوسيع نفوذها في الجنوب، وكان بلال الدروبي أحد أبرز الوجوه التي دعمتها، حيث استطاع استقطاب قرابة 500 عنصر إلى تشكيل مستقل، في ما اعتُبر تحديًا غير مباشر لنفوذ اللواء الثامن.
تفاهمات وثقة مفقودة
ما بعد سقوط النظام شهد لقاءات مباشرة بين القيادة السياسية والعسكرية الجديدة وممثلي اللواء الثامن، أبرزها لقاء جمع الرئيس أحمد الشرع مع أحمد العودة، ثم لقاء آخر بين وزير الدفاع مرهف أبو قصرة والقيادي في اللواء وسيم أبو عرة.
ورغم المؤشرات على نوايا إيجابية، لم تتطور تلك التفاهمات إلى صيغة مستقرة، خاصة بعد تصريح الوزير أبو قصرة في شباط الماضي بأن أحمد العودة “لم ينضم بعد إلى وزارة الدفاع”، في حين نفى اللواء وجود أي خلاف، وأكد استعداده للتعاون الكامل.
لاحقًا، بدا أن وزارة الدفاع اختارت تعزيز حضورها بشكل منفصل، عبر شخصيات محلية جديدة، على رأسها بلال الدروبي، ما أعاد التوترات القديمة إلى الواجهة.
ومع تصاعد التجاذب بين التشكيلات المحلية والدولة الجديدة، يبرز ريف درعا الشرقي كنموذج حسّاس، حيث يملك اللواء الثامن نفوذًا اجتماعيًا وعسكريًا، في مقابل جهود مركزية لاستعادة السيطرة على القرار الأمني والعسكري عبر وزارة الدفاع.
ويحذّر ناشطون من أن أي مسار عسكري دون تفاهم سياسي حقيقي، قد يُدخِل الجنوب في صراع داخلي هو في غنى عنه، خاصة بعد سنوات من الاستنزاف والانفلات.