نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


وحشية أمام الكاميرات... دراسة بحرينية عن الدم والقتل والاستباحة في عصر الفضاء المفتوح




بيروت - الهدهد - كل فكرة تنتمي الى تاريخ ومكان واذا كان يكفي ان تكون عربيا ليشغلك الدم العربي المراق بغزارة بسبب ودونه في هذه المنطقة فان بدر عبدالملك في كتابه " استباحة دم الإنسان، دراسة في الدم والقتل والوحشية" يحدد مكانين لفكرته عن الكتاب هما لبنان والعراق ومن نافل القول فلسطين أما متى حاصرته فكرة الكتابة عن الدم العربي فيعيد ذلك الى الرابع عشر من يوليو - تموز 2006 حين استخدمت آلة الحرب الصهيونية كل جبروتها لتركيع المقاومين في لبنان وكانت الكاميرا كما هي منذ قصف بغداد 1991الى احتلالها 2003 تنقل كل وا استطاع أن يبتكره الانسان من وحشية كتاب بدر عبدالملك يصدر قريبا عن دار الريس في بيروت وفي ما يلي لمحة عن أهم فصوله


وحشية أمام الكاميرات... دراسة بحرينية  عن الدم والقتل والاستباحة في عصر الفضاء المفتوح
يبدأ المؤلف كتابه مستشهداً بقول لمهاتما غاندي: " يجب علينا أن نحدق في وجه العالم بعيون هادئة وصافية على الرغم من أن عيون العالم اليوم مصبوغة بالدم "
وبعد ذلك يقدم الكاتب والباحث البحريني بدر عبد الملك كتابة عن سيرة الدم الذي يحتوي على خمسة فصول: الفصل الأول / الدم البدائي
الفصل الثاني/ الدم بين المقدس والمدنس
الفصل الثالث / دم الكراهية
الفصل الرابع / الدم بين الواقع والرمزية
الفصل الخامس / الدم في عصر الصورة

يقول الباحث البحريني في مقدمته للكتاب:
"راودتني فكرة الكتابة في هذا المجال" استباحة دم الإنسان في عصر الصورة " منذ وقت طويل ولكن تفجيرات القتل والدموية الرهيبة في عملية العدوان الإسرائيلي على لبنان في الرابع عشر من يوليو 2006 واستمراره اليومي بقتل الشعب الفلسطيني كان محفزا ، غير أن حمّام الدم اليومي في العراق كان هو المصدر الأساسي للمباشرة بتنفيذ الفكرة ، حيث عملية قتل الأبرياء الرخيصة والجنونية أخذ يزداد حجمها ويتسع مجالها فصارت بقع الدم في الشوارع والأمكنة العامة والخاصة والبيوت الآمنة بالسكان ودور العبادة والمقدسات فبدت مدن وأحياء العراق مرّوعة وبشعة في مناظرها ومشهدها، فالناس يموتون يوميا بالعشرات بصورة مجانية وعلى أساس الهوية والأسماء بل وبدونها نتيجة العشوائية دون أن يردع أولئك المجرمين من الغزاة والمحتلين وعناصر الإرهاب وفرق الموت المتنوعة أي رادع إنساني أو يوقف جنونهم أو يطرف لهم جفن و يهتز لهم ضمير بنحرهم البشر على شاشات التلفاز غير أن الاتساع المستمر في أفغانستان ودار فور وباكستان وأمكنة أخرى عالمية عدة جعلت من مفردة الدم موضوعا سائدا في الخطاب اليومي لوكالات الأنباء وللساسة ورجال الفكر والأدب حتى بدا الدم مقولة أعمق من كونها حالة بيولوجية وتراثية مقدسة في حياة الإنسان البدائي.

أن ما أضاف للعنف الدموي سطوته وعدوانيته ورهبته هو أننا أصبحنا نعيش في تاريخ حداثي يوصف بعصر الصورة " اللقطة " في زمن الفضائيات وتحول الحدث إلى مشهد في الشاشة الملونة " الفضية " التي تعكس لون الدم بخلاف زمن الفيلم الأبيض والأسود ، فلا تتوانى المحطات المحمومة بالتسابق الإعلامي عن نقل حمّامات الدم والجثث البشرية أفرادا وجماعات وهي مضّرجة بدمائها وكأنها بهائم مذبوحة في مسالخ المدينة ، وتنتظر من يأتي لنقلها إلى ثلاجات المستشفيات للتعرف عليها في وقت تشكو فيه بنوك الدم والأعضاء البشرية من النقصان.
ما أثارته الصورة في زمن الفضائيات من وحشية ، جعلها في بعض الأوقات تمتنع عن نقل مشاهد مقززة كما هي جزّ الأعناق فهي تثير في المشاهد نوعا من الاشمئزاز والتقيؤ والشعور بالرعب لما يراه من مجازر تمس بني جنسه / الإنسان ، ومن الجانب الأخر يكون القاتل المضرجة يده بدمائهم هم البشر أو الإنسان بعد أن عاد سافك الدم وآكل اللحوم البشرية إلى مرحلته الوحشية وكأنما الحضارة بعد قرون عدة لم ترتق بعد إلى سموها المطلوب في فهم معنى احترام أدمية الإنسان وحقه في الحياة الحرة والكريمة وإن إهدار دمه يعنى انتزاع الحياة منه دون رحمة.

وتعالج الفصول الخمسة الدم الإنساني منذ أن كان الدم مسألة مجهولة المعنى إلى أن تحول إلى مفهوم مقدس ونجس وقرابين عند القبائل البدائية والآلهة الجديدة ثم بات يحفظ ويخّزن للحالات الطارئة والضرورات في البنوك الخاصة والمستشفيات حتى صارت مفردة الدم متنوعة في الدلالات والرموز في ثقافتنا وعلى النقيض من ذلك الوجه الإنساني المرهف يسفك دم الإنسان مجانا ونشاهده في عصر الصورة ينزف كالذبيحة فترتعش مشاعرنا كما يرتعش الإنسان المصاب بفوبيا الدم.
هذه المادة الحيوية في أجسادنا لا نشعر بقيمتها وهي هادئة تؤدي وظائفها ولكن في لحظة اضطرابها يضطرب الإنسان برمته، ومع ذلك نهملها بكل بساطة في حياتنا اليومية وهي عنصر الحيوية والنشاط وديمومة حياتنا ومع ذلك تمت الاستباحة بكل سهولة.
إن مقولة الدم ما عادت مادة الحياة والموت البدائي وإنما الدم في حياتنا اليومية حالة فينومنولوجية تحولت من حالة سوسيو – سياسية واثنولوجية نتعامل معها إعلاميا فقد التصقت الكلمة بالبعد الرمزي والدلالي في الأدب والمشهد الحسي والبصري كما هي في الإعلام والصحافة في زمننا المتوتر
--------------
صدر للمؤلف .
1- ثقافة التسلط وسلطة الثقافة /1993م.
2- ملامح من أدب أمريكا اللاتينية، الرواية نموذجا / 1994 م
3- الظواهر الاجتماعية في القصة الإماراتية /1995م
4- القصة القصيرة والصوت النسائي في دولة الإمارات /1995 م
5- الإنسان والجدار / 1997 م
6- المكان في القصة القصيرة في دولة الإمارات /1995م
7- أصواتهم (مختارات ) من القصة القصيرة في دول مجس التعاون- مشترك مع القاص الإماراتي ناصر الظاهري /1998 م
8- أصواتهن ( مختارات ) من القصة القصيرة في دول مجلس التعاون – مشترك مع القاص الإماراتي ناصر الظاهري /1998 م
9- قصص من الخليج ( مختارات ) مشترك مع القاص الإماراتي ناصر الظاهري /1999م ( مشروع اليونسكو / كتاب في جريدة )
10 – بروتس مازال حيا – دراسة في الاغتيالات السياسية الكبرى/2000م
11- أبو ظبي ذاكرة مدينة 68-71 ( سيرة ذاتية ) 2001م
12- الروليت الأمريكي /2002م.

إصدارات تحت الطبع .

- المهن النبيلة في البحرين ( سفر في ذاكرة الطفولة )
- فضاء الميثاق.. فضاء الحرية
- المرأة والعمل السياسي من البيت إلى السلطة
- استباحة دم الإنسان ( دراسة في الدم والقتل والوحشية )










الهدهد - بيروت
الاربعاء 22 يوليوز 2009