نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


هل يمكن الدفاع عن البشير أمام أية عدالة ؟




تعاطف العربي مع العربي شئ جيد لكن العقلاء يفترضون أن ينم التعاطف مع صاحب القضية العادلة فهل الرئيس السوداني عمر البشير من هؤلاء ؟ وهل سجله السياسي خلال السنوات الأخيرة يسأعد على الافتراض أنه غير متورط في جرائم دارفور ؟ ثم واذا افترضنا جدلا أن الأنظمة تتعاطف مع بعضها فما بال الجامعة العربية تزج بنفسها في حالة عالية من التعاطف غير المسبوق مع البشير ؟مع علمها اكثر من غيرها بخفايا سجلاته التي ليست ولم تكن ذات يوم فوق الشبهات


هل يمكن الدفاع عن البشير أمام  أية عدالة ؟
قد يفهم المتابع الغضبة الشعبية في السودان ضد قرار المحكمة الدولية فالجماهير هناك تتم تعبئتها منذ زمن للاحتجاج ضد هذا القرار الذي كان متوقعا لكن الذي يصعب فهمه أن ينساق الاعلام العربي بأغلبيته المؤثرة وراء حالة التعاطف والدفاع عن رجل يقول سجله ان من الصعب الدفاع عنه بضمير مستريح .
لقد جمعت المنظمات الدولية العشر التي طردها البشير امس عشرات الأدلة على الانتهاكات والجرائم التي تمت بأمره وتوجيهاته ومعظم تلك الأدلة مصورة وموثقة وعليها عشرات الشهود وهذا ما يجعل وضع البشير صعبا ووضع من يدافع عنه أشد صعوبة ففي دارفور جرائمك القتل والاغتصاب والحرق على طريقة القرون الوسطى بعشرات الالوف .
ترى ماذا سيقول وفد الجامعة العربية الذاهب الى مجلس الامن لطلب الغاء قرار توقيف البشير عن تلك الجرائم حين تتم مواجهته بها مصورة وموثقة بالصوت والصورة ؟
أن معظم الذين يدافعون عن البشير يتساءلون لماذا لم تحاسب اسرائيل على جرائمها ؟ وهذا سؤال مشروع لكن الأكثر شرعية منه أن نسأل : هل اذا نفذ مجرم واحد من العقاب جاز السماح لجميع المجرمين بالتنصل من جرائمهم وجاز العفو عنهم ؟
قضية دارفور لا علاقة لها بعدالة الابيض ضد الاسود فقد حاكمت المحكمة الدولية ميلوسوفيتش وهو اشد بياضا من الحليب ،ولا علاقة له بالحقد الصليبي على قائد مسلم فالاسلام لا يجيز ما جرى هناك على كل المذاهب ولكنها قضية جرائم ارتكبت فعلا ضد الانسانية وان كان البشير بريئا فلماذا لا نتركه يدافع عن نفسه بدلا من أن نطالب بالغاء المحكمة من أساسها ؟
انطلاقا من هذه الخلفيات فان صحيفة الهدهد الدولية تطرح على متصفحيها سؤالا واحدا وهو : هل يمكن فعلا الدفاع عن البشير بضمير مستريح ؟ وتعد بالحياد وبنشر كل ما يصل اليها من آراء حول هذه القضية على أمل أن ننجح في الخروج من حالة - انصر اخاك ظالما او مظلوما - الى حالة التفكير العقلاني التي تقود الى اتخاذ الموقف الذي لا يورط صاحبه في الدفاع عن الجرائم والانتهاكات
وبما أننا أتينا على ذكر حديث نصرة الأخ فلنتذكر أن نصرته انما تكون بحضه على التوقف عن الظلم وليس بالدفاع عما قام به من جرائم وانتهاكات وبالمطالبة بتبرئته منها
قد تكون العدالة الدولية عرجاء وتنظر بعين واحدة لكن ذلك كله لايبرر الجريمة ولا يجيز الدفاع عن المجرمين

المحرر السياسي
الجمعة 6 مارس 2009