وقال “لقد فشلنا في منع ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين شهراً بعد شهر، ومنع الوضع الإنساني في غزة من التحول إلى كارثي، ومنع تصاعد التوترات في الضفة الغربية والسلطة الفلسطينية من الترنح على حافة الانهيار”، وكذلك “منع إسرائيل من اتخاذ قرارات كارثية للفلسطينيين بقطع جميع العلاقات مع وكالة الأونروا وانتشار الحرب في المنطقة مع هجمات الحوثيين في البحر الأحمر والضربات الإيرانية المتتالية والانتقام الإسرائيلي”.
وزاد “لم يكن بوسعنا، على وجه الخصوص، تجنب الغزو الرابع للبنان، الذي صاحبه تدمير واسع النطاق ونزوح جماعي للسكان في بلد كان بالفعل على حافة الانهيار”.
ورأى منسق الدبلوماسية الأوروبية المنتهية ولايته أنه، مع نهاية عام 2024، فإنه “من الصعب أن نكون متفائلين بشأن مستقبل الشرق الأوسط. فقد ضعف الدعم لحل الدولتين في مختلف أنحاء المنطقة. والآن يهيمن على الجانبين أولئك الذين يعتقدون أن الحل العسكري وحده قادر على جلب السلام”، ولكن “هذا وهم: فالحرب والعنف لا يمكن أن يؤديا إلا إلى تغذية دوامة لا نهاية لها من الانتقام، مع المزيد من المواجهات الفتاكة”.
وعلى الرغم من ذلك، تحدث بوريل عن “قناعة تامة” لديه بأن “أوروبا قادرة وينبغي لها أن تلعب دوراً أكبر في وقف الصراع الحالي وتحقيق السلام المتفاوض عليه في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”، مشيرا إلى أن الاتحاد الاوروبي هو المزود الرائد للمساعدات الدولية للشعب الفلسطيني، من خلال دعم وكالة الأونروا والسلطة الفلسطينية، كما أنه الشريك التجاري والاستثماري الرائد لإسرائيل بموجب اتفاقية شراكة هي الأوسع نطاقاً في العالم، كما أن بعض دوله الأعضاء هي أيضاً من كبار الموردين للأسلحة لإسرائيل.
وأردف “بعبارة أخرى، إذا أردنا التأثير على الأطراف في هذا الصراع لإحداث وقف إطلاق النار واستئناف مفاوضات السلام، فإننا نملك الوسائل اللازمة للقيام بذلك، حتى وإن لم نكن أقوياء مثل الأمريكيين في هذه المنطقة”.
إلا أن بوريل أشار إلى الاتحاد الأوروبي تخلى الوقت الحاضر بشكل أساسي عن “استخدام هذه الروافع بسبب انقساماتنا العميقة بشأن هذه القضية الحساسة للغاية”، ملفتا بهذا الصدد إلى أن الدول الأعضاء “انقسمت في أي من تصويتات الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن غزة وقضية الشرق الأوسط بين ثلاثة مواقف مختلفة”.
وحذر منسق الدبلوماسية الاوربية من “عواقب هذا الفشل وما نتج عنه من سلبيتنا خطيرة للغاية على الاتحاد”، ملفتا إلى أن “هذا الصراع قد أدى بالفعل إلى تفاقم التوترات داخل مجتمعاتنا، كما يتضح من الأحداث الكارثية في أمستردام، هولندا، في شرين الثاني/نوفمبر 2024″، كما أن من شأنه أن يتسبب في “موجة جديدة من اللاجئين الساعين إلى الوصول إلى أوروبا” وفي “تهديد إمداداتنا من الوقود الأحفوري، والتي أصبحت، منذ بدء الحرب العدوانية ضد أوكرانيا، أكثر اعتمادًا من ذي قبل على استقرار ذلك الجزء من العالم”.