يوسف إدريس
وكشفتا عن بعض الأسرار الخاصة بطبيعة إدريس كإنسان ومبدع."لم تكن الكتابة بالنسبة للأديب الراحل يوسف إدريس فعلا عفويا فقد ارتبطت بطقوس خاصة ولازمتها معاناة فكرية وجسدية أيضا" ، هكذا بدأت رجاء إدريس حديثها عن الأديب الراحل وقالت إنه بعكس ما يعتقده البعض كان إنسانا هادئا مثاليا محبا لمن حوله ، لكنه لم يكن يقبل المهادنة في ما يخص مواقفه الفكرية أو القضايا التي تمس الوطن.وقالت إنه أصيب بحالة مرضية شديدة صاحبته طوال تأليفه لمسرحيته الشهيرة "الفرافير" التي تناولت قضية سياسية فلسفية مهمة في رصده للعلاقة بين المثقف والسلطة خلال مختلف الأنظمة.وكان من الطقوس الغريبة التي لازمته طوال حياته حبه للكتابة ليلا حتى إذا أراد الكتابة نهارا يسارع لإغلاق النوافذ وإسدال الستائر وكان يصر على أن تبقى زوجته على مقربة منه حتى يبدأ الانهماك في الكتابة.. والمدهش أنه لم يكن يكتب شيئا إلا بعدما يمسك بأي جهاز "راديو مثلا" ويفك مكوناته ويحاول تركيبها مرة أخرى ، فقد كان ذلك الطقس الغريب وسيلته المفضلة ليحظى بحالة من الصفاء النفسي الذي يساعده على التركيز في الكتابة. وبعدما يتم الكتابة كان يحرص على أن يقرأ لزوجته ما كتب وينتظر رأيها وقد دفعها ذلك لدراسة النقد الفني لتتعمق رؤيتها وتتواصل فكريا مع زوجها بكفاءة.أما ابنته الدكتورة نسمة فأكدت أن كتابات وأفكار إدريس تمتلك حسا مستقبليا ، فقد كان يرى أن الكتاب الذي لا يغير شيئا في قارئه ولا يؤثر فيه لا يستحق النشر. وانتقدت الابنة حركة النشر في مصر وقالت إنها تعكس انتعاشة في كم ما ينشر دون الارتقاء بمضمونه على عكس ما يجري في أقطار عربية أخرى مثل الجزائر والمغرب.وقالت د.نسمة إنها تأثرت بوالدها الكاتب الكبير كإنسان لكنها أخذت خطا مختلفا في الكتابة لاعتقادها أن الكتاب الكبار لا يمكن أن يكون لهم امتداد إبداعي وتظل المقارنة بينهم وبين الأجيال الأصغر لغير صالحهم. ومن المعروف أن نسمة إدريس نشرت مؤخرا مجموعة قصصية وتستعد لإصدار رواية قريبا