نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان


من يخلف إسماعيل هنية في رئاسة حماس؟..رصد لأبرز المرشحين




ما إن أُعلن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران، حتى بدأ الحديث والسجال حول خليفته المحتمل في قيادة الحركة.
اغتيالٌ جاء في وقت تمر فيه حركة حماس بفترة عصيبة داخليا وخارجيًا، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، الذي تُسيطر عليه منذ عام 2007.







رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية- اكس
رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية- اكس

3 رؤساء لحماس

ويُعد إسماعيل هنية، الرئيس الثالث للمكتب السياسي لحركة حماس، إذ شغل منصبه في عام 2017 وحتى مقتله في طهران، اليوم الأربعاء، في غارة استهدفت مقر إقامته شمالي العاصمة طهران.
وسبقه في المنصب خالد مشعل صاحب الفترة الأطول في المكتب السياسي الذي شغل الكرسي في الفترة من 1996 وحتى 2017.
بينما يُعد موسى أبومرزوق الرئيس الأول للمكتب السياسي للحركة، وتولى المنصب من 1992 حتى 1995.

ما هو المكتب السياسي لحماس؟

يمثّل المكتب السياسي لحماس القيادة التنفيذية العليا للحركة، ويتم اختيار أعضاء المكتب عبر عملية انتخابات قاعدية تتم كل 4 أعوام بصورة سرية على مراحل في الأقاليم الثلاثة، وهي (قطاع غزة، والضفة الغربية، وخارج فلسطين).
ويتم خلال هذه الانتخابات اختيار أعضاء مجالس الشورى الفرعية، ثم مجلس الشورى العام، الذي يختار بدوره أعضاء المكتب السياسي لحماس، وعددهم 15 عضوا.
وخلال مراحل الانتخابات، سواء انتخابات المناطق التي يتم فيها اختيار أعضاء مجلس الشورى العام الذين لا يُعرف عددهم على وجه التحديد، أو في مرحلة اختيار أعضاء المكتب السياسي، لا يحق لأي عضو بالحركة ترشيح نفسه بموجب نظامها الأساسي الداخلي.
لكن تُدرج أسماء كل المؤهلين للعب الأدوار القيادية في قائمة، وتُعرض على كوادر الحركة لانتقاء من يرونه مناسبًا، ويكون المعيار حصوله على أعلى الأصوات.
ودأبت حماس على منح حق التصويت لمن يحملون أعلى درجة تنظيمية في الحركة، وهي درجة أو رتبة "الرقيب".
بيْد أن الحركة عمدت إلى تعديل هذه القاعدة خلال الانتخابات الأخيرة التي أُجريت في عام 2021، ومنحت كل من مضى على انضمامه للحركة 15 عاما حق التصويت.
 
كيف يتم اختيار رئيس المكتب السياسي لحماس؟
وعلى صعيد اختيار رئيس المكتب السياسي لحماس، فإن القاعدة المعمول بها أيضًا هي عدم ترشيح أي عضو بالمكتب نفسه للمنصب، وإنما يرشح أحد أعضاء المكتب من يرى أحقيته وأهليته ليتولى المنصب.
وإذا حاز المرشح على تزكية عضو آخر يتحول إلى مرشح رسمي لرئاسة المكتب.
ويختار أعضاء المكتب السياسي من بين المرشحين النهائيين واحدًا لشغل المنصب كما يختارون نوابا له.
وعادةً يتم اختيار نائبين أو ثلاثة لرئيس المكتب السياسي؛ لكن قد لا يتم الإعلان عنهم لاعتبارات أمنية وخوفًا من ملاحقتهم واستهدافهم من قبل إسرائيل.
إسماعيل هنية
 

إرث إسماعيل هنية في المكتب السياسي

جدير بالذكر أن جولة الانتخابات الأخيرة التي أجريت لاختيار القيادة العليا لحماس شهدت سجالات وتباينات واضحة داخل الحركة، وظهرت فيها تيارات وتأثيرات مختلفة.
وتتصاعد بشكل ملحوظ نبرة النقد لنظام الانتخابات وآلية اختيار قيادات حركة حماس، حتى إن غازي حمد، عضو المكتب السياسي للحركة حاليا والمعروف بقربه من رئيس مكتبها في قطاع غزة يحيى السنوار، طالب علنًا، في مقال كتبه، بإعادة النظر في آلية الانتخابات الداخلية والاهتمام بالرؤى الاستراتيجية، وعدم إهدار الجهود في حالة الانهماك التشغيلي الذي تعيشه الحركة وتضييع وقت وجهد كوادرها وقادتها، وفق قوله.
كذلك، دعا أحمد يوسف، الذي شغل في وقت سابق منصب المستشار السياسي لإسماعيل هنية، إلى إضفاء مزيد من الديمقراطية على آلية اختيار قيادة حماس.
وطالب يوسف بأن تكون هناك فرصة لتعرّف "ناخبي حماس" على قدرات وإمكانيات المرشحين ومدى حضورهم الداخلي والإقليمي والدولي، بجانب خبرتهم في العمل الوطني الفلسطيني، حتى تكون الاختيارات صائبة، حسب قوله.
ويرى مراقبون أن هذا السجال غير منفصل عن الأزمة الحالية التي تمر بها قيادة حركة حماس بعد اغتيال إسماعيل هنية، كون هذه الآليات التي اقترحها قادة بارزون بالحركة مرتبطة بشكل وثيق بعملية اختيار الرئيس الجديد للمكتب السياسي.
كما أن طبيعة التباينات والتنافس بين تيارات الحركة سيكون عاملًا حاسمًا في تصعيد الرئيس الجديد للمكتب الذي يفترض أن يشغل منصبه لحين توافر الظروف الملائمة لإجراء انتخابات جديدة لاختيار قيادة حماس العليا، وهو الأمر الذي لا يبدو أنه سيتم في المدى القريب بالنظر للأوضاع الحالية في قطاع غزة وطبيعة الوضع الذي فرضته الحرب التي لا تزال دائرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

مكاتب للحركة

وتعمل قيادة حركة حماس العليا وفق مبدأ تقسيم العمل والملفات حتى تستوعب المهام المطلوبة منها بمعنى أن القيادة تعمل بنظام الجزر المتصلة، بشكل سري، فهناك مكاتب للحركة في العديد من الدول تتولى كل منها الإشراف على ملفات تنظيمية وسياسية معينة، على حسب طبيعة المكتب ومدى قوته.
وسبق أن اقترح قادة بارزون بحماس آليات من أجل السيطرة على التباينات الداخلية ومنع ظهور أي انقسامات في حماس، ومنها اختيار قيادة جماعية تتولى الإمساك بزمام الأمور في المفاصل الثلاثة للحركة السياسية والعسكرية والدعوية، ويكون لهذه القيادة الجماعية مشرفون على إدارة العمل في الأقطار المختلفة.
كذلك جرى اقتراح إنشاء منصب الأمين العام للحركة ولجنة تنفيذية معاونة، لكن كل هذا لم يحدث حتى الآن.
وبالعودة إلى إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي الراحل لحركة حماس، فقد كان يتولى الإشراف على ملفات رئيسية، منها ملف التنظيم الداخلي والتمويل، فضلًا عن ارتباطه الوثيق بالمحور الإيراني المعروف بمحور المقاومة، وظهر ذلك في عدد من المناسبات، منها اللقاء التنسيقي الذي عقده الحرس الثوري مع الفصائل الولائية المرتبطة بطهران.

أبرز المرشحين لخلافة هنية وخريطة الداعمين

إلى ذلك، تبرز أسماء محددة لخلافة إسماعيل هنية، بينها خالد مشعل الرئيس السابق للمكتب والذي يشغل حاليا منصب رئيس مكتب إقليم الخارج، أحد الأقاليم الثلاثة (غزة، والضفة، والخارج)، وصاحب التجربة الأطول في رئاسة المكتب التي تزيد على 21 عامًا.
ويتمتع مشعل بشبكة علاقات واسعة داخل حركة حماس وخارجها، وسبق له أن قاد محاولات لتحسين العلاقات بين الحركة والعديد من الدول العربية، لا سيما بعد الأزمات المتتابعة التي لحقت بالحركة جراء ارتباطها بجماعة الإخوان، المدرجة على قوائم الإرهاب في عدد من الدول العربية.
غير أن مشعل لا يُعد الرجل المفضل لطهران ومحورها، خصوصًا أنه يرى ضرورة الحفاظ على مسافة مع الجانب الإيراني والتقرب من الدول العربية قدر الإمكان، وهو ما لا يناسب رئيس المكتب السياسي في غزة يحيى السنوار ومؤيديه في قيادة حماس.
وقد تشكل هذه النقطة واحدة من أهم التحديات التي تقف أمام عودة خالد مشغل لرئاسة المكتب، إلا إذا توصل لتفاهمات جديدة مع طهران، وبالطبع مع قيادة المكتب السياسي في غزة.
ويحظى خالد مشعل بدعم من مجموعة من أعضاء المكتب السياسي، كما يقول الخبير في الشؤون الفلسطينية إبراهيم الدراوي لـ"العين الإخبارية"، موضحًا أن هناك 3 مكاتب سياسية للحركة هي:
• المكتب السياسي في غزة الذي يشغل رئاسته يحيى السنوار.
• والمكتب السياسي في الضفة، وشغل رئاسته صالح العاروري قبل اغتياله في بيروت في يناير/كانون الثاني الماضي.
• والمكتب السياسي في الخارج الذي يترأسه خالد مشعل.
واعتبر الدراوي أن خالد مشعل هو المرشح الأقرب لرئاسة المكتب السياسي لحماس في الوقت الحالي، لافتًا إلى أن كل أعضاء المكتب هم مرشحون محتملون لشغل المنصب، لكن يبقى الأول أوفرهم حظًا، وفق رؤيته.

ماذا عن السنوار؟

وأوضح المحلل السياسي أنه "في الأحوال الطبيعية كان يحيى السنوار سيفوز بالمنصب خلفًا لإسماعيل هنية، لكن بسبب الظروف الحالية التي فرضتها الحرب الدائرة في قطاع غزة وصعوبة التنسيق بين الداخل والخارج وانشغال الداخل بإدارة الأمور في القطاع فإن حظوظ خالد مشعل تتزايد".
ومن المقرر أن يجتمع المكتب السياسي لحركة حماس في واحدة من الدول التي يمكن أن تستضيف قيادات حماس (الدوحة، وإسطنبول، وطهران أو غيرها) لاختيار الرئيس الجديد للمكتب وفق آليات الاختيار التي تحددها اللائحة الداخلية، وذلك بحسب الدراوي.
وأشار الخبير في الشؤون الفلسطينية إلى أن خالد مشعل يحظى بدعم مجموعة من أعضاء المكتب السياسي منهم محمد نزال وآخرون، وهذا الدعم قد يقوده إلى رئاسة المكتب مرة أخرى.

موسى أبومرزوق

وإلى جانب مشعل تبرز أسماء أخرى منها موسى أبومرزوق الرئيس الأول للمكتب السياسي لحماس (1992- 1995) وعضو المكتب حاليا.
وتُلمح معلومات حصلت عليها "العين الإخبارية" إلى أن موسى أبومرزوق سبق أن اختلف مع خالد مشعل في نهج إدارة الحركة في مرات ومراحل مختلفة، إذ يرى اتباع نهج مغاير.
كما أن أبومرزوق يتمتع بعلاقات وثيقة مع دول عربية محورية للقضية الفلسطينية كمصر والأردن، وهذا يعزز حظوظه في المنافسة.
لكن الخبير في الشؤون الفلسطينية إبراهيم الدراوي يرى أن أبومرزوق وإن كان مرشحًا مهما لشغل منصب رئيس المكتب السياسي لحماس إلا أن كبر سنه قد يكون عائقًا أمام توليه هذا المنصب.

زاهر جبارين

ومن بين الأسماء المطروحة في الوقت الحالي زاهر جبارين، المقيم في الخارج.
و"جبارين" قد يكون الحصان الأسود في السباق نحو رئاسة المكتب السياسي لحماس، نظرًا إلى أنه مقرب من القيادة العسكرية لكتائب القسام ومن قيادة حماس في غزة وعلى رأسها يحيى السنوار.
كما أنه يتمتع بعلاقات جيدة مع الجانبين التركي والإيراني، فضلًا عن أنه يلعب دورًا مهما في الإشراف على شبكات حماس المالية وتحويل الأموال إلى داخل فلسطين.
ومن المتوقع أن يحظى زاهر جبارين، حال ترشيحه لرئاسة المكتب السياسي، بدعم الأعضاء المقربين من يحيى السنوار في المكتب السياسي ومنهم غازي حمد، الموصوف بأنه رجل السنوار في المكتب ومبعوثه الخاص، وفتحي حماد عضو المكتب السياسي ووزير الداخلية في حكومة حماس في غزة سابقا.

خليل الحية

خليل الحية أيضا اسم محتمل لرئاسة المكتب السياسي لحماس، وهو الذي تم انتخابه نائبا لرئيس الحركة في غزة يحيى السنوار، ويقيم منذ سنوات في قطر ولبنان.
ولآن الثقل الأساسي لحركة "حماس" ما زال في غزة على الرغم من الحرب فإنه يتم تداول اسمه كأحد أبرز المرشحين.
ويشارك الحية في جميع لقاءات "حماس" مع الوفود ويعتبر من صانعي القرار في الحركة.
ضربة قوية لحماس
ويقول محمد الليثي، الباحث في الشؤون الإسرائيلية، إن عملية اغتيال إسماعيل هنية "هي ضربة قوية لحركة حماس بلا شك، نظرًا إلى أنه كان يتولى أهم منصب في القيادة السياسية للحركة".
مضيفا "كما أن هنية كان مسؤولا بشكل أساسي عن ملف تمويل الحركة وحافظ لهذا الغرض على علاقته بمحور إيران أو كما يُعرف بمحور المقاومة".
وأشار الباحث في الشؤون الإسرائيلية في حديثه مع "العين الإخبارية"، إلى أن مقتل هنية سيكون "مؤثرًا لبعض الوقت على حماس، لكن لن يكون تأثيره استراتيجيا".
وتوقع أن تكون هناك قيادة مؤقتة للمكتب السياسي، ومن بين أهم الأسماء المطروحة لها هو خالد مشعل.
ووفق الليثي فإن المكتب السياسي لحماس في الوقت الحالي "منساق خلف القيادة العسكرية وقيادة حماس في غزة، وبالتالي فإن تأثيره يبقى مرتبطا بالتفاهمات التي تتم مع القيادة في الداخل خاصة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع"

«العين الإخبارية»
الجمعة 2 غشت 2024