مقتل 10 فلسطينيين بعملية عسكرية إسرائيلية والنزوح مستمر من جنين

وما زال الطيران الإسرائيلي، بما في ذلك الطائرات المسيرة، يواصل التحليق بكثافة في سماء المدينة ومخيمها، في وقت تسمع فيه بين الحين والآخر أصوات انفجارات وتتصاعد أعمدة الدخان داخل المخيم، وفق مراسل الأناضول.
وفجر الثلاثاء، بدأ مئات الأهالي بالنزوح من مساكنهم جراء استمرار عمليات الجيش الإسرائيلي في المخيم.
وقال نائب محافظ جنين كمال أبو الرب، إن "المئات من أهالي المخيم نزحوا جراء استمرار العدوان الإسرائيلي".
وذكر أبو الرب للأناضول: "يسكن المخيم نحو 15 ألف فلسطيني، وعمليات الإجلاء تتم لكل السكان بالتدريج وبالتنسيق مع جهات مختصة".
وأوضح أنه تم فتح مراكز إيواء للنازحين، بينها مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ومراكز مجتمعية ومنتزهات "ويجري التنسيق مع مديرية التربية والتعليم لفتح المدارس كذلك".
وحذر المسؤول الفلسطيني من "تدمير إسرائيل المساكن كما في عام 2002 إبان عملية السور الواقي"، قائلا إن "المشهد يعيدنا إلى نكبة عام 1948".
وأشار إلى أن الوضع في مخيم جنين "صعب للغاية، جراء استمرار أعمال القصف والتجريف واقتحام المنازل". أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، مغادرة ما بين 1500 و3000 فلسطيني لمخيم جنين بالضفة الغربية خلال الـ 24 ساعة الماضية.
جاء ذلك في تصريح للناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئيل هغاري لهيئة البث الحكومية.
وقال هغاري: "تشير التقديرات إلى أن ما يراوح بين 1500 و3000 فلسطيني قرروا بمحض إرادتهم ترك منازلهم في المخيم، وأن سلطات الجيش سمحت لهم بذلك" بحسب تعبيره.
فيما يقول الفلسطينيون إنه تم تهجير هؤلاء تحت وطأة الهجمات الجوية على المخيم وعمليات إطلاق النار من قبل الجيش الإسرائيلي.
وكشف هغاري أنه "جرى أيضا اعتقال 120 شخصا من المخيم، من بين 350 مسلحا"، على حد تعبيره.
وادعى أن "الفلسطينيين التسعة الذين قتلوا في المخيم منذ بدء العملية كانوا مسلحين"، علما أن الحصيلة ارتفعت إلى 10 صباح الثلاثاء.
وأقر هغاري بأن مدنيين عزلا كانوا بين نحو 100 جريح في المخيم.
وقال: "بقيت أمام القوات العسكرية التي تنشط في وسط مخيم جنين أكثر من عشرة أهداف يجب التحقيق فيها وهي عبارة عن مواقع لإنتاج وسائل قتالية".
الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أشار أيضا إلى أن "جزءا من البنى التحتية للمياه والكهرباء انهارت في جنين بسبب الاقتتال"، على حد تعبيره.
من جانبها، قالت "كتيبة جنين" التابعة لـ"سرايا القدس" الجناح العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي إنها "تواصل في اليوم الثاني لمعركة بأس جنين التصدي للقوات الإسرائيلية.
وذكرت الكتيبة على قناتها في تلغرام أنها "تخوض اشتباكات متفرقة على محاور وأطراف المخيم، وتفشل عدة محاولات توغل رغم القصف الجوي المستمر على بعض المناطق".
وفي باقي محافظات الضفة الغربية، جرت مواجهات على نقاط التماس مع الجيش الإسرائيلي أسفرت عن إصابة شاب بالرصاص الحي، وعشرات حالات الاختناق.
كما عم الإضراب الشامل كافة محافظات الضفة، وعطلت المؤسسات الخاصة والحكومية والمتاجر أبوابها، استجابة لدعوة الفصائل السياسية، "حدادا على أرواح الشهداء، وتعبيرا عن التضامن مع مدينة جنين".