المظاهرات التي تراجعت رقعتها على مدار السنوات الماضية سجلت حضورًا كبيرًا في محافظة السويداء، حيث تجمع أبناء المحافظة في ساحة “الكرامة”، حيث رفع  المتظاهرون لافتات تعبر عن مطالبتهم بالحرية، وإسقاط النظام، لا تغيير الحكومة.
وشهدت بلدة القريا، حيث يقع ضريح سلطان باشا الأطرش (القائد العام للثورة السورية الكبرى)، احتشاد أعداد كبيرة من المواطنين في مظاهرة أخرى رفع فيها علم الثورة السورية.
إلى جانب السويداء، سجلت محافظة درعا، تظاهرات مطالبة بتغيير النظام، إذ خرجت مظاهرات في بلدتي الطيبة والمزيريب، للاحتجاج ضد النظام والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين، وفق ما نقله “تجمع أحرار حوران “.
كما تظاهر أيضًا أبناء نوى والحراك في ريف درعا، بالإضافة إلى مظاهرة حاشدة في مدينة بصرى الشام، شرقي درعا، ومظاهرات في جاسم وطفس.
في شمال غربي سوريا أيضًا خرجت مظاهرات في كل من جسر الشغور، بريف إدلب الغربي، وبنش، ودركوش، في ريف إدلب، بالإضافة إلى مظاهرة في مخيمات مشهد وترحين، وفق ما رصدته عنب بلدي.
وسجلت مناطق اعزاز والراعي وعفرين، بريف حلب حلب، حضورًا في المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام.
في شمال شرقي سوريا، خرجت مظاهرة في الشحيل، وأخرى في العزبة، في دير الزور، كما تظاهر آخرون في شارع تل أبيض، وسط مدينة الرقة، ومظاهرة في رأس العين، شمال شرقي الحسكة.

كيف وصفها الغرب؟

علقت ممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، خلال كلمتها في جلسة مجلس الأمن على التطورات الأخيرة في سوريا قائلة ، “في الأيام الأخيرة، شهدنا احتجاجات سلمية في مدن مثل درعا والسويداء، حيث دعا السوريون إلى تغييرات سياسية وطالب جميع الأطراف باحترام القرار (2254)، هذه هي المناطق التي بدأت فيها الثورة، ومن الواضح أن المطالب السلمية لم يتم التجاوب لها”.
بدورها قالت المبعوثة الفرنسية إلى سوريا، بريجيت كرمي، مساء أمس، “شهدنا اليوم مزيدًا من الاحتجاجات في سوريا”، مضيفة، “نقف إلى جانب الشعب السوري في مطلبه الدائم بالعيش بكرامة”.
أما المبعوثة البريطانية إلى سوريا، آن سنو، فقد عبّرت عن دعمها لمظاهرات أمس قائلة في حسابها الرسمي على “إكس ” (تويتر سابقًا)، “‏من خلال مشاهدتي للاحتجاجات في سوريا، من الواضح أن السوريين لن يستسلموا أبدًا وأشيد بشجاعتهم، وينبغي أن يكون لكل فرد الحق في العيش بكرامة”.
وكان للمبعوث الألماني إلى سوريا، ستيفان شنيك، موقف مشابه أيضًا، حين عبّر في 24 من آب الحالي، عن دعمه لمظاهرات محافظتي السويداء ودرعا قائلًا، “نشيد بشجاعة أهالي السويداء ودرعا المطالبين بالعدالة والحرية والمواطنة”.

وأضاف، “نقف مع المطالبين بالحوار السلمي وإطلاق سراح المعتقلين وتحقيق تطلعاتهم المشروعة. يستحق كل مواطن أن يكون له صوت والحق في العيش بكرامة“.

النظام.. تعليق غير مباشر

يحاول النظام السوري عدم جذب الانتباه إلى الاحتجاجات المطالبة برحيل رئيسه، عبر عدم التغطية الإعلامية أو التعليق على المطالب بشكل رسمي، إذ قدّم في 24 من آب تعليقه الأول على الاحتجاجات الشعبية، عن طريق صفحة محافظة السويداء على “فيس بوك”.
وذكرت محافظة السويداء، أن المحافظ، بسام بارسيك، أكد أن طلبات المواطنين والأهالي في المحافظة تحظى باهتمام “القيادة”، وعلى “قدر عالٍ من الجدية”.
كما أوضح المحافظ أن اللقاءات التي أجراها مؤخرًا، كانت على قدر عالٍ من “المسؤولية والشفافية والإيجابية”، نافيًا توجه النظام نحو استخدام القوة ضد المحافظة.
تأتي هذه التصريحات بعد أن زار المحافظ، الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين، الشيخ حكمت الهجري، قادمًا من دمشق، طلبًا للتهدئة، مع عرض لمجموعة حلول، وفق ما نقلته شبكة “الراصد”.
ووفق مصادر نقلت عنها الشبكة، فالشيخ الهجري أوضح أن المسألة لا تحتاج إلى وساطات ولا اتصالات، مؤكدًا أن مطالب الشارع معروفة، ولا داعي لشرحها، وأنه لن يكون هناك تواصل مع أي أحد قبل تحقيق مطالب الشارع.
وأطلق عدد من الأشخاص التابعين للنظام تهم تخوين ومطالبات بتعنيف المتظاهرين في المحافظات السورية الواقعة تحت سيطرة النظام.
أبرز تلك التهديدات جاءت على لسان ابن عمة بشار الأسد، رياض عيسى شاليش، الذي تناول الحراك بالتهديد والوعيد، فيما اتهم جهاد بركات، الذي يتزعم ميليشيا “مغاوير البعث” التابعة للنظام، فهد البلعوس ابن زعيم حركة “رجال الكرامة”، وحيد البلعوس، بالعمالة للمخابرات الإسرائيلية والفرنسية، ومتوعدًا بسحق أي حركة انفصالية.
أما عضو مجلس الشعب السابق، خالد العبود، فتوعد بترحيل أبناء السويداء عن مدنهم وقراهم، و”سيناريوهات لا يمكن تصورها في حال بقيت الأمور مدفوعة بهذا الاتجاه”.
من جانبه ادعى وسيط المصالحات في سوريا، عمر رحمون، أن الأهالي في السويداء يطلقون “شعارات مستفزة تشبه شعارات تنظيم الدولة والنصرة”، فضلًا عن الشتائم بحق “الرموز الوطنية”، في إشارة إلى الأسد.