ومن يسمع نبوءات واسيني الأعرج للثورة العربية وتشجيعه لها، لن يُصدِّق بأنه صاحب الدراسة التي تحمل عنوان «المدينة والمثال في مجموعة معمر القذافي القصصية» التي تحدَّث فيها عن «تداخل فن القصّ بفن الديالكتيك»!!
ومَن يقرأ ما يكتبه طلال سلمان في صحيفته «السفير» هذه الأيام عن إجرام القذافي واحتقاره للشعب الليبي والقول عنهم «كل الليبيين حمير» (السفير، 2 آذار 2011)، لا يمكن أن يخطر في باله أن سلمان هذا أسَّس «السفير» من جيب القذافي وكان أحد أبرز أبواقه الصحافية!
ومَن يسمع ما تصرّح به ميرال الطحاوي في كل الصحف والمواقع عن حماستها للثورة وإزالة الديكتاتوريات، لن يدور في خلده بأن الطحاوي كتبت دراسة كاملة عن عبقرية القذافي الأدبية بعنوان «المكان في إبداعات معمر القذافي»!
ومَن يقرأ اليوم البيانات التي يُوقِّعها المترجم السوري ثائر ديب، لا يقول بأن هذا الشخص هو نفسه مَن كان يُهلِّل ويصفِّق أثناء حفل تسليم «جائزة القذافي».
ومَن يسمع أحمد إبراهيم الفقيه وهو يتحدّث عن نضاله من أجل الحرّية وانحيازه إلى الثورة، لا يمكن أن يخطر في باله أن الفقيه هو من قدَّم للمجموعة القصصية اليتيمة للقذافي، بل إنه السمسار الأدبي الرسمي للقذافي حيث أوكل إليه مهمة شراء ذمم المثقفين والأدباء لكتابة الدراسات والبحوث عن أدب القذافي وفكره (ولذلك كثيراً ما نجد بأن مَن كتبَ عن القذافي كتبَ عن الفقيه أيضاً).
ومَن يسمع جابر عصفور وهو يطالب «بمحاكمة مثقفي السلطة ومن كان بوقاً لها، لأنهم خانوا مهمَّتهم كمثقفين يساهمون في تقدُّم المجتمع» (الجزيرة نت، 28 شباط 2011)، لا يمكن أن يتصوَّر بأن عصفور وصل إلى الوزارة على دماء شباب الثورة المصرية، ناهيك بأنه استمات للحصول على «جائزة القذافي» التي رفضها قبله كاتب إسباني شجاع لتنافيها مع أبسط مبادئ الأخلاق المهنية لأي مثقف يحترم نفسه.
بكل هذه السهولة والخفّة يغدو مدّاحو القذافي ومرتزقته أبطالاً ثوريين يصولون ويجولون على الصحف والإنترنت مبشِّرين بزوال الاستبداد وعصر الحرّية، مستخفِّين بذاكرتنا وعقولنا.
عشرات، بل مئات المثقفين العرب وقفوا على باب القذافي يمتدحون عبقريته «الأدبية» مقابل مبالغ مالية قال عبده وازن بأنها «كانت ضئيلة جداً على خلاف توقُّعهم، وبعضهم ندم كثيراً، بحسب ما صارحني أحدهم» (الحياة، 28 شباط 2011).
محمد سلماوي، حسن حميد، عبد القادر الحصني، فهمية شرف الدين، عبدالله أبو هيف، شاكر نوري، خير الدين حسيب، فؤاد قنديل، جورج جبور، علي عقلة عرسان، عادل زعبوب، حسين جمعة، عبد الرحمن مجيد الربيعي، سمر روحي الفيصل، طلحة جبريل، سهيل زكار، صلاح فضل، أنور رجا... وعشرات المؤسسات الثقافية: «جمعية السوسيولوجيين العرب» (لبنان)، «دار المسيرة» (لبنان)، صحيفة «السفير» (لبنان)، صحيفة «الدستور» (مصر)، «معهد الإنماء العربي» (لبنان)...
كوليت خوري بعدما قرَّعت أصدقائها المثقفين على عدم تعريفها من قبل بمجموعة القذافي القصصية، قالت إن القذافي اخترع «صنفاً أدبياً جديداً»!
عز الدين ميهوبي الذي عنون دراسته بـ«البعد الإنساني في إبداعات معمر القذافي» قال إن القذافي مهموم بـ«البحث عن بيئة أخلاقية» وإنه «وضع منظومة جديدة من القيم»، وإن «القذافي في نصوصه الإبداعية الفلسفية العميقة يتحرك داخل رؤية ثلاثية الأبعاد إنسانية الهدف»، بل إنه صاحب «رؤية ثاقبة» وصاحب «تعبير ذكي ولطيف» و«يخاطب الأطفال بروح الأب الذي قلبه على أبنائه» (وخصوصاً أطفال مدينة مصراته الذين قلبه عليهم وصواريخه ومدفعيّته)!!
سمير سرحان رأى في قصص القذافي «نظرة عميقة في جوهر الحياة نفسها»، أما وجيه فانوس فلم يقبل بها أقل من «تجربة جديدة في دنيا الأدب العربي والأدب العالمي عموماً»!!
بعدما انكشف القذافي للعالم كسفَّاح مجنون، قال جابر عصفور بأنه يتبرَّأ من جائزته. وحين سألوه إذا ما كان سيردّ قيمة الجائزة المالية؟ أجاب: «لا، لأن الشعب الليبي هو من أعطاني المال، وردُّ المبلغ سيكون بمثابة إهانة لليبيين»!!
عن حقّ، إذا كان للقذافي من حسنة واحدة، فستكون أنه قد كشف لنا انحطاط بعض المثقفين العرب.
ومَن يقرأ ما يكتبه طلال سلمان في صحيفته «السفير» هذه الأيام عن إجرام القذافي واحتقاره للشعب الليبي والقول عنهم «كل الليبيين حمير» (السفير، 2 آذار 2011)، لا يمكن أن يخطر في باله أن سلمان هذا أسَّس «السفير» من جيب القذافي وكان أحد أبرز أبواقه الصحافية!
ومَن يسمع ما تصرّح به ميرال الطحاوي في كل الصحف والمواقع عن حماستها للثورة وإزالة الديكتاتوريات، لن يدور في خلده بأن الطحاوي كتبت دراسة كاملة عن عبقرية القذافي الأدبية بعنوان «المكان في إبداعات معمر القذافي»!
ومَن يقرأ اليوم البيانات التي يُوقِّعها المترجم السوري ثائر ديب، لا يقول بأن هذا الشخص هو نفسه مَن كان يُهلِّل ويصفِّق أثناء حفل تسليم «جائزة القذافي».
ومَن يسمع أحمد إبراهيم الفقيه وهو يتحدّث عن نضاله من أجل الحرّية وانحيازه إلى الثورة، لا يمكن أن يخطر في باله أن الفقيه هو من قدَّم للمجموعة القصصية اليتيمة للقذافي، بل إنه السمسار الأدبي الرسمي للقذافي حيث أوكل إليه مهمة شراء ذمم المثقفين والأدباء لكتابة الدراسات والبحوث عن أدب القذافي وفكره (ولذلك كثيراً ما نجد بأن مَن كتبَ عن القذافي كتبَ عن الفقيه أيضاً).
ومَن يسمع جابر عصفور وهو يطالب «بمحاكمة مثقفي السلطة ومن كان بوقاً لها، لأنهم خانوا مهمَّتهم كمثقفين يساهمون في تقدُّم المجتمع» (الجزيرة نت، 28 شباط 2011)، لا يمكن أن يتصوَّر بأن عصفور وصل إلى الوزارة على دماء شباب الثورة المصرية، ناهيك بأنه استمات للحصول على «جائزة القذافي» التي رفضها قبله كاتب إسباني شجاع لتنافيها مع أبسط مبادئ الأخلاق المهنية لأي مثقف يحترم نفسه.
بكل هذه السهولة والخفّة يغدو مدّاحو القذافي ومرتزقته أبطالاً ثوريين يصولون ويجولون على الصحف والإنترنت مبشِّرين بزوال الاستبداد وعصر الحرّية، مستخفِّين بذاكرتنا وعقولنا.
عشرات، بل مئات المثقفين العرب وقفوا على باب القذافي يمتدحون عبقريته «الأدبية» مقابل مبالغ مالية قال عبده وازن بأنها «كانت ضئيلة جداً على خلاف توقُّعهم، وبعضهم ندم كثيراً، بحسب ما صارحني أحدهم» (الحياة، 28 شباط 2011).
محمد سلماوي، حسن حميد، عبد القادر الحصني، فهمية شرف الدين، عبدالله أبو هيف، شاكر نوري، خير الدين حسيب، فؤاد قنديل، جورج جبور، علي عقلة عرسان، عادل زعبوب، حسين جمعة، عبد الرحمن مجيد الربيعي، سمر روحي الفيصل، طلحة جبريل، سهيل زكار، صلاح فضل، أنور رجا... وعشرات المؤسسات الثقافية: «جمعية السوسيولوجيين العرب» (لبنان)، «دار المسيرة» (لبنان)، صحيفة «السفير» (لبنان)، صحيفة «الدستور» (مصر)، «معهد الإنماء العربي» (لبنان)...
كوليت خوري بعدما قرَّعت أصدقائها المثقفين على عدم تعريفها من قبل بمجموعة القذافي القصصية، قالت إن القذافي اخترع «صنفاً أدبياً جديداً»!
عز الدين ميهوبي الذي عنون دراسته بـ«البعد الإنساني في إبداعات معمر القذافي» قال إن القذافي مهموم بـ«البحث عن بيئة أخلاقية» وإنه «وضع منظومة جديدة من القيم»، وإن «القذافي في نصوصه الإبداعية الفلسفية العميقة يتحرك داخل رؤية ثلاثية الأبعاد إنسانية الهدف»، بل إنه صاحب «رؤية ثاقبة» وصاحب «تعبير ذكي ولطيف» و«يخاطب الأطفال بروح الأب الذي قلبه على أبنائه» (وخصوصاً أطفال مدينة مصراته الذين قلبه عليهم وصواريخه ومدفعيّته)!!
سمير سرحان رأى في قصص القذافي «نظرة عميقة في جوهر الحياة نفسها»، أما وجيه فانوس فلم يقبل بها أقل من «تجربة جديدة في دنيا الأدب العربي والأدب العالمي عموماً»!!
بعدما انكشف القذافي للعالم كسفَّاح مجنون، قال جابر عصفور بأنه يتبرَّأ من جائزته. وحين سألوه إذا ما كان سيردّ قيمة الجائزة المالية؟ أجاب: «لا، لأن الشعب الليبي هو من أعطاني المال، وردُّ المبلغ سيكون بمثابة إهانة لليبيين»!!
عن حقّ، إذا كان للقذافي من حسنة واحدة، فستكون أنه قد كشف لنا انحطاط بعض المثقفين العرب.