نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


كتاب جديد: ملاعب مونتيفيديو ساحات سياسة وفن ورياضة




مونتيفيديو – كانت ملاعب العاصمة الأوروجوائية مونتيفيديو ومازالت، ساحة لتسجيل العديد من الأهداف، ولكنها لا تقتصر على أنشطة كرة القدم فحسب، بل على مدار تاريخها كانت مسرحا للكثير من الأحداث الفنية والمعارك السياسية والأحداث المأسوية، ومن بينها على سبيل المثال، انتحار لاعب نادي الأهلي الأوروجوائي، عبدون بورتي، منذ مئة عام، حينما أطلق قائد المنتخب الوطني الأسبق النار على رأسه في الخامس من آذار/ مارس 1918، في قلب ملعب سنترال بارك بسبب خسارة شارة الكابتن في النادي الذي يعشقه، وهي الواقعة التي ما زال الجميع يتذكرونها إلى اليوم.


لويس براتس
لويس براتس
على نفس الملعب، الذي أعيد افتتاحه في الـ25 من آيار/ مايو 1990، أجريت أول مباراة قدم في أول نسخة من المونديال تحت رعاية الفيفا عام 1930. أما عن الدور السياسي، ففي عام 1920، قتل الرئيس الأسبق خوسيه باتييه أي أوردونييث، الذي تولى رئاسة البلاد في مناسبتين، على رأس حزب كولورادو المحافظ، والناشط السياسي والكاتب الشاب واشنطن بلتران حينما كان في الـ35 من عمره، رميا بالرصاص، وكان من نشطاء حزب ناسيونال المحافظ.
هذه القصص وغيرها من الأحداث، تأتي ضمن فصول كتاب "مونتيفيديو مدينة كرة القدم"، من إعداد الصحفي والمحقق الرياضي الأوروجوائي لويس براتس، والذي يقدم نظرة رياضية واجتماعية على العاصمة الأوروجوائية، والتي يعيش بها كثر من نصف سكان البلد اللاتيني البالغ تعداده 2ر3 ملايين نسمة، والذي يعتبر مهد احتراف كرة القدم في القارة الجنوبية.

يتجول الكتاب في عالم كرة القدم بين الشوارع والملاعب، والحدائق العامة، كما يستعرض مشروعات، و ومآسي لاكتشاف تاريخ كرة القدم من منظور مونتيفيديو الخاص.

في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية(د. ب. أ) يقول براتس "الفكرة الأساسية تتمحور حول سرد حكاية مونتيفيديو مع عالم كرة القدم، سواء من على المستطيل الأخضر في الاستادات الكبرى أو من أزقة وحارات الضواحي الفقيرة، نتناول أيضا قصص فرق عريقة مثل الأسطوري /الاتليتكو بينارول"/ نادي القرن الأوروجوائي الأكثر تحقيقا للبطولات والألقاب أو تاريخ ملعب جران بارك سنترال المشهور باسم بارك سنترال وهو الملعب الرسمي لنادي ناسيونال أو ملعب سنتيناريو (Estadio Centenario) وهو أكبر ملعب كرة قدم في العاصمة وأٌقيمت عليه منافسات بطولة كأس العالم لكرة القدم 1930. حيث استضاف أول مباراة في تاريخ كأس العالم لكرة القدم".
نشر الصحفي الأوروجوائي 20 كتابا معظمها حول موضوعات رياضية، ما دفعه للغوص في موسوعات وسجلات وخرائط قديمة وأرشيفات صور لتوثيق المادة العلمية التي يقدمها وليستحضر في ذهن القارئ الأجواء الحقيقية التي شهدت أحداث تلك الوقائع، والتي تلاشى معظمها مع التطورات والتحديثات العمرانية التي طرأت على المدينة. ولا تقتصر الوقائع على عالم كرة القدم فحسب، بل تشمل أيضا الأجواء والظروف الاجتماعية والسياسية والفنية والثقافية التي واكبت ذلك.
يذكر على سبيل المثال أن ملعب لويس توشوللي الخاص بنادي سيرو الذي يلعب في الدرجة الأولى، وتأسس عام 1964، في منطقة غرب العاصمة المكتظة بالسكان، احتضن في العام التالي لافتتاحه حدثا فنيا مهما كان صادما بالنسبة للمدينة بالكامل. ففي الـ26 تموز/ يوليو 1965، قامت الفنانة الأرجنتينية مارتا مينوخين بإلقاء 500 دجاجة حية من المروحية التي كانت تقلها، ودقيق وخضروات، بينما كانت مجموعة من النساء تؤدين رقصات استعراضية على أنغام موسيقى يوهان سبستيان باخ.

بعد سنوات حكت الفنانة الأرجنتينية أن "هذه التظاهرة الفنية كانت نوع من تكريس عبثية المشهد والانبهار به في ذلك الوقت". كما أضافت "ملعب كرة قدم، صلاة قداس على أنغام باخ، دجاج حي، بينما تهبط مروحيتي بهدوء بالقرب من المشهد. لم تلق أية دجاجة مصرعها، الجمهور أخذها كلها مع الخضروات. كان حدثا فريدا لم يتكرر".

في نفس العام، قام الفنان الإسباني، ليوبولدو نوبوا (1919-2012) من أم جليقية (جاليثيا شمال غرب إسبانيا) وأب دبلوماسي أوروجوائي، عاش في مونتيفيديو بين 1938 و 1948، ثم بين 1957 و 1965، بتشييد جدار على امتداد 600 متر من الحجر والحديد والخشب، لا يزال قائما إلى الآن.

في أماكن رياضية أخرى وقعت أحداث لم تسلط عليها الأضواء كثيرا، على الرغم من أنها لا تقل غرابة أو أهمية، من بينها قصة نجمي منتخب أوروجواي الذي اقتنص لقب مونديال 1950 من البرازيل على أرضها، ورضي بعد ذلك بلعب الكرة في الأحياء الفقيرة أو مع نوادي شعبية متواضعة للغاية.

يحكي براتس أن نادي سيريتو المتواضع كان لديه ملعب على مسافة 10 دقائق من وسط العاصمة، ونظرا لموقعه المتميز ولوجود الكهرباء، كانت تقام عليه بطولات الحي أو المنطقة. بعد عودة المنتخب منتصرا من البرازيل، محققا لقبه العالمي الثاني في تموز/ يوليو 1950، قام المهاجم أوسكار ميجيز بدعوة زميله السيدس غيجيا ولعبا مباراة هناك، فأطلق على الملعب منذ ذلك الحين لقب الماراكانا، على غرار الملعب البرازيلي، وانتقل ملعب سيريتو إلى مكان آخر.

يوضح كتاب الصحفي الأورجوائي أيضا أن مونتيفيديو كانت مدينة في غاية الأهمية بالنسبة لتطور رياضة كرة القدم، ليس على الصعيد المحلي فقط بل على الصعيد الدولي أيضا.
يتذكر براتس "هذه المدينة احتضنت أول مباراة رسمية في تاريخ بطولة (كوبا أميركا) في 30 أيلول/ سبتمبر 1917، وفاز بها الفريق صاحب الأرض بأربعة أهداف نظيفة ضد منتخب تشيلي، وأول مباراة دولية في تاريخ بطولات المونديال والتي فازت بها فرنسا بأربعة أهداف مقابل هدف للمكسيك في الثالث من تموز/ يوليو 1930، وشهدت أيضا أول نهائي لبطولة كأس "ليبرتادورس" في الرابع من حزيران/ يونيو 1961 وفاز بها فريق بينيارول على بالمييراس 4/1، وكذلك انطلاق أول بطولة الأندية لكأس القارات في الثالث من تموز/ يوليو 1960 والتي انتهت بالتعادل بين ريال مدريد وبينارول".

كارلوس كاستييوس
الاثنين 10 سبتمبر 2018