وافتُتح المعرض، الذي يحمل اسم "فن عربي مسروق" هذا الشهر، تعمد منظموه كما أعلنوا "سلب ممتلكات" الفنانين العرب بهدف "لفت الأنظار إلى مكانة إسرائيل الشاذة في الشرق الأوسط"، الأمر الي أثار جدلاً في الأوساط الفنية.
وقال مركز الفن الإسرائيلي المُسمّى "1:1 للفن والسياسة" الذي استضاف المعرض إنه اختار عدم نشر أسماء الفنانين "لعلمنا بعدم رغبتهم بعرض أعمالهم في إسرائيل كجزء من المقاطعة الثقافية العربية والعالمية لدولة إسرائيل، وكي لا نفرض عليهم تعاوناً لا يرغبون به، وبهدف عدم تعريضهم لسيف الانتقادات واتهامات الخيانة".
وعلى الرغم من رفض المركز إعلان أسماء الفنانين المعروضة أعمالهم، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية وعربية عديدة عن أن أعمال الفنان المصري وائل شوقي والفنان اللبناني وليد رعد قد عُرضت دون موافقتهما.
وظهرت صور تشير إلى أن مقتطفات من سلسلة أفلام الدمى المتحركة "Cabaret Crusades" أو (كباريه الحروب الصليبية) للفنان وائل شوقي معروضة في المركز، ويسعى شوقي فيه إلى إعادة تناول الحروب الصليبية من منظور مختلف.
"العرب من منظور آخر"
ويصف عومير كريغر، أحد مؤسسي المركز، نفسَه باعتباره فناناً "وناشطاً سياسياً ضد الاحتلال"، وقال لبي بي سي إن الهدف من وراء المعرض يتناقض مع رد الفعل الذي تلقاه من النقاد.
وقال كريغر: "كانت الفكرة أن نعرض أعمال فيديو رائعة لفنانين عرب على الجمهور الإسرائيلي، من المفترض أن تُظهِر لهم العربَ من منظور آخر مختلف عما يرونه في وسائل الإعلام و [من] السياسيين اليمينيين [في اسرائيل]".
ومع ذلك، فقد تركزت ردود فعل الفنانين العرب حتى الآن على "سرقة" أعمالهم، وليس على الهدف المعلن للمعرض.
وعبرت الفنانة الفلسطينية رائدة أدون عن استنكارها لفكرة المعرض بالصياح ضد المنظمين خلال حفل الافتتاح. وقال كريغر: "جاءت الموجة الأولى من ردود الفعل كما لو كنا ... مسؤولين عن الاحتلال".
أما عزة الحسن، الفنانة الفلسطينية التي تركّز أعمالها على توثيق الذاكرة البصرية الفلسطينية، فقالت لبي بي سي: "بصراحة، في البداية، أعجبتني الفكرة لأنني اعتبرت ذلك تعبيراً ضد النظام".
لكنها وصفت تصريحات كريغر لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، التي دعا فيها إلى تغيير بيئة الخوف التي تمنع العرب من العرض في إسرائيل، بأنها "متعالية".
وتابعت: "لو اكتفى [كريغر] بالتحدث ضد هيمنة إسرائيل على الساحة الفنية لكان الأمر رائعاً، وكنت سأكون أول المصفقين له... ولكن ذلك لم يحدث؛ وتحول الموضوع لاستغلال الفنانين".
أفصح كريغر عن رغبته في أن يتم عرض أعمال فنانين عرب بإذن منهم، إلا أنه افتتح المعرض على الرغم من رفضهم، وعدم رد البعض على عرض أعمالهم في الافتتاح.
وأشار كريغر أنه يهدف إلى الترويج لنقاشات حول موضوع حقوق الملكية في الفن، بعيدا عن الأسئلة السياسية التي يثيرها المعرض حول الاحتلال الإسرائيلي والمشكلة الأخلاقية، نافيا أن يكون المعرض من قبيل الاستحواذ على الفن العربي.
وقال: "أعتقد أنه يتعين على الفنانين اعادة صياغة موقفهم تجاه حقوق الملكية والأمور الرأسمالية المتعلقة به". ومع هذا، تُعدّ هذه المشكلة أكثر تعقيدا في نظر الفنانين المعنيين.
وقال وائل شوقي لبي بي سي: "مشكلتي شخصياً، مع كل السرقات الفنية ، ليس مع حقيقة أن الفن المسروق يعرض في تل أبيب ولكن أن تكتشف أن عملك يُعرض من غير موافقتك".
وأضاف: "من أجل اقامة معرض فني حقيقي يجب أن يكون القائمون عليه قادرين على حماية الملكية الفكرية للأعمال المعروضة به ".
ويعتبر شوقي نفسه ضمن كثير من الفنانين العرب الذين يرفضون عرض أعمالهم في إسرائيل. فقد ذكر أنه لا يعرض أعماله في بلد "ظروفه السياسية غير مستقرة"، بما فيها بلده مصر.
يقول شوقي: "لا أشعر أن على الفن أن يُعرض في ظروف غير مستقرة سياسياً"، مضيفاً أنه رفض عروضاً كثيرة من متاحف إسرائيلية لشراء أعماله.
وقال إنه من "المستحيل" الحصول على أعماله بوسائل مشروعة حيث لا يوجد سوى سبع نسخ أصلية ذات جودة عالية من عمله "كباريه الحروب الصليبية" موزعة في أنحاء العالم، بما فيها متحف الفن الحديث في نيويورك، و متحف K20 في دوسلدورف بألمانيا.
في الوقت ذاته أكد كريغر أنه حصل على الأعمال المعروضة من مصادر مفتوحة، قائلاً: "لم تتم سرقتها من الأرشيف الخاص بأي جهة، هي أعمال متاحة".
يقول كريغر: "الفن جريء، يتمحور حول المجازفة وتحدي النمط السائد والأخلاق والعلل أحيانا".
وعلى الرغم من أن المعرض يسعى إلى "الترويج لواقع مشترك يتميز بتبادل حوار مفتوح في الشرق الأوسط"، إلا أنه فشل في مهمته في إجراء حوار مع فنانين عرب، كما يقول كلٌ من شوقي وحسن.
ويضيف شوقي: "لا أعتقد أن هذه هي الغاية من المعرض. أعتقد وببساطة هو خلق هذا الكم من اللغط المحيط به".
بدا كريغر مرحباً بعض الشيء بالضجة التي أثارها المعرض: "باعتقادي أن هذا المشروع تطرق إلى مواضيع حساسة، فقد أثار مشاعر الناس الذين يتمتعون بوعي سياسي تجاه الوضع القائم. وهو أمر جيد".
وقال مركز الفن الإسرائيلي المُسمّى "1:1 للفن والسياسة" الذي استضاف المعرض إنه اختار عدم نشر أسماء الفنانين "لعلمنا بعدم رغبتهم بعرض أعمالهم في إسرائيل كجزء من المقاطعة الثقافية العربية والعالمية لدولة إسرائيل، وكي لا نفرض عليهم تعاوناً لا يرغبون به، وبهدف عدم تعريضهم لسيف الانتقادات واتهامات الخيانة".
وعلى الرغم من رفض المركز إعلان أسماء الفنانين المعروضة أعمالهم، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية وعربية عديدة عن أن أعمال الفنان المصري وائل شوقي والفنان اللبناني وليد رعد قد عُرضت دون موافقتهما.
وظهرت صور تشير إلى أن مقتطفات من سلسلة أفلام الدمى المتحركة "Cabaret Crusades" أو (كباريه الحروب الصليبية) للفنان وائل شوقي معروضة في المركز، ويسعى شوقي فيه إلى إعادة تناول الحروب الصليبية من منظور مختلف.
"العرب من منظور آخر"
ويصف عومير كريغر، أحد مؤسسي المركز، نفسَه باعتباره فناناً "وناشطاً سياسياً ضد الاحتلال"، وقال لبي بي سي إن الهدف من وراء المعرض يتناقض مع رد الفعل الذي تلقاه من النقاد.
وقال كريغر: "كانت الفكرة أن نعرض أعمال فيديو رائعة لفنانين عرب على الجمهور الإسرائيلي، من المفترض أن تُظهِر لهم العربَ من منظور آخر مختلف عما يرونه في وسائل الإعلام و [من] السياسيين اليمينيين [في اسرائيل]".
ومع ذلك، فقد تركزت ردود فعل الفنانين العرب حتى الآن على "سرقة" أعمالهم، وليس على الهدف المعلن للمعرض.
وعبرت الفنانة الفلسطينية رائدة أدون عن استنكارها لفكرة المعرض بالصياح ضد المنظمين خلال حفل الافتتاح. وقال كريغر: "جاءت الموجة الأولى من ردود الفعل كما لو كنا ... مسؤولين عن الاحتلال".
أما عزة الحسن، الفنانة الفلسطينية التي تركّز أعمالها على توثيق الذاكرة البصرية الفلسطينية، فقالت لبي بي سي: "بصراحة، في البداية، أعجبتني الفكرة لأنني اعتبرت ذلك تعبيراً ضد النظام".
لكنها وصفت تصريحات كريغر لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، التي دعا فيها إلى تغيير بيئة الخوف التي تمنع العرب من العرض في إسرائيل، بأنها "متعالية".
وتابعت: "لو اكتفى [كريغر] بالتحدث ضد هيمنة إسرائيل على الساحة الفنية لكان الأمر رائعاً، وكنت سأكون أول المصفقين له... ولكن ذلك لم يحدث؛ وتحول الموضوع لاستغلال الفنانين".
أفصح كريغر عن رغبته في أن يتم عرض أعمال فنانين عرب بإذن منهم، إلا أنه افتتح المعرض على الرغم من رفضهم، وعدم رد البعض على عرض أعمالهم في الافتتاح.
وأشار كريغر أنه يهدف إلى الترويج لنقاشات حول موضوع حقوق الملكية في الفن، بعيدا عن الأسئلة السياسية التي يثيرها المعرض حول الاحتلال الإسرائيلي والمشكلة الأخلاقية، نافيا أن يكون المعرض من قبيل الاستحواذ على الفن العربي.
وقال: "أعتقد أنه يتعين على الفنانين اعادة صياغة موقفهم تجاه حقوق الملكية والأمور الرأسمالية المتعلقة به". ومع هذا، تُعدّ هذه المشكلة أكثر تعقيدا في نظر الفنانين المعنيين.
وقال وائل شوقي لبي بي سي: "مشكلتي شخصياً، مع كل السرقات الفنية ، ليس مع حقيقة أن الفن المسروق يعرض في تل أبيب ولكن أن تكتشف أن عملك يُعرض من غير موافقتك".
وأضاف: "من أجل اقامة معرض فني حقيقي يجب أن يكون القائمون عليه قادرين على حماية الملكية الفكرية للأعمال المعروضة به ".
ويعتبر شوقي نفسه ضمن كثير من الفنانين العرب الذين يرفضون عرض أعمالهم في إسرائيل. فقد ذكر أنه لا يعرض أعماله في بلد "ظروفه السياسية غير مستقرة"، بما فيها بلده مصر.
يقول شوقي: "لا أشعر أن على الفن أن يُعرض في ظروف غير مستقرة سياسياً"، مضيفاً أنه رفض عروضاً كثيرة من متاحف إسرائيلية لشراء أعماله.
وقال إنه من "المستحيل" الحصول على أعماله بوسائل مشروعة حيث لا يوجد سوى سبع نسخ أصلية ذات جودة عالية من عمله "كباريه الحروب الصليبية" موزعة في أنحاء العالم، بما فيها متحف الفن الحديث في نيويورك، و متحف K20 في دوسلدورف بألمانيا.
في الوقت ذاته أكد كريغر أنه حصل على الأعمال المعروضة من مصادر مفتوحة، قائلاً: "لم تتم سرقتها من الأرشيف الخاص بأي جهة، هي أعمال متاحة".
يقول كريغر: "الفن جريء، يتمحور حول المجازفة وتحدي النمط السائد والأخلاق والعلل أحيانا".
وعلى الرغم من أن المعرض يسعى إلى "الترويج لواقع مشترك يتميز بتبادل حوار مفتوح في الشرق الأوسط"، إلا أنه فشل في مهمته في إجراء حوار مع فنانين عرب، كما يقول كلٌ من شوقي وحسن.
ويضيف شوقي: "لا أعتقد أن هذه هي الغاية من المعرض. أعتقد وببساطة هو خلق هذا الكم من اللغط المحيط به".
بدا كريغر مرحباً بعض الشيء بالضجة التي أثارها المعرض: "باعتقادي أن هذا المشروع تطرق إلى مواضيع حساسة، فقد أثار مشاعر الناس الذين يتمتعون بوعي سياسي تجاه الوضع القائم. وهو أمر جيد".