نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


طليمات رائد المسرح المصري الذي قدم أدواراً مساعدة بالسينما




يشاهد الكثيرون مشهد النهاية في فيلم الناصر صلاح الدين، إذ يقف الدوق آرثر داخل قفص ويصرخ "فرجينيا! أنا وأنت ملوك على أورشليم". لكن قد لا يعلم جميع المشاهدين أن مؤدي الدور - زكي طليمات - له أيادٍ في المسرح المصري أكبر بكثير من الدور الذي قدمه في هذا الفيلم.


وطليمات هو أحد رواد المسرح المصري، إذ أسس مجموعة من أهم المشروعات المسرحية في مصر. ففي عام 1944، عُيّن كأول مدير للمعهد العالي للتمثيل. وتخرج على يديه أجيال من أهم ممثلي السينما والمسرح. كما أنه صاحب مبادرة تأسيس المسرح المدرسي عام 1937، الذي انتشر واستهدف التلاميذ في أنحاء البلاد. وفي إحدى حلقات البرنامج التليفزيوني "لقاء مع فنان" عام 1974، قال طليمات عن هذه الفكرة إنها بمثابة إعداد جمهور للمسرح أكثر منها للبحث عن مواهب. وقال إن الممثل "يولد والموهبة بداخله، لا يكتسبها بالضرورة. لكن الطالب الذي اعتاد على المسرح في صغره، سيبحث عنه عندما يكبر" . وُلد زكي طليمات في التاسع والعشرين من أبريل/نيسان عام 1894، لأب ينحدر من أصول سورية، إذ كان جده أحد وجهاء مدينة حمص، وسافر إلى مصر بهدف التجارة فاستقر بها. وكان طالبا متفوقا، فحصل على شهادة البكالوريا ثم التحق بمعهد التربية ليصبح معلما. ويروي طليمات الصدفة التي ساقته إلى العمل في المسرح، إذ مرضت والدته فمُنع من ارتياد المدرسة خشية نقل عدوى المرض. وطوال فترة انقطاعه عن الدراسة، تعرف طليمات على مجموعة من الممثلين المسرحيين وقضى وقته بالكامل في المسرح، فتعلق به. وترك طليمات معهد التربية وانضم إلى فرقة جورج أبيض، فغضبت عليه اسرته وطُرد من المنزل. وبسبب انقطاع العمل بالمسرح من وقت لآخر، عمل في حديقة الحيوانات كوظيفة تدر عليه دخلا ثابتا. حتى انتبه أحد المسؤولين آنذاك لموهبته، فابتُعث إلى باريس للدراسة في معهد التمثيل بباريس، ومسرح الكوميدى فرانسيز، ومسرح الأوديون، ومعهد حرفية المسرح بباريس. وحصل على شهادات في الإلقاء والإخراج المسرحي، وفن المناظر المسرحية. وعاد طليمات إلى مصر عام 1929، ليبدأ مسيرته في التعليم والإخراج والتمثيل المسرحي. وأسس طليمات أول معهد للتمثيل في مصر عام 1930، وهو معهد فن التمثيل العربي. وأُغلق المعهد بعد عدة سنوات بسبب هجوم الفرق المسرحية التي رأت فيه تخريبا للمهنة من ناحية، ورموز المجتمع المحافظ من ناحية أخرى الذين رأوا في المعهد خرقا للتقاليد. ثم كوّن الفرقة القومية للمسرح عام 1935، وكان أول من أخرج أوبريت للفنون الشعبية. وأخرج طليمات حوالي 12 عملا مسرحيا، بالإضافة لترجمة عدد من الكتابات المسرحية العالمية. ورغم إسهاماته المسرحية الكبيرة، إلا أنه لم يستنكف عن تقديم أدوار مساعدة في عدد من الأعمال السينمائية من بينها فيلم "يوم من عمري" مع عبدالحليم حافظ. ولعل أشهر أدواره السينمائية على الإطلاق هو في فيلم "الناصر صلاح الدين"، الذي قدم فيه شخصية دوق آرثر الانجليزي، الذي يتآمر على الملك ريتشارد قلب الأسد. ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتناول فيها طليمات سيرة صلاح الدين الأيوبي، إذ قدمها مرتين من قبل للمسرح والإذاعة. كما عمل في دولة الكويت لعدة سنوات، حيث أسس أول معهد للتمثيل. وقدم العديد من أعمال الترجمة والكتب المسرحية. وحصل طليمات على عدد من الجوائز، من بينها جائزة الدولة التشجيعية في الفنون، من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية في مصر عام 1961. وجائزة الدولة التقديرية في الفنون، من نفس المجلس عام 1975. وكذلك جائزة التفوق في الإخراج المسرحي. وتوفي زكي طليمات في 22 ديسمبر/كانون الأول عام 1982.

د ب ا
الاربعاء 1 ماي 2019