وتأتي هذه التصريحات بعد تصعيد القتال في جنوبي وشرقي أوكرانيا، وسط وتكهنات بشأن تقدم القوات المتوقع على نطاق واسع
وتقدمت القوات الأوكرانية في الشرق بالقرب من باخموت وفي الجنوب بالقرب من زاباروجيا، وشنت ضربات بعيدة المدى على أهداف روسية، وفق الأنباء القادمة من أوكرانيا.
لكن تقييم حقيقة ما يحدث في الجبهة على الخطوط الأمامية أمر صعب، حيث يقدم الطرفان المتحاربان روايات متناقضة، إذ تدعي أوكرانيا إحراز تقدم، بينما تزعم روسيا أنها تصد الهجمات.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال في مقابلة بالفيديو نشرت يوم الجمعة: "يمكننا القول بالتأكيد أن هذا الهجوم الأوكراني قد بدأ".
وفي حديثه في كييف يوم السبت، بعد محادثات مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، وصف زيلينسكي كلمات الزعيم الروسي بأنها "مثيرة للاهتمام".
وقال زيلينسكي إنه من المهم أن تشعر روسيا "أن قواتها لن تبقى طويلاً".
وقال أيضا إن مزاج قادة الجيش الأوكراني إيجابي، مضيفاً في إجابته على أحد الصحفيين: "أخبر بوتين بذلك".
"بعض التقدم للجيش الأوكراني"
ذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن أوكرانيا نفذت عمليات "كبيرة" في عدة مناطق شرقية وجنوبية خلال الـ 48 ساعة الماضية، حيث تم اختراق الدفاعات الروسية في بعض المناطق.
ووفقاً للوزارة، فإنه "من المحتمل أن قوات أوكرانيا حققت تقدماً جيداً واخترقت الخط الأول للدفاع الروسي في بعض المناطق، وفي أماكن أخرى، تم تحقيق تقدم أبطأ لقوات أوكرانيا"، كما وصفت أداء الجيش الروسي بأنه متنوع.
وأضافت: "بعض الوحدات الروسية تقوم بعمليات دفاع متحركة وفعالة، في حين انسحب بعضها الآخر بنوع من الفوضى، وسط زيادة التقارير عن الخسائر الروسية أثناء الانسحاب عبر حقول الألغام الخاصة بهم".
ومن المتوقع أن يشمل الهجوم المضاد الأوكراني آلاف الجنود ضمن القوات التي تم تدريبها وتجهيزها من قبل الغرب، لكن روسيا بنت تحصينات ضخمة في الأراضي المحتلة استعداداً لذلك، بينما تفتقر كييف أيضاً إلى هيمنة جوية.
ويعتبر الجنوب أولوية استراتيجية رئيسية لهجوم أوكرانيا يمكن أن تهدف من خلال السيطرة عليه إلى استعادة أكبر محطة نووية في أوروبا، وقطع الجسر البري الروسي الممتد إلى شبه جزيرة القرم المحتلة في البحر الأسود، مما يحدث فجوة بين القوات الروسية.
وصرح المحلل العسكري الأوكراني ألكسي هيتمان لإذاعة "إن في" أن أحداث الأيام الأخيرة لم تكن سوى خطوات أولية.
وقال هيتمان: "ما يحدث الآن يمكن تسميته باستطلاع في المعركة - المرحلة الأولى للهجوم، ولم يكن من الممكن تحقيق تقدم في العمق، بل إن الهدف يتمثل في فحص دفاعات العدو. دعونا ننتظر بضعة أيام ونرى".
حطام الطائرات بدون طيار يضرب منازل أوديسا
وجاء المؤتمر الصحفي لزيلينسكي وترودو في أعقاب غارة روسية ليلية، قتل فيها ثلاثة أشخاص وأصيب العشرات في مدينة أوديسا الجنوبية.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن حطام طائرة روسية بدون طيار، تم إسقاطها، أدى إلى اندلاع حريق في مبنى سكني في المدينة الساحلية المطلة على البحر الأسود
واستهدف هجوم روسي منفصل خلال الليل، قاعدة جوية في منطقة بولتافا وسط البلاد.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن هجوم أوديسا، الذي استمر ست ساعات، شمل ثمانية صواريخ أرضية و35 طائرة بدون طيار، وإن وحدات الدفاع الجوي الأوكرانية تمكنت من إسقاط 20 طائرة بدون طيار وصاروخين من طراز كروز.
وقالت ناتاليا هومينيوك، المتحدثة باسم القيادة العسكرية الجنوبية الأوكرانية "نتيجة القتال الجوي، سقط حطام إحدى الطائرات بدون طيار على شقة في مبنى شاهق، مما تسبب في نشوب حريق"
وقالت خدمات الطوارئ إن 27 شخصا بينهم ثلاثة أطفال أصيبوا وإن الحريق تم إخماده بسرعة. وأضافت أنه تم إنقاذ 12 شخصاً من المبنى.
وأظهرت الصور تضرر مبنى سكني في أوديسا بشدة، وغطى الحطام الغرف وتطايرت النوافذ. وأظهرت صور أخرى حفرة كبيرة في الأرض.
كما تعرض مطار في منطقة بولتافا بوسط البلاد، لهجوم روسي في ساعة مبكرة من صباح يوم السبت.
وقال حاكم المنطقة إن الهجوم نُفذ بصواريخ باليستية وصواريخ كروز وطائرات بدون طيار. وقال إنه ألحق أضراراً بالبنية التحتية للمطار ومعداته.
وقال مسؤولون إن شاباً يبلغ من العمر 29 عاماً قتل في هجوم منفصل في منطقة خاركيف شمال شرقي البلاد.
في غضون ذلك، تصاعد القتال في الأيام الأخيرة في منطقة زاباروجيا الجنوبية الرئيسية، حسبما قال مسؤولون روس. وقالت تقارير إن القوات الأوكرانية تحاول استعادة القدرة على الوصول إلى بحر آزوف، مما سيؤدي إلى تقسيم القوات الروسية.
ومع ذلك، فإن أمل أوكرانيا في إحراز تقدم في المنطقة قد تعرقله فيضانات ضخمة في جنوب البلاد بعد حادث ضرب سد كاخوفكا الأسبوع الماضي.
واجتاحت الفيضانات حوالى 596 كيلومتراً مربعاً على جانبي نهر دنيبرو.
واتهم حلف شمال الأطلسي "الناتو" والجيش الأوكراني روسيا بتفجير السد، بينما اتهمت روسيا أوكرانيا بذلك.