يحاول الفيلم تجسيد معاناة السوريين قبل الثورة السورية والإبادة التي تعرضت لها مدينة حماة، وبعد قيام ثورات الربيع العربي في تونس وليبيا ومصر، انتقلت الرغبة إلى أبناء مدينة درعا فكتبوا على الحيطان (إجاك الدور يا دكتور) في إشارة إلى القاتل (بشار الأسد)، كانت حادثة إقدام بعض الأطفال والفتية، على كتابة عبارات مناوئة للنظام مجرد عود ثقاب أشعل الحطب الذي ظل يتيبس منذ أكثر من أربعين عاماً حتى بات جاهزاً للاشتعال، فكانت فعلتهم الشرارة الأولى لاشتعال الثورة في سورية.
خرجت أول المظاهرات الصريحة في مناوئتها للنظام من درعا البلد يوم 18 من آذار/مارس عام 2011 للمطالبة بالإفراج عن الأطفال المعتقلين وعزل رئيس فرع الأمن السياسي “عاطف نجيب”، وهو قريب رئيس النظام، فتصدى لها الأمن برعونة، ليسقط أول شهيدين في الثورة وهما “محمود جوابرة وحسام عياش”، ولتتصاعد بعدها المظاهرات وتتحول إلى حدث يومي يسقط فيه المزيد من الشهداء، وتتحول عملية تشييعهم إلى مظاهرة جديدة يسقط فيها شهداء جدد، وهو ما أثار غضب ليس أبناء المحافظة فقط الذين تنادوا لـ “الفزعة” من كل بلدات وقرى حوران نصرة لإخوانهم في المدينة، بل في كل المدن السورية.
وما زاد في اتقاد جذوة الاحتجاجات، إقدام قوات الأمن فجر الأربعاء 23 مارس/آذار على اقتحام المسجد العمري، وقتل ستة من مئات المعتصمين داخله، وقتل آخرين خارج المسجد، ثم ليسقط عشرات الشهداء في اليوم التالي (24 آذار/مارس) خلال تشييع شهداء اليوم السابق.
وتابع الفيلم معاناة الأطفال بعد اعتقالهم من قبل المجرم “عاطف نجيب” والذي أراد من خلال تعذيبهم وتكسير أيديهم تأديب الشعب السوري وإذلاله كي لا يثور على نظام الأسد الديكتاتوري.
ويرصد الفيلم معاناة أهل درعا ووجهائها الذين توسطوا لدى عاطف نجيب كي يخرج أبناءهم وكيف أذلهم برده: “انسوا هؤلاء الأطفال وأنجبوا غيرهم وإذا لم تتمكنوا فاحضروا نساءكم كي نساعدكم في إنجاب أطفال آخرين”.
وجسد التفاصيل اليومية للأحداث المتلاحقة، ووقاحة النظام الذي تابع إهاناته لوجهاء درعا وشيوخها وشبابها، وانفجار الوضع وخروج المظاهرات المنددة باستبداد النظام والمطالبة بإخراج الأطفال من السجون.
كما أكد كادر الفيلم على مواصلتهم تجسيد أعمال سينمائية أخرى تجسد معاناة الشعب السوري.