نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان


حمدان أم حميدة ؟ تحدي التقاليد في الخليج




دبي - ريم الانصاري : وجه جميل تعرفه المنتديات و المدونات الخليجية ، يتباهى بالظهور في ملابس مثيرة وإكسسوارات اخر صيحة ، تلك التي تناسب الدلال الأنثوي و الإغراء الساخن ، ذلك الوجه النسائي الذي تراه انما هو لشاب إماراتي يُدعي حمدان يحس أنه أقرب للانوثة من الذكورة ولا يخفي رغبته في التشبه بالنساء الأمر الذي جعل منه ظاهرة تستحق التوقف عندها اجتماعيا ونفسيا وذلك لما تثيره هذه القصة من مقارنات مشروعة مع ما جرى في الغرب في ظرف تاريخي قريب .


حمدان أم حميدة  ؟ تحدي التقاليد في الخليج
لم تعد المثلية الجنسية ظاهرة مرفوضة في الغرب ، و الكل يعرف أن قد سُنت القوانين المنظمة لحياة الثنائي المثلي ، من الإرتباط الرسمي الى تبني الأطفال بل حتى وصل الأمر الى تقليعة الرجل "الحامل" ، و حتى يصل القبول الى هذا الحد من تطويع القوانين و الدساتير ، بدأت أولا حالات فردية في الإعلان عن نفسها و ميولها الجنسية المختلفة عن "السائد" تلك الحالات وجهت بالرفض و و النبذ من مجتمعاتها ذلك الحين ، و لكن "إيماناً" بالحق في الحياة بميل جنسي مختلف ، دعى ثلة من هؤلاء تتمادى في المطالبة بالاعتراف و القبول و حتى اذا اطلقت التسميات المعيبة و الشائنة على المتحدى أو المتحدية ونُبذ من أوساط العائلة و المجتمع ككل ، ثم إنبرت وسائل الإعلام في التسويق للحق المشار إليه ، وفي الإتجاه نفسه صار الإنتاج السينمائي في هوليود يعزف على الوتر نفسه ، حتى لا يكاد يأتيك عمل سينمائي إلا و قدم على الاقل مشهد واحد يبدو فيه "المثلي" رجلا أو امرأة متصالح مع نفسه و مجتمعه و أهله و عضو فاعل متفاعل مع المجتمع ، و حتى الان لم نرى شخصية الشاذ جنسياً في السينما العالمية ، إلا و كانت شخصية سوية و تتسم بالخير و حب الآخرين و تعمل على اسعادهم بشتى الطرق ، و كل ما يرجوه أن يعيش بسلام مع شركه المثلي ، و قد كان لمن روج للفكرةما أراد ، و ما عاد للرفض مكان بفضل الحالات الفردية الاولى المُضحية و التي واجهت هجمات الرفض و الانكار و تلك منها أو يقودها المرجعية الدينية ، و بفضل وسائل الاعلام التلفزيونية و السينمائية وصل الحال الى الاعتراف و التعايش السلمي بين جميع الأجناس و الطوائف في المجتمع ، و ربما يدل خطاب الرئيس أوباما عند تنصيبه كأول رئيس أسود للولايات المتحدة ، عندما قال اننا امة لا نفرق بين رجل و إمراه ، أبيض أو أسود ، متدين أو ملحد ، ثم ذكر بين تلك الثنائيات أصحاب الميول الجنسية المختلفة ، و هل من اعتراف أو قبول أكثر من ذلك.
لكن أوباما في أمريكا والزواج المثلي و القوانين المنظمة هذه في أوروبا و غيرها من الدول التي تتماشى مع الهوى الاوربي ، إنما في الشرق و بالتحديد في الخليج العربي و الدول الاسلامية ، فمثل هذه الحالات تصيب الآخرين بالذعر و التقزز و وتدعو الى كراهية و بغض تلك النماذج، و بالطبع يقابل صاحب الميل الشاذ ذاك بالرفض و النفور من الآخرين جمعاء ، و كم تابعت وسائل الاعلام من سنوات ما اطلق علية اصطلاحاً "الجنس الثالث" – خاصة في الكويت – إشارة الى الرجال أصحاب الميل الجنسي الأنثوى أو المتشبهين بالنساء ، ثم "الجنس الرابع" و هذا اطلق على النساء صاحبات الميل الجنسي الذكري او ما يسمي المتشبهات بالرجال ، و قد قال التشريع الإسلامي كلمته الاولى والأخيرة في رفض تلك النماذج التى اعتبرت غير سوية و لا تصلح للتفاعل مع المجتمع و دلل على ذلك بقوم لوط اللذين أغرقهم الله بالطوفان عقاباً على اتيانهم الرجال دون النساء ، و على الرغم من ذلك استمر مسلسل الاخبار المتناثرة عبر الصحف في المنطقة حيث يطالعك خبرمفاده " إلقاء القبض على مجموعة من الشواذ خلال حفل عرس مثلي اقيم في منطقة ....."مثل هذا الخبر صادفناه كثيرا عبر المطالعات و التجوال في الصحافة الخليجية ، و لكن الجديد هو التحدي الصارخ و الإعلان عن الذات ليس فقط في مجتمع ضيق و لكن بالانتشار على صفحات الإنترنت من خلال المنتديات الخليجية التي تتلقف هذا الجديد لتعرضة بين أخبارها ،أحيانا مع عبارت رافضة و منددة و أحيانا مع كلمات غزل و سخرية، تلك الكلمات لم تتُنى من عزم حمدان في الاعلان عن نفسه كما يحب أن يرى نفسه .

حمدان أم حميدة  ؟ تحدي التقاليد في الخليج
حمدان شاب إماراتي ، صار إسمة المتداول هنا "حمدان الإماراتي" لكن الشاب اكتشف حبه لأن يكون فتاة أكثر من أن يكون شاباً ، فلم يتردد في أن يتعامل مع جسده كجسد إمرأة جميلة يستحق العناية و الرعاية ، ثم انه و تماشيا مع ما صار سائدا في أمريكا و الغرب لم يخفي هذا الميل و هذه العناية الفائقة بجسده "الانثوي" حتى صارانموذجاً للمثلي أو المنحرف جنسياً أو الشاذ جنسياً أو المتشبه بالنساء و كل هذه تسميات متعددة لشخصية واحدة يجسدها حمدان الإماراتي ، فهو يملك الجسد و المقومات التي تطمح لها النساء بصفة عامة ، و لكن ينقص حمدان نهود تكمل صورة الانثي لديه ، و قد يسعى حمدان و قد ذاع صيتة الى تعاطي بعض الهرمونات الانثوية التي سوف تجعل صورة الانثى لجسد حمدان مكتمله و مبهره .

حمدان أم حميدة  ؟ تحدي التقاليد في الخليج
في الأونة الاخيرة انتشرت صور حمدان في المنتديات و الرسائل الإلكترونية في الخليج كافة و تناولها الكثير بالسخرية و البعض الآخر بالغمز و اللمز و لكن جمال الوجه عند حمدان جعل الصور تنتشر و تزداد الشخصية المتحديه هذه إصرارا على التواجد ، و الصور التي انتشرت على المنتديات تصل الى الدرجة من الإغراء أو الإغواء الى الدرجة التي تنأى صحيفة الهدهد الدولية بنفسها عن نشر بعضها ، و نكتفي بنماذج من الصور التي تعرف القارئ بحمدان الإماراتى الذى قد يكون مقدمة لتساهل المجتمع الخليجي و من ثم قبوله شخصية المثلي و ربما في ما بعد سن القوانين المنظمة لحياة هؤلاء ، من يدري ربما يكون حمدان يقدم نفسة كضحية من أجل أن يُسعد جيل لاحق من المثليين يحلومون حالياً بالحياة الكريمة في مجتمع خليجي يقبل التعدد و اختلاف الأجناس مثل اخوة لهم حول العالم يحتفلون كل عام بيوم المثلين الذي تستضيفة مدينة برايتون البريطانية في موسم الصيف لتتزين المدينة و تستعد لاستقبال ألاف من النساء و الرجال المثلين يلوحون للملا فرحين بكونهم خارج السائد ، فقط نتتظر و نرصد تلك التغيرات في منطقة الخليج التى بدأت و ستستمر خصوصا وان منطقة الخليج عرفت - ولكن في السر - تاريخا حافلا من قصص المثلية الجنسية .
الصورة (1) حمدان في وضع استعراضي لجسده
الصورة (2) حمدان في اللباس التقليدي الاماراتي للرجال
الصورة (3) حمدان في كامل الزينة النسائية

دبي - ريم الانصاري
الاربعاء 4 مارس 2009