نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان


حرف تراثية يتمسك بها أصحابها في ظل مواجهتها خطر الاندثار بغزة






غزة - عماد عبد الجواد- لم يتخل المسن الفلسطيني من غزة أبو حنفي الصواف عن مهنته التقليدية في صناعة الصوف والبساط رغم تراجع الإقبال على منتجاته.
ويواصل الصواف، وهو في الستينيات من عمره ، عمله اليومي داخل ورشته الصغيرة منذ نعومة أظفاره في وقت شاخت يداه ومعها كل ملامحه في كنف مهنته التي ورثها عن والده.
ويقول الصواف لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن عائلته ارتبطت بهذه المهنة منذ مئات السنوات حتى اكتسبت اسمها منها.
ويضيف أن والده ورث المهنة عن أجداده ونقلها إليه، ورغم ما شهدته من حداثة وتقنيات صناعية فإنه سعى للإبقاء على طابعها التقليدي كتراث فلسطيني خاص.
وخلال عمله يركز الصواف حواسه الخمس وتظل حركاته وانفعالاته الجسدية منصبة على أمام آلة النول اليدوي لإنتاج أنواعا متعددة من البساط بألوان الربيع.
وداخل الورشة يتصدر المشهد مذياع قديم قل نظيره اليوم، ومعدات بدائية تجعل من المكان المتواري في أحد أزقة غزة وكأنه بوابة إلى الماضي.
لكن جيل شاب من العائلة يتعلم الحرفة ليتسلم راية إبقائها قائمة. ويقول حنفي الصواف في مطلع الثلاثينات من عمره إنه اكتسب هو الأخر المهنة من والده سعيا للحفاظ عليها.


 
ويشير الصواف الابن إلى أن تراجعا كبيرا طرأ على عمل ورشات منتجات الصوف والبساط في قطاع غزة على مدار العقود الأخيرة لكنه مقتنع بأهمية منع اندثارها.
وفي جانب صغير من الورشة تتجمع أصناف عديدة من البساط والسجاد تواجه صعوبات في تسويقها بسبب تراجع الإقبال عليها، لكن وإن ضاق الحال فإن التحول عن مهنة الأجداد ليس خيارا لدى المسن الصواف.
ويقول عن ذلك "منذ أن وعيت في الدنيا وأنا منخرط في هذه المهنة وأريد حتى مماتي الحفاظ عليها بدافع الحب لها وضرورة الحفاظ على التراث الشعبي القديم".
وكغيرها من الصناعات القديمة في غزة يأمل أصحابها في دعم رسمي لعملهم كي لا تندثر مهنتهم فضلا عن ضرورة التوعية بجودة ما ينتجونه من مشغولات وأهميتها حفاظا على لون تراثي يمتد عمرها لعقود عديدة.
ينطبق الأمر ذاته على أبو محمود حمدان، وهو في نهاية الخمسينيات من عمره، والذي يعمل إسكافيا داخل ورشة قديمة في سوق الزاوية الشعبي التراثي في غزة.
ويقول حمدان لـ(د.ب.أ)، إن حرفة الإسكافي تواجه اندثارا كبيرا بعد أن كانت وسيلة تسعف الفقراء ممن يعجزون عن شراء أحذية جديدة فيلجأون إليه من أجل تجديدها لهم.
ويضيف أن خيوط وجلود ورشته باتت شبه مهملة بفعل اقتحام الأحذية المستوردة أسواق قطاع غزة وبأسعار رخيصة تغني السكان عن تصليح القديم لديهم.
لكن حمدان يشير مع ذلك إلى أنه ورث مهنته عن والده وأجداده ولم يتعلم سواها طوال حياته ما يجعله مصرا على الاستمرار فيها وعدم هجر ورشته.
واقع مماثل يعيشه الحرفي محمد صبحي /58 عاما/ الذي يفخر بأنه آخر من تبقى من النحاسين القدماء والأكثر شهرة على مستوى قطاع غزة.
على مدار ساعات النهار يحمل صبحي مطرقته التي تهال على النحاس اللين بعد وضعها في النار لسهولة التعامل معها، لينتج أنواعا مميزة متعددة الأشكال والأحجام من مصنوعات النحاس.
يقول صبحي لــ(د.ب.أ)، إنه ورث مهنته عن والده منذ أربعين عاما ويمارسها من خلال صنع الأواني المنزلية مثل القدر، والسكاكين، والصحون النحاسية.
لكن هذه المهنة مهددة بالانقراض بسبب قلة الإقبال عليها في الأسواق المحلية، وتداعيات الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007.
نفس الصعوبات يعانيها أبو حسن صوان صاحب مصنع مقام منذ خمسين عاما في شارع الفواخير التراثي في غزة لإنتاج الحلويات التي تحمل الجودة الفلسطينية محلية الصنع.
إذ أن الإقبال على منتجات صوان تراجع بشدة في السنوات الأخيرة وعانت كسادا ملحوظاً لصالح البضائع والحلويات المستوردة الرخيصة الثمن.
ويشتكى صوان لــ(د.ب.أ)، من أن الفستقية والسمسمية، وحلاوة جوز الهند والملبس لم تعد رائجة لدي الجيل الجديد من السكان ولا يطلبها غالبا سوى كبار السن.
ويضيف أن منتجاته تقاوم الانقراض الكلي بعد أن أصبحت غير متعارف عليها بين الأجيال الجديدة، لصالح الشكولاتة والسكاكر التي أصبح الزبون يفضلها أكثر من الصناعات المحلية.
ويرجع التفكير بصناعة تلك الحلويات ذات المكونات البسيطة، وطرحها بالسوق المحلي كنوع جديد من المنتجات لإثراء السوق الاقتصادي منذ العهد العثماني.
أما في ورشة خيري عطا الله المختص في صناعة الفخار في غزة فإن آلاف القطع المتراصة يتم عرضها في الباحة الأمامية من دون أن تجد لها مشتريا.
يقول عطا الله لـــ(د.ب.أ)، إنه في السابق كان لديه أكثر من 50 عاملا لكنه الآن يكتفي بثلاثة فقط بسبب انخفاض الطلب على منتجاته.
يوضح عطا الله أنه لا يستطيع الآن تصدير منتجاته إلى الضفة الغربية وإسرائيل بعدما كانت هذه الأسواق تستوعب ما يصل إلى 90٪ من منتجاته الفخارية قبل فرض الحصار الإسرائيلي عام 2007.
ويضيف أن ما زاد من مصاعب عمله تراجع الإقبال المحلي على منتجات الفخار رغم ما يمثله من أهمية في التراث الفلسطيني القديم، لكنه يبقي متمسكا في مهنته ويأمل أن لا تواجه الاندثار.

عماد عبد الجواد
الاحد 23 غشت 2020