الكتاب الذي يقع في أكثر من ثلاثمئة صفحة من القطع المتوسط، يقدّم مطالعة تحليلية واسعة للواقع السوري بمختلف تشعّباته المحلية والإقليمية والدولية، وهو يمثّل جزءاً هاماً وأصيلاً من انشغالات كاتبه بتشريح الواقع السوري وما أنتجته الثورة السورية خلال العقد الماضي من فرز لكل المفاهيم الوطنية والإنسانية، وخصوصاً ذلك الصدام الذي يشير إليه منذ عنوان الكتاب ما بين حلم التغيير السوري، وحلف الأقليات الذي كثيراً ما انخرطت مؤسّساته ولوبياته في مجابهة هذا الحلم ومحاولة إجهاضه.
“ لم يترك عبود تفصيلاً يخدم المتلقّي إلا وأتى على ذِكره. أسّس لبناء معيار فكري يسمح للقارئ بأن يستنتج قبل أن يصل إلى الخواتيم، بدءاً من تقسيم سورية جغرافياً، مروراً بالسعي الحثيث للتشويه التاريخي، ووصولاً إلى تخريب كل شيء: التعايش الديني والتواصل المذهبي والطبقة الوسطى والتجار والطبقة الصناعية والمزارعين والمفكّرين والحرفيين وأصحاب المهن العلمية... مع مواكبة للمواقف الدولية من هذا التخريب التي تستنكر علناً وتؤيّد ضمناً. لم يترك عبود شيئاً ممّا يُقال له "محرَّمات" إلا وفتح صندوقه، الجيش، الشرطة، الأمن، سلطة الأقلية، حلف الأقلّيات، المعارضة، الثورة، عملاء النظام، تدخّلات الدول القريبة والبعيدة، لكنه لم يفعل ذلك من باب الطرف المقابل، أي لم يكتب عن العلوي لأنه سنّي بل لأنه سوري، كما إنه بهذه الجرأة رفع الغطاء عن المبتزّين الذين جهِدوا لتكريس "قدسية" هذه المواضيع التي تحدث عنها بكل وضوح، كاشفاً أن تحييدها نوع من المشاركة في تكريس مخاوفها".
فتح صندوق المحرمات
الكاتب اللبناني الأستاذ علي الرز، قدّم للكتاب في مقدمة بعنوان: (عاشق حقيقي لسورية) ومما جاء فيه: “ لم يترك عبود تفصيلاً يخدم المتلقّي إلا وأتى على ذِكره. أسّس لبناء معيار فكري يسمح للقارئ بأن يستنتج قبل أن يصل إلى الخواتيم، بدءاً من تقسيم سورية جغرافياً، مروراً بالسعي الحثيث للتشويه التاريخي، ووصولاً إلى تخريب كل شيء: التعايش الديني والتواصل المذهبي والطبقة الوسطى والتجار والطبقة الصناعية والمزارعين والمفكّرين والحرفيين وأصحاب المهن العلمية... مع مواكبة للمواقف الدولية من هذا التخريب التي تستنكر علناً وتؤيّد ضمناً.