نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


تقليص الانتاج الدرامي يفقد مصر جزءا من قوتها "الناعمة"




عزوف المشاهد عن متابعة الدراما الرمضانية هذا العام يعود لاحتكار شركة واحدة للإنتاج، وانسحاب عادل إمام من الساحة الفنية لأسباب غامضة.


ويقول السيناريست والصحفي هشام أبو المكارم لـ RT عن دراما رمضان: إن هذا العام يأتي مختلفا فيما يخص الدراما المصرية التي ينتظرها الجمهور المصري والعربي مع حلول شهر رمضان، فقد قلصت الدولة عدد المسلسلات التي يتم إنتاجها، ومنحت شركة واحدة تابعة لها احتكار غالبية هذه الأعمال، بل وتدخلت في المحتوى بدعوى الحفاظ على القيم والأخلاق، وهو ما يعد ردة عما حققه الفن المصري خلال السنوات الماضية وفرضا للوصاية على الإبداع. والمشكلة ليست في وجود الدولة كطرف يشارك في الإنتاج فهذا ليس جديدا، وخلال فترة الثمانينيات والتسعينيات أنتج التلفزيون المصري المملوك للدولة أعمالا ما زالت تعتبر علامات بارزة في تاريخ الدراما المصرية، لكن المشكلة الحقيقية هي أن مصر حولت الدراما إلى فن موجه، وحددت له الموضوعات التي يجب أن يتناولها، مع قائمة محاذير وضوابط حولت العمل الفني إلى رسالة دعائية لسياسات النظام ليس أكثر، وقد تسببت هذه التدخلات في غياب نجم كبير مثل عادل إمام عن دراما هذا العام بعد أن قام بتصوير جزء كبير من مسلسله الجديد بالفعل، وجاء توقفه عن العمل لأسباب غامضة لم يعلن عنها أي طرف بمن فيهم عادل إمام نفسه. ورغم مرور أيام قليلة من شهر رمضان إلا أن المتابعين رصدوا انخفاضا ملحوظا في نسب المشاهدة، خاصة بعد منع بث حلقات المسلسلات على موقع يوتيوب وقصرها على تطبيق ذكي تم الإعلان عنه مع حلول رمضان يتيح المشاهدة ولكن بعد دفع اشتراك مادي. وأعتقد أن ما حدث هذا العام يعود بالفن المصري خطوات إلى الخلف وأفقد مصر جزءا آخر من قوتها الناعمة التي كانت تتمتع بها، من ثم لا بد من إعادة النظر في المنهج الذي تتبعه مصر حاليا، بحيث تترك العملية الإنتاجية للمنافسة الحرة بين شركات الإنتاج، وترفع رقابتها الصارمة المفروضة حاليا على الإبداع، وفي مقدمته الفن السينمائي والتلفزيوني. ورصد مراقبون هذا العام زيادة جرعة المسلسلات التي تقوم على محتوى يمجد دور المؤسسات الأمنية بمصر، ويتناول رؤية النظام التي يروج لها بشأن حربه على "الإرهاب"، وأخرى تروج لرؤى السلطة السياسية وتسعى لتحسين صورتها. ويأتي في مقدمة هذه المسلسلات مسلسل "كلبش 2" الذي يذاع جزؤه الثاني هذا العام، ويقوم على تقديم صورة مثالية ودعائية لضابط شرطة يتولى الإشراف على سجن طرة شديد الحراسة (العقرب) سيئ السمعة. ودفعت حلقاته الأولى أهالي معتقلي العقرب لتدشين حملة بمواقع التواصل الاجتماعي تطالب بمقاطعة المسلسل الذي ترى أنه يقدم "محتوى مضللا" ويسعى لتجميل الصورة الذهنية لسجن العقرب، وينقل "صورة مغلوطة، ومدلسة، وكاذبة عن طبيعة السجن وظروفه غير الآدمية وغير الإنسانية وخلفية المعتقلين فيه" حسب صفحة "رابطة أهالي معتقلي العقرب". وكان أمير كرارة بطل المسلسل قد أكد في حوار مع إحدى الصحف المحلية أن المسلسل حظي بدعم كامل من وزارة الداخلية، تمثل في توفير العناصر البشرية والمادية من أفراد شرطة ومدرعات وأسلحة وذخيرة، مبديا سعادته باحتفاء قيادات أمنية بجزء المسلسل الأول، كونه حقق ما يسعون لتحقيقه منذ 10 سنوات. رسمي وشعبي فيما دفع مسلسل "أبو عمر المصري"، الخرطوم لتقديم "احتجاج رسمي" لدى القاهرة على ما قدمه من محتوى في حلقاته الأولى، حيث أظهر السودان ساحة مستباحة لمنظمات إرهابية، واعتبرت الخارجية السودانية في بيان لها المسلسل "عملا مسيئا للشعبين الشقيقين"، مطالبة السلطات المصرية المعنية بوضع حد لذلك. وتزامن التصعيد الرسمي للخرطوم مع تصعيد شعبي، حيث شن نشطاء سودانيون حملة بمواقع التواصل الاجتماعي على المسلسل والنظام المصري، الأمر الذي دفع مصر للإعلان من خلال رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام (رسمي) مكرم محمد أحمد عن حذف بعض مشاهد المسلسل التي قد تسيء لدولة السودان. ويتوقع مراقبون أن تلحق مسلسلات أخرى لمسلسلي "كلبش 2" و"أبو عمر المصري" في إثارة الجدل والرفض خلال رمضان، بعد عرض ما تقدمه من محتوى ينطلق من "وجهة نظر" النظام التي يريد أن يمليها على المشاهد المصري، أبرزها مسلسلات "طايع"، و"نسر الصعيد"، و"أمر واقع"، و"السهام المارقة"، و"فوق السحاب"، وغيرها. مدير قناة "الشرق" الفضائية أحمد عبده يؤكد أن السلطات المصرية توزع مضامين سياسية على المنتجين بتوجيه مباشر، تستهدف تثبيتها في عقول المصريين من خلال الدراما الرمضانية، لافتا في حديثه للجزيرة نت إلى أن هذه المسلسلات لها تأثير على قطاعات ليست قليلة من المجتمع. فيما يكشف الناقد والمنتج الفني أيمن عبد الرازق عن وجود توجه رسمي لأن تركز الدراما على تمجيد دور المؤسسات الأمنية والعسكرية، حيث أوصى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام صناع الدراما بأن يعملوا على ذلك بما يملكون من قدرة وأدوات في أعمالهم القادمة.

آر تي - ناصر حاتم - الجزيرة
الخميس 16 ماي 2019