ويبدو أن الشركة بشعارها تستجيب لزيادة عامة في اهتمام الجمهور بالـ "كاونترنينورز"، أي الرجال القادرين على الغناء بطبقة صوت مرتفعة للغاية، بنطاق صوتي يمتد إلى نغمات عادة ما تكون مخصصة للإناث اللاتي يغنين من طبقة "ميدزو سوابرانو".
ويُظهِر البحث السريع عن "كاونترتينور" على موقع أمازون أكثر من 450 نتيجة. يشار إلى أن رائد الكاونترتينور الفرنسي فيليب جاروسكي فاز مرتين بجائزة (إكو كلاسيك) لأفضل مغن، وهي واحدة من أرفع الجوائز في عالم الموسيقى الكلاسيكية.
وتعتقد عالمة الموسيقى الألمانية كورينا هير أنها أكثر من مجرد صيحة عابرة. وتقول إن مغنيي الكاونترتينور ثبتوا أنفسهم بقوة بوصفهم "الصوت الخامس"، بالإضافة إلى الأصوات المعتادة (بيز) الجهير وهو أغلظ الأصوات، و (التينور) الصادح، والألتو، والسوبرانو ، وليأخذوا مكانهم في الترتيب الصوتي بجدارة.
وبدأ كل شيء في ثمانينات القرن الماضي، مع إحياء الموسيقى القديمة، حسبما تقول كورينا.
وتتضمن العديد من المقطوعات الموسيقية التي ترجع إلى عصر النهضة في القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر أجزاء يؤديها مغنون يغنون بطبقة الكاونترتينور، والتي عادة ما كان يغنيها الخصيان. وتوضح هير، مؤلفة كتاب بعنوان "الغناء ضد الطبيعة؟ الخصيان والغناء بطبقة حادة مستعارة عبر تاريخ الموسيقى"، أنه لا ينبغي الخلط بين الكاونترتينور والخصيان.
وفي الأوقات السالفة، كان الرجال يخضعون لعمليات جراحية لتمكينهم من الغناء من طبقتي السوبرانو والألتو. وفي هذه الأيام، يغنونها ببساطة بصوت مستعار، وهي تقنية صوتية تساعد الرجال للوصول إلى المستويات العليا من أصواتهم دون الحاجة إلى التشويه.
وتشير هير إلى أن: "الأمر مختلف تمامًا، ويبدو مختلفًا تمامًا".
ومع ازدياد شعبية الكاونترتينور، أصبحوا أكثر شيوعًا كذلك. أندرياس شول، وماكس إيمانويل تسينتشيتش، وفرانكو فاجيولي، وجاروسكي، هذه هي أسماء نجوم عالم الموسيقى الذين يغنون من طبقة صوتية نادراً ما كنا نسمعها حتى وقت قريب.
وذكرت هير أنه مع تحول هذه الطبقة إلى تيار سائد أكثر فأكثر، بدأت التقنيات التي يستخدمها المغنيون في التطور، حيث إنه: "في الثمانينيات والتسعينيات، اعتاد مغنيو الكاونترتينور عامة على الغناء بأعلى طبقة وأقرب ما يكون إلى أصوات النساء قدر الإمكان. ولكن اليوم، يتميز العديد من مغنيو الكاونترتينور بصوت أكثر خصوصية".
وحاول البعض أداء مقطوعات من العصر الرومانسي، مثلما غنى تسفي إيمانويل-ماريال "فينترايسه" أو (رحلة شتاء) لفرانتس شوبيرت.
وبعيدا عن الموسيقى القديمة، تعد الموسيقى المعاصرة أيضا مصدرا غنيا بالمواد لمغنيي الكاونترتينور، حيث يكتب المؤلفون الموسيقيون المعاصرون أجزاء للكاونترتينور بصورة متزايدة في موسيقاهم، على سبيل المثال، أوبرا "الشقيقات الثلاثة" للمؤلف الموسيقي المجري بيتر أوتفوش.
تعيش الشقيقات الثلاثة، المشار إليهن في عنوان العمل، حياة بائسة بعد وفاة والدهن في المقاطعات الروسية مع شقيقهن وزوجته، ويحلمن بالهروب إلى أضواء موسكو الساطعة.
وتمت كتابة هذا العمل، بالاقتباس من مسرحية للأديب أنطون تشيكوف، في الأصل ليؤديه أربعة مغنيين من طبقة الكاونترتينور، ولكن منذ العرض الأول للأوبرا عام 1998 في ليون نادرا ما تم أداؤه بهذه الطريقة، مما أصاب أوتفوش بخيبة أمل.
ولكن في العام الجاري، قدمت دار أوبرا فرانكفورت نسخة جديدة من الأوبرا يؤدي فيها الكاونترتينور جميع الأجزاء الرئيسية.
وقال أوتفوش لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "بالنسبة لي، كان من المهم أن يكون لهذه الأدوار الأربعة جودة مجردة، كما هي الحال في مأساة إغريقية".
وأضاف: " تدور هذه الأوبرا حول الوداع. حينما يتم هجر شخص إلى الأبد. لم أكن أريد أن أحكي قصة عائلة واحدة فقط، لكن لتقوية التأثير العاطفي، فالأوبرا تدور حول كل الوداعات."
وأشار أوتفوش إلى أنه في المآسي اليونانية، يتم توصيل عمومية الرسالة في بعض الأحيان من خلال رفع الممثلين من على الأرض، "أردت أيضًا أن (أرفع) مغنيي الكاونترتينور في عملي الفني".
يقول بيرند لوبه، المدير التنفيذي لأوبرا فرانكفورت، إن السبب الرئيسي وراء أداء النساء للأدوار في الماضي هو المال. ولكن بالنسبة إليه، كان احترام رغبات المؤلف أمرا مهما.
وأضاف أن الإحساس بوجود مسافة من الشخصيات التي تم إيجادها باستخدام الكاونترتينور أمر ضروري لرسالة الأوبرا.
وتابع: "من السهل للغاية أيضا النأي عن العواطف الكلاسيكية المثيرة للشفقة التي تتلقاها في العمل عندما يؤدي الرجال أدوارا نسائية."
ويؤدي دور "أما" مغن من الطبقة الجهيرة. وبشكل عام، تمت كتابة العمل بشكل غير عادي، يتطلب مشاركة فرقتي أوركسترا، وبالتالي يكون هناك مايسترو لكل منهما.
يقول أحدهما، دينيس راسل ديفيز، إن استخدام الكاونترتينور له مزايا عملية أيضاً: "إنه أمر مثير للاهتمام، لأنه يُسهل فهم النص ويوجِد التوازن الصحيح مع الآلات الموسيقية".
ويُظهِر البحث السريع عن "كاونترتينور" على موقع أمازون أكثر من 450 نتيجة. يشار إلى أن رائد الكاونترتينور الفرنسي فيليب جاروسكي فاز مرتين بجائزة (إكو كلاسيك) لأفضل مغن، وهي واحدة من أرفع الجوائز في عالم الموسيقى الكلاسيكية.
وتعتقد عالمة الموسيقى الألمانية كورينا هير أنها أكثر من مجرد صيحة عابرة. وتقول إن مغنيي الكاونترتينور ثبتوا أنفسهم بقوة بوصفهم "الصوت الخامس"، بالإضافة إلى الأصوات المعتادة (بيز) الجهير وهو أغلظ الأصوات، و (التينور) الصادح، والألتو، والسوبرانو ، وليأخذوا مكانهم في الترتيب الصوتي بجدارة.
وبدأ كل شيء في ثمانينات القرن الماضي، مع إحياء الموسيقى القديمة، حسبما تقول كورينا.
وتتضمن العديد من المقطوعات الموسيقية التي ترجع إلى عصر النهضة في القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر أجزاء يؤديها مغنون يغنون بطبقة الكاونترتينور، والتي عادة ما كان يغنيها الخصيان. وتوضح هير، مؤلفة كتاب بعنوان "الغناء ضد الطبيعة؟ الخصيان والغناء بطبقة حادة مستعارة عبر تاريخ الموسيقى"، أنه لا ينبغي الخلط بين الكاونترتينور والخصيان.
وفي الأوقات السالفة، كان الرجال يخضعون لعمليات جراحية لتمكينهم من الغناء من طبقتي السوبرانو والألتو. وفي هذه الأيام، يغنونها ببساطة بصوت مستعار، وهي تقنية صوتية تساعد الرجال للوصول إلى المستويات العليا من أصواتهم دون الحاجة إلى التشويه.
وتشير هير إلى أن: "الأمر مختلف تمامًا، ويبدو مختلفًا تمامًا".
ومع ازدياد شعبية الكاونترتينور، أصبحوا أكثر شيوعًا كذلك. أندرياس شول، وماكس إيمانويل تسينتشيتش، وفرانكو فاجيولي، وجاروسكي، هذه هي أسماء نجوم عالم الموسيقى الذين يغنون من طبقة صوتية نادراً ما كنا نسمعها حتى وقت قريب.
وذكرت هير أنه مع تحول هذه الطبقة إلى تيار سائد أكثر فأكثر، بدأت التقنيات التي يستخدمها المغنيون في التطور، حيث إنه: "في الثمانينيات والتسعينيات، اعتاد مغنيو الكاونترتينور عامة على الغناء بأعلى طبقة وأقرب ما يكون إلى أصوات النساء قدر الإمكان. ولكن اليوم، يتميز العديد من مغنيو الكاونترتينور بصوت أكثر خصوصية".
وحاول البعض أداء مقطوعات من العصر الرومانسي، مثلما غنى تسفي إيمانويل-ماريال "فينترايسه" أو (رحلة شتاء) لفرانتس شوبيرت.
وبعيدا عن الموسيقى القديمة، تعد الموسيقى المعاصرة أيضا مصدرا غنيا بالمواد لمغنيي الكاونترتينور، حيث يكتب المؤلفون الموسيقيون المعاصرون أجزاء للكاونترتينور بصورة متزايدة في موسيقاهم، على سبيل المثال، أوبرا "الشقيقات الثلاثة" للمؤلف الموسيقي المجري بيتر أوتفوش.
تعيش الشقيقات الثلاثة، المشار إليهن في عنوان العمل، حياة بائسة بعد وفاة والدهن في المقاطعات الروسية مع شقيقهن وزوجته، ويحلمن بالهروب إلى أضواء موسكو الساطعة.
وتمت كتابة هذا العمل، بالاقتباس من مسرحية للأديب أنطون تشيكوف، في الأصل ليؤديه أربعة مغنيين من طبقة الكاونترتينور، ولكن منذ العرض الأول للأوبرا عام 1998 في ليون نادرا ما تم أداؤه بهذه الطريقة، مما أصاب أوتفوش بخيبة أمل.
ولكن في العام الجاري، قدمت دار أوبرا فرانكفورت نسخة جديدة من الأوبرا يؤدي فيها الكاونترتينور جميع الأجزاء الرئيسية.
وقال أوتفوش لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "بالنسبة لي، كان من المهم أن يكون لهذه الأدوار الأربعة جودة مجردة، كما هي الحال في مأساة إغريقية".
وأضاف: " تدور هذه الأوبرا حول الوداع. حينما يتم هجر شخص إلى الأبد. لم أكن أريد أن أحكي قصة عائلة واحدة فقط، لكن لتقوية التأثير العاطفي، فالأوبرا تدور حول كل الوداعات."
وأشار أوتفوش إلى أنه في المآسي اليونانية، يتم توصيل عمومية الرسالة في بعض الأحيان من خلال رفع الممثلين من على الأرض، "أردت أيضًا أن (أرفع) مغنيي الكاونترتينور في عملي الفني".
يقول بيرند لوبه، المدير التنفيذي لأوبرا فرانكفورت، إن السبب الرئيسي وراء أداء النساء للأدوار في الماضي هو المال. ولكن بالنسبة إليه، كان احترام رغبات المؤلف أمرا مهما.
وأضاف أن الإحساس بوجود مسافة من الشخصيات التي تم إيجادها باستخدام الكاونترتينور أمر ضروري لرسالة الأوبرا.
وتابع: "من السهل للغاية أيضا النأي عن العواطف الكلاسيكية المثيرة للشفقة التي تتلقاها في العمل عندما يؤدي الرجال أدوارا نسائية."
ويؤدي دور "أما" مغن من الطبقة الجهيرة. وبشكل عام، تمت كتابة العمل بشكل غير عادي، يتطلب مشاركة فرقتي أوركسترا، وبالتالي يكون هناك مايسترو لكل منهما.
يقول أحدهما، دينيس راسل ديفيز، إن استخدام الكاونترتينور له مزايا عملية أيضاً: "إنه أمر مثير للاهتمام، لأنه يُسهل فهم النص ويوجِد التوازن الصحيح مع الآلات الموسيقية".