وتضاربت التصريحات بشأن حصيلة ضحايا الحادث الذي يعد من بين أسوأ الحرائق التي شهدها العراق في السنوات الماضية، فبينما تحدث الناطق باسم وزارة الصحة العراقية عن 94 قتيلا وأكثر من 100 جريح، قال حسن العلاف نائب محافظ نينوى إنه تأكد مقتل 113 شخصا.
وقال رئيس فرع الهلال الأحمر في المحافظة إن حصيلة الضحايا غير نهائية بعد لكنها تتجاوز "مئات الجرحى وعشرات القتلى". أما الهلال الأحمر العراقي فأعلن عبر حسابه الرسمي في فيسبوك أن الحادث خلّف 450 ضحية، من دون أن يحدد عدد القتلى والمصابين.
من جهته، أكد وزير الصحة في إقليم كردستان العراق سامان البرزنجي، وفاة شخصين من مصابي حادثة حريق قاعة الأفراح في قضاء الحمدانية ممن تم نقلهم إلى مستشفيات الإقليم.
ونقلت مراسلة الجزيرة ستير حكيم عن مصادر في محافظة نينوى أن بعض الضحايا لقوا حتفهم اختناقا، أثناء محاولة عدد كبير من الحاضرين الخروج من البوابة الرئيسية للمبنى، وأن القاعة لم تكن بها معدات لإطفاء الحريق، مما تسبب في اتساع نطاق النيران.
ونقلت المراسلة عن مصادر طبية أن حصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع، مشيرة إلى أنه جرى نقل المصابين إلى مستشفيات نينوى وإقليم كردستان العراق.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية للجزيرة إن عددا كبيرا من المصابين حالتهم غير مستقرة، وإن الإصابات الحرجة تمت إحالتها إلى مستشفيات متخصصة.
أسباب الحريق
وقال وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، إن الحريق اندلع في قاعة كبيرة للمناسبات في الحمدانية بعد إشعال ألعاب نارية خلال الحفل، مما تسبب في اندلاع حريق في السقف.وأكد الشمري أنه تم تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة ملابسات الحريق، وأضاف أن الوضع في مستشفيات الموصل أصبح تحت السيطرة بعد وصول تعزيزات طبية من بغداد.
وبحسب المتحدث باسم الدفاع المدني جودت عبد الرحمن فإن ما تسبب بهذا العدد الكبير من الضحايا هو أن "مخارج الطوارئ كانت مغلقة، والمتبقي باب واحد هو الباب الرئيسي لدخول وخروج الضيوف". وأضاف أن "معدات السلامة غير ملائمة وغير كافية للمبنى" ما فاقم أيضا من ارتفاع الأعداد.
وأكد مدير دائرة الإعلام والعلاقات العامة في وزارة الداخلية سعد معن أنه تمّ "توقيف 9 أشخاص من العاملين في القاعة كإجراء احترازي وإصدار مذكرات قبض بحقّ أربعة هم المالكون لهذه القاعة"، على إثر هذه الحادثة.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية خالد المحنا الأسباب التي أدت إلى زيادة عدد الضحايا، وقال إنها تتمثل في انعدام إجراءات السلامة واستخدام الألعاب النارية ووجود أكثر من ألف شخص في قاعة المناسبات. وأشار إلى أن التحقيقات الأولية أكدت عدم وجود ممرات كافية ومنافذ للطوارئ إضافة إلى عدم مطابقة مواد البناء للمواصفات الصحيحة.
وأعلن مجلس أمن إقليم كردستان العراق، اليوم الأربعاء، إلقاء القبض على صاحب القاعة التي اشتعلت فيها النيران سمير سليمان كرومي رافو آسو، وتسليمه إلى وزارة الداخلية العراقية.
وفي مقابلة مع الجزيرة، قال حسين علاوي مستشار رئيس الوزراء العراقي إن ما حدث في الحمدانية كان نتاج ما سمّاها فترة الفساد التي شاعت في البلاد خلال العقدين الماضيين وانشغال الدولة العراقية في إعادة الهدوء إلى محافظة نينوى.
وقالت خلية الإعلام الأمني في العراق، في منشور عبر حسابها بموقع "فيسبوك" اليوم، إنه تم توفير 3 مروحيات إسعاف في حالة اقتضت الضرورة نقل أحد المصابين من نينوى إلى أي مكان لتلقي العلاج، موضحة أنه تم تنظيم حملات للتبرع بالدم والتواصل مع جميع ذوي الضحايا والمصابين في هذا الحادث
وفي ردود الفعل وصف الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد ما جرى في الحمدانية بالفاجعة المؤلمة، مشددا على ضرورة فتح تحقيق ومعرفة ملابسات الحادث.
من جانبها، وصفت بعثة الأمم المتحدة في العراق حريق الحمدانية بأنه مأساة هائلة، وقالت إنها تشعر بالصدمة بسبب الخسائر الفادحة في الأرواح.