أحد سكان أشكلون وابنه في طريقهما إلى مكان آمن بعد أن أصاب صاروخ أطلقه مسلحون فلسطينيون من قطاع غزة مبنى في المدينة الواقعة بجنوب البلاد، 9 أكتوبر، 2023. (Chaim Goldberg/Flash90)
وكانت هذه هي المرة الأولى التي تُسمع فيها صفارات الإنذار في العديد من المواقع منذ يوم السبت.
ووقعت عدة انفجارات ناجمة إما عن سقوط الصواريخ أو اعتراضها من قبل نظام “القبة الحديدية” للدفاع الصاروخي.
وسقط صاروخ في منطقة مفتوحة بالقرب من مطار بن غوريون. لكن المطار قال إنه يعمل بشكل طبيعي.
وإلى جانب الاجتياح، الذي نفذه مسلحون في قوافل من الشاحنات الصغيرة والدراجات النارية، فضلا عن الزوارق السريعة والطائرات الشراعية الآلية، أطلق مسلحون في غزة آلاف الصواريخ على إسرائيل، فأصابوا منازل في تل أبيب وأماكن أخرى.
ومن بين القتلى الـ 700 الإسرائيليين ما لا يقل عن 73 جنديا، بينهم ضباط كبار، و34 شرطيا.
كما استمر عدد الجرحى في الارتفاع طوال اليوم. وقالت وزارة الصحة في وقت متأخر من يوم الأحد إن 2382 شخصا يتلقون العلاج في المستشفيات، من بينهم 22 شخصا في حالة حرجة ومئات آخرين يناضلون من أجل البقاء على قيد الحياة.
ولا تزال هناك مخاوف من أن مسلحين ما زالوا يتجولون بحرية في جميع أنحاء البلاد، مما أبقى معظم أنحاء البلاد في حالة من التوتر.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يوم الإثنين إن القوات الإسرائيلية استعادت السيطرة على جميع البلدات الواقعة على حدود غزة، لكن قد يكون ما زال هناك مسلحون في الأراضي الإسرائيلية. وبعد وقت قصير، أعلن الجيش أن قواته قتلت مسلحا فلسطينيا في كيبوتس كفار عزة، بالقرب من الحدود مع قطاع غزة.
وقال الجيش في بيان مقتضب إن “تبادل إطلاق النار مستمر بين قواتنا والإرهابيين”.
واحتدمت المعارك المسلحة بين القوات العسكرية والمسلحين المتحصنين طوال يوم السبت، حيث خرج الجيش ببطء من صدمته وقام بقتل واعتقال العديد من المسلحين، بعد ساعات طويلة قام خلالها المسلحون بتدمير البلدات الإسرائيلية.
وقال المتحدث باسم الجيش دانيئل هغاري إن حوادث الاشتباكات بين القوات والمسلحين الفلسطينيين صباح الاثنين كانت “معزولة”.
وأضاف أنه في المجلس الإقليمي شاعر هنيغف قتلت القوات ثلاثة مسلحين؛ وفي بئيري قُتل مسلح واحد؛ وفي حوليت وصوفا قُتل خمسة، وفي علوميم قُتل أربعة.
وقال هغاري: “من المحتمل أنه لا يزال هناك إرهابيون في المنطقة”، لكنه أضاف أنه لا يوجد قتال مستمر في أي من البلدات. وقال هغاري إن الاختراقات في السياج الحدودي في غزة سيتم تأمينها بواسطة دبابات مدعومة من مروحيات قتالية وطائرات مسيرة.
وأضاف أن الجيش قام بإخلاء 15 من أصل 24 بلدة على الحدود، وسيواصل إجلاء السكان في البلدات الأخرى خلال يوم الإثنين، لكن يتم إخلاء مدينة سديروت في هذه المرحلة.
بالإضافة إلى ذلك، قال هغاري إنه تم إطلاق نحو 4 آلاف صاروخ باتجاه إسرائيل منذ بدء المعارك صباح السبت.
فيما يتعلق بتجنيد قوات الاحتياط، قال هغاري إن الجيش الإسرائيلي “لم يسبق وأن قام بتعبئة هذا العدد من جنود الاحتياط بهذه السرعة – 300,000 جندي احتياط في 48 ساعة”.
وهذه هي أكبر تعبئة منذ حرب “يوم الغفران” عام 1973 عندما استدعت إسرائيل 400 ألف جندي احتياط.
في غضون ذلك، واصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ غارات جوية، حيث أعلن أنه ضرب أهدافا تابعة لحركة حماس.
وتم تنفيذ سلسلة من الضربات ليلا في إطار الجهود لـ”تدمير قدرات حركة حماس الإرهابية”، بعد يومين من قيام الحركة بإطلاق العنان لمذبحة على نطاق غير مسبوق في إسرائيل أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 700 إسرائيلي في اليوم الأكثر دموية في تاريخ البلاد.
ومع ذلك، فإن وجود أكثر من 100 رهينة إسرائيلية في غزة قد يعقّد الخطط الإسرائيلية لشن هجوم مضاد واسع على غزة.
قال المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس، والمعروف باسم أبو عبيدة، يوم الاثنين أن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة أدى إلى مقتل أربعة رهائن إسرائيليين.
وأضاف في تصريح عبر قناته على تطبيق “تلغرام” إن “قصف الاحتلال الليلة واليوم على قطاع غزة أدى إلى مقتل أربعة من أسرى العدو واستشهاد آسريهم من مجاهدي القسام”.
من بين 500 هدف تم قصفها خلال الليل، كانت هناك ثماني غرف حرب تابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي؛ ومبنى يسكنه نشطاء حماس؛ وعدة أبراج شاهقة تضم أصولا لحماس؛ ومركز قيادة يستخدمه مسؤول كبير في القوات البحرية التابعة لحماس؛ و”أحد الأصول العملياتية التي تستخدمها حماس” الذي يقع داخل مسجد في جباليا؛ وأحد المواقع التي تستخدمها الحركة الحاكمة لغزة لأغراض استخباراتية؛ وثلاثة أنفاق في منطقة بيت حانون شمال غزة.
وقالت وزارة الصحة التي تديرها حماس في قطاع غزة إن 493 فلسطينيا قُتلوا وأصيب 2300 آخرون في قطاع غزة منذ يوم السبت. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل مئات آخرين من المسلحين الفلسطينيين في الأراضي الإسرائيلية.
وقالت الأمم المتحدة إنه حتى وقت متأخر من أمس، دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية 159 وحدة سكنية في أنحاء غزة وألحقت أضرارا جسيمة بـ 1210 وحدات أخرى. وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن مدرسة تؤوي أكثر من 225 شخصا تعرضت لضربة مباشرة، لكنها لم تحدد مصدر النيران.
وأعلنت الأمم المتحدة يوم الاثنين أن أكثر من 123 ألف شخص نزحوا في قطاع غزة منذ اندلاع الصراع بين المسلحين الفلسطينيين وإسرائيل.
في الهجوم المروع، توغل مسلحو حماس في ما يصل إلى 22 موقعا في جنوب إسرائيل صباح يوم السبت، بما في ذلك بلدات ومجتمعات أصغر تبعد مسافة تصل إلى 24 كيلومترا عن حدود غزة. وفي بعض الأماكن، تجولوا لساعات، وأطلقوا النار على المدنيين والجنود بينما كان الجيش الإسرائيلي، الذي أخذ على حين غرة، يسارع لحشد الرد. وفي الوقت نفسه، تم إطلاق آلاف الصواريخ على بلدات في جنوب ووسط البلاد.
وأعلنت منظمة “زاكا”، وهي منظمة تطوعية تتعامل مع الرفات البشرية بعد الهجمات والكوارث الأخرى، ليل الأحد أن من بين القتلى حوالي 260 شخصا، معظمهم من الشبان إسرائيليين، الذين قُتلوا عندما هاجم مسلحو حماس مهرجان موسيقيا بجنوب إسرائيل
امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو مرعبة لرجال ونساء وأطفال يُنقلون إلى القطاع، ويبدو أن العديد منهم تعرضوا للإيذاء.
كما نُشرت مقاطع فيديو لقتلى إسرائيليين، بينهم جنود، وعرضت جثث بعضهم في الشوارع.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي، وهو هيئة تعمل تحت إشراف مكتب رئيس الوزراء، إن عدد الرهائن في غزة يزيد عن 100 شخص. وتباهت حركتا حماس والجهاد الإسلامي ليلة الأحد باحتجازهما نحو 130 رهينة إسرائيلية، زاعمتين أن من بينهم ضباطا رفيعي المستوى في الجيش.
أعلنت حماس الإثنين، أنها تريد “تحرير جميع الأسرى الفلسطينيين” من إسرائيل وإنهاء “الاستفزازات” الإسرائيلية في الضفة والقدس، وخاصة في المسجد الأقصى.
وقال عبد اللطيف القانوع لوكالة “أسوشيتد برس” عبر الهاتف إن مسلحي حماس ما زالوا يقاتلون القوات الإسرائيلية وزعم أنهم أسروا المزيد من الإسرائيليين صباح الاثنين.
وأضاف القانوع “نحن في معركة مفتوحة للدفاع عن شعبنا والمسجد الأقصى”. وأضاف أن “هذه المعركة مرتبطة بتحرير جميع الأسرى الفلسطينيين ووقف أعمال هذه الحكومة الفاشية في القدس”.
وقال إن الحركة أسرت “عددا كبيرا من الإسرائيليين” في غزة، دون إعطاء رقم محدد، لكنه أضاف أن كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، ستعلن عن الأرقام في وقت لاحق.
في وقت سابق من يوم الإثنين، قال هغاري صباح الإثنين إن القتال مستمر في وبالقرب من كفار عزة، وبئيري، ونيريم، وشاعر هنيغف، ونير عوز، وألوميم، وحوليت.
وقال هغاري إنه خلال الليل، تسلل نحو 70 مسلحا إلى بئيري. وقُتل معظمهم في معركة مع قوات الجيش الإسرائيلي، لكن آخرين ما زالوا يختبئون في منازل الكيبوتس.
في كفر عزة، تم تحديد سبعة مسلحين في محيط البلدة، كما تم العثور على مدخل نفق بالقرب من الكيبوتس، بحسب هغاري.
وبينما كان معروفا أن المسلحين تسللوا برا وبحرا وجوا، فإن هذا هو النفق الأول الذي يتم العثور عليه في الصراع الحالي. لقد استثمرت إسرائيل ملايين الدولارات في بناء جدار متطور تحت الأرض مجهزا بأجهزة استشعار وعوائق التي كان من المفترض أن تجعل من المستحيل حفر الأنفاق داخل البلاد.
وأضاف هغاري أنه تم التعرف على ستة مسلحين بالقرب من كيبوتس نيريم، وأربعة في ألوميم.
العائلات اليائسة تطالب بالحصول على معلومات
أدى القتال المستمر والضباب المعلوماتي إلى تفاقم الأسئلة الصعبة حول الإخفاقات المختلفة التي سمحت لحركة حماس بتنفيذ الهجوم دون عوائق على ما يبدو. وقال أقارب المفقودين أو الذين يُعتقد أنهم اختُطفوا أو قُتلوا إنهم يشعرون بأن السلطات تخلت عنهم، وقال كثيرون إنهم لم يتلقوا أي اتصال من المسؤولين.
استمر هذا الشعور بالإدارة الفوضوية والضعيفة للكارثة على نطاق واسع يوم السبت، عندما وجه العديد من السكان المحاصرين في المجتمعات التي تم اجتياحها نداءات عاجلة للمساعدة في مكالمات هاتفية مع أحبائهم والسلطات، متوسلين لوصول الانقاذ الذي لم يصل في كثير من الحالات لساعات طويلة، وفي بعض الأحيان لم يصل أبدا.
ولقد صدمت مشاهد الفوضى والمعاناة والفشل المطول في السيطرة على الوضع الرأي العام وأثارت غضبه، وأثارت أسئلة محددة ومطالبات بإجابات حول الإخفاقات العديدة للاستخبارات والانتشار والسياسة التي مكنت من وقوع مثل هذه الكارثة الوطنية.
لم يصدر أي بيان للجمهور عن رئيس الوزراء منذ يوم السبت
بعد يوم من إعلانه أن إسرائيل ستنفذ عملية عسكرية واسعة في غزة، التزم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الصمت إلى حد كبير يومي الأحد والإثنين.
وأعلن مكتبه بعد ظهر الأحد أن الوزراء وافقوا على إعلان الحرب رسميا في الليلة السابقة، وبعد ذلك بوقت قصير أعلن الجيش الإسرائيلي عن تكثيف ضرباته على غزة.