نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عامٌ من الألم

19/09/2024 - الياس خوري

الصراع على دمشق.. إلى متى؟

13/09/2024 - جمال الشوفي

( ماذا نفعل بالعلويين؟ )

12/09/2024 - حاتم علي

(عن الحرب بصفتها "الأهلية" ولكن!)

07/09/2024 - سميرة المسالمة *


أوباما من تركيا : الولايات المتحدة ليست ولن تكون ابدا في حرب مع الاسلام




انقرة - ستيفن كولينسون - اختار الرئيس الاميركي باراك اوباما تركيا محطته الاخيرة في ختام جولته الاوروبية في مسعى لطمأنة العالم الاسلامي، ووجه في الوقت نفسه تحذيرا جديدا الى ايران داعيا اياها للخيار بين السلاح النووي ومستقبل افضل.
واكد اوباما الذي يقوم بزيارته الاولى الى بلد مسلم ان الولايات المتحدة "ليست ولن تكون ابدا في حرب مع الاسلام".


أوباما من تركيا : الولايات المتحدة ليست ولن تكون ابدا في حرب مع الاسلام
وقال امام النواب الاتراك "نريد عبر تحركات ملموسة اظهار التزامنا من اجل عالم افضل"، معلنا برنامجا لمساعدة البلدان المحتاجة.
وتابع "نريد مساعدة مزيد من الاطفال، نحو تعليم يفتح امامهم طريق النجاح (...). في الاشهر المقبلة ساقدم برنامجا خاصا لتحقيق هذه الاهداف. سنركز على ما يمكننا فعله في اطار شراكة مع العالم الاسلامي".
ودعا طهران الى الخيار بين السلاح النووي ومستقبل افضل لشعبها.
وقال اوباما في اطار زيارته الى تركيا المجاورة لايران، "قلت بوضوح لشعب وقادة الجمهورية الاسلامية ان الولايات المتحدة تسعى الى اقامة علاقات تستند الى المصالح والاحترام المتبادل".\
وتابع "الان على القادة الايرانيين ان يختاروا ما اذا كانوا يريدون بناء سلاح او بناء مستقبل افضل لشعبهم".
وبخصوص الشرق الاوسط الذي تطرح تركيا نفسها وسيطا خصوصا بين اسرائيل وسوريا، اكد الرئيس الاميركي ان عملية انابوليس وخارطة الطريق تشكلان طريق السلام في الشرق الاوسط.
وقال في هذا الصدد "دعوني اكون واضحا: الولايات المتحدة تدعم بحزم هدف (اقامة) دولتين اسرائيل وفلسطين تتعايشان بسلام وامن".
وتأتي تصريحات اوباما هذه بعد ان اعلن وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الاسبوع الماضي ان بلاده ليست ملتزمة عملية انابوليس التي ادت الى اعادة اطلاق المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيي
واضاف "هذا هو الهدف الذي اتفقت الاطراف المعنية على تحقيقه ضمن خارطة الطريق وفي انابوليس، وهذا هو الهدف الذي ساعمل على تحقيقه بنشاط بصفتي رئيسا".
وافاد اوباما ايضا من زيارته الى تركيا لتجديد دعمه لانضمامها الى الاتحاد الاوروبي.
واكد "ان الولايات المتحدة تدعم بحزم ترشيح تركيا (للانضمام) الى الاتحاد الاوروبي"، معتبرا ان دخول تركيا سيعزز الكتلة الاوروبية.
وهي المرة الثانية التي يتدخل فيها اوباما في الجدل الاوروبي في اقل من اسبوع، الامر الذي لا تنظر اليه بعين الرضا بعض الدول الاوروبية التي تقترح شراكة مميزة مع انقرة.
وخلال محادثاته مع القادة الاتراك، شدد اوباما على الطابع الاستراتيجي للعلاقات بين الحليفين التي توترت بسبب الاحتلال الاميركي للعراق في 2003.
لكن الامور تحسنت منذ ذلك الحين وزودت الولايات المتحدة الجيش التركي بمعلومات لمطاردة الانفصاليين الاكراد المتحصنين في شمال العراق.
الى ذلك، شجع الرئيس اوباما الحوار بين تركيا وارمينيا، مؤكدا ان عملية الحوار الجارية "قد تحمل ثمارها في وقت سريع جدا" نحو تطبيع العلاقات بين البلدين.
والمح اوباما ردا على سؤال انه لم يغير رأيه بشأن حقيقة ابادة الارمن ابان السلطنة العثمانية، لكنه آثر التركيز على المحادثات الراهنة بين تركيا وارمينيا.
وتجدر الاشارة الى ان تركيا وارمينيا لا تقيمان علاقات دبلوماسية وترفض انقرة وصف المجازر التي تعرض لها الارمن في ظل الامبراطورية العثمانية بين 1915 و1917 بالابادة.
ويتوجه اوباما في المساء الى اسطنبول على ان يغادر تركيا الثلاثاء.
وفي استانبول دافع الامين العام الجديد لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن عن دعمه للصحيفة الدنماركية التي نشرت الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد، مؤكدا في الوقت نفسه استعداده لتطوير الحوار مع العالم الاسلامي.
وقال راسموسن حسب الترجمة التركية لتصريحاته "اعتبر ان كل اشكال الرقابة تشكل عدوا للحوار والتفاهم المتبادل". واضاف ان "حرية التعبير شرط مسبق لحوار مفتوح وواضح".
وتابع راسموسن ان "كل واحد منا يجب ان يتمكن من استخدام حريته في التعبير. بهذه الطريقة نسد الطريق على الكراهية والانقسامات".
وعين راسموسن السبت على رأس الحلف بعد مشاورات مكثفة مع تركيا التي عارضت ترشيحه خصوصا بسبب دعمه في 2005 لصحيفة دنماركية نشرت رسوما كاريكاتورية للنبي محمد اعتبرها العالم الاسلامي اهانة للاسلام.
ورفعت تركيا في نهاية المطاف اعتراضاتها بعدما اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما انه "يضمن" احترام بعض الالتزامات، حسبما ذكر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان.
وتحدثت الصحف التركية عن امكانية ان يوجه راسموسن في اسطنبول رسالة مصالحة ان لم يكن اعتذارات، الى المسلمين.
وحتى اذا لم يعتذر، قال راسموسن انه شخصيا "يحترم" كل اشكال الديانات وسيكون حريصا على تطوير المبادلات بين الحلف الاطلسي والعالم الاسلامي.
وقال "بصفتي امينا عاما لحلف شمال الاطلسي ساولي اهتماما خاصا الى الحساسيات الدينية والثقافية (...) حوارنا وعلاقاتنا مع العالم الاسلامي ستتطور".
وفي كلمة ثانية، قال راسموسن انه "سيتعاون بشكل وثيق" مع تركيا التي وصفها بانها "حليف قريب" و"شريك استراتيجي مهم".
وقال ان "تركيا تلعب دور جسر بين اوروبا والشرق الاوسط وآسيا الوسطى، لذلك هي اساسية لاجراء حوار ايجابي بين الثقافات والديانات".
وتحالف الحضارات، الفكرة التي اطلقتها اسبانيا بدعم من تركيا ثم تولتها الامم المتحدة، مبادرة تهدف الى تعزيز الحوار بين الحضارات وخصوصا بين العالم الغربي والعالم الاسلامي.
وسيعقد المنتدى الثاني، الاثنين والثلاثاء في اسطنبول.
لقد تمكن الرئيس الاميركي باراك اوباما، مفاوض التسويات في قمة مجموعة العشرين او في قمة الحلف الاطلسي والمستمع الجيد على الدوم مع تفادي اعطاء الدروس، من اختبار اسلوبه الجديد في العمل على الساحة الدولية مع رغبة في القطيعة مع سنوات جورج بوش.
فخلال الايام الخمسة الاولى من اول جولة عالمية مهمة، كانت رسالة البيت الابيض واضحة. الزمن قد تبدل، ومقولة "اما معنا او ضدنا" ولت وولت معها التوترات التي تميز بها عهد بوش وتفاقمت مع الحرب على العراق ومقولة "محور الشر".
وباتت الادارة الاميركية مستعدة اليوم للاستماع والتشاور والتعاون. ف"الاستماع والمعرفة" وبعد ذلك فقط "القيادة" اصبح الشعار الجديد لسيد البيت الابيض.
وقال شون كاي استاذ العلاقات الدولية في جامعة اوهايو ويسليان في هذا الصدد "انها في نظري رسالة اساسية ينبغي ان يتردد صداها في اوروبا: الولايات المتحدة تعتزم في الوقت الحاضر قيادة الامور لكن من خلال اعطاء المثال ومن خلال التشاور والالتزام".
وكان لذلك وقع فوري في الرأي العام الاوروبي اذ ان الاعجاب والتأييد اللذين كسبهما اوباما في اوروبا اثناء الانتخابات الرئاسية اواخر العام 2008 لم يضمحل بريقهما على ما يبدو.
كذلك فان الاهتمام الاعلامي كان في اوجه اذ ان الصحافيين وفي مبادرة نادرة، صفقوا له في مؤتمره الصحافي اثناء قمة مجموعة العشرين في لندن، كما جاءت الحشود الجماهيرية خصوصا في براغ حيث قدم ثلاثون الف شخص للاستماع لخطابه.
الا انه من المبكر الان القول ما اذا كان اوباما نجح في تحقيق اثنين من اهدافه الاولوية، وهما انعاش الاقتصاد العالمي واستقرار الوضع في افغانستان.
ففي ما يتعلق بالملف الاول تمكن الرئيس الاميركي من اقناع الاوروبيين بالاسهام بمزيد من الاموال لدعم النشاط الاقتصادي. وبخصوص الموضوع الثاني لم يحصل سوى على وعد متواضع بتعزيز القوات لا يتعدى الخمسة الاف جندي
لكن اسلوبه لقي التقدير والاعجاب في اوروبا.
فقد لعب دور الوسيط في لندن لتفادي الشقاق في مجموعة العشرين من خلال العمل على تسوية بين الرئيس الصيني هو جينتاو الرافض لفكرة حظر الملاذات الضريبية (هونغ كونغ وماكاو تشكلان جزءا منها) ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي.
ثم سعى اوباما جاهدا في ستراسبورغ اثناء قمة الحلف الاطلسي للحيلولة دون اندلاع ازمة حول تعيين الامين العام المقبل للمنظمة الاطلسية.
فقد تمكن في اللحظة الاخيرة من اقناع تركيا بالتراجع عن اعتراضها على تعيين رئيس الوزراء الدنماركي اندرس فوغ راسموسن على رأس الحلف الاطلسي.
الى ذلك لم يبخل الرئيس الاميركي في كيل المديح لمحادثيه الاوروبيين، غوردن براون وخوسيه لويس رودريغيس ثاباتيرو وانغيلا ميركل او نيكولا ساركوزي.
لكن بالنسبة لساركوزي، كان المديح سيفا ذو حدين. فقد قال اوباما مازحا "لم ينقصه الخيال ولا الابداع (..) فهو حاضر على عدد كبير من الجبهات ويصعب اللحاق به" احيانا.
وفي المجال الاقتصادي اكد ان الولايات المتحدة لن تستمر كما في الماضي في الاستهلاك لتمويل صادرات الارض بكاملها. وفي مجال الدفاع رأى انه ينبغي على اوروبا ان تملك "قدرات عسكرية معززة" والاسهام بمزيد من المساعدات في افغانستان.
ولخص في ستراسبورغ موقفه قائلا ان "الولايات المتحدة لا تستطيع مواجهة التحديات العالمية بمفردها، كما ان اوروبا لا يمكنها ايضا القيام بذلك بدون الولايات المتحدة".


ستيفن كولينسون
الاثنين 6 أبريل 2009