نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


أدونيس صحافيا...أسئلة عن الفن والأدب في كتاب بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل فاتح المدرس




دمشق - وسيم ابراهيم - يوقع الشاعر السوري ادونيس مساء الاحد المقبل في دمشق كتابا لم يسطره، لكنه يتقمص فيه دور الصحافي محاورا صديقه الرسام الراحل فاتح المدرس الذي يصدر الكتاب في ذكرى رحيله العاشرة يوم 28 حزيران/يونيو


ادونيس بين الحروفيات
ادونيس بين الحروفيات
والحوار بين ادونيس والمدرس جرى العام 1998، قبل سنة من رحيل الرسام الكبير، بتنظيم من السيدة منى اتاسي، صاحبة غاليري "اتاسي"، التي تنشر الكتاب ليكون كما تقول "افضل تحية يمكن توجيهها الى فاتح المدرس" في ذكرى رحيله العاشرة وبعد مرور اكثر من عشر سنوات على اجراء الحوار معه.
وتشرح اتاسي ان الحوار جاء بعدما جمعت صالتها ادونيس والمدرس في ندوة موضوعها "هل اللوحة عمل ادبي؟"
لكن بعد انتهائها ارتأت اتاسي ان يواصل الرجلان حوارهما لما لمسته فيهما من "شهية" لذلك. فاستكمل الحوار على شكل جلسات في منزلها بدمشق، حضرتها حفنة من الاصدقاء القريبين ودامت اربعة ايام وسجلت على كاسيت لكن نشرها "تأخر" لاسباب عديدة.
ويبدو ادونيس مرتاحا لنتيجة حواره "الممتاز والمتميز" مع المدرس، كما يقول ويضيف "لم يكن في الواقع قصدي الصحافة بقدر ما كان قصدي ان اثير في فاتح المدرس الرغبة لان يفصح تماما عما يرتبط بتجربته الفنية وعن حياته".
ويشير الشاعر السوري الى ان "نجاحه" في هذه المهمة وجعله المدرس "يقدم اضافات واضاءات ويقول ما لم يقله" في حوارات سابقة "هو الامر الذي سمح لبعضهم التفسير باني تقمصت صحافيا".
ويأخذ ادونيس حديثه عن الصحافة ليدلي بهاجس شخصي، فيقول "اظن انني ايضا كان علي ان اذهب بعيدا في هذا العمل (الصحافة) لكن ربما الظروف لم تسمح"، لافتا الى ان الصحافة الادبية هي اليوم "دون المستوى الذي تفرضه المشكلات الراهنة ضمن الثقافة العربية".
واختار ناشرو الكتاب ان يكون عنوانه "فاتح وادونيس... حوار" ويأتي على غلاف يخلو الا من هذه الكلمات الثلاث. وترى اتاسي ان الحوار قام بين شخصين "استثنائيين لن يتكررا" لذلك لم ترد ان "يشوش" عليه اي شيء.
والكتاب يقع في 157 صفحة مقسمة الى اربعة اجزاء هي ايام الحوار الاربعة، كما يحوي بعض رسومات المدرس وتختتمه بعض الرسائل من المدرس الى ادونيس ارسلها بين عامي 1970 و1998.
ويأخذ ادونيس في معظم الحوار دور الصحافي الذي يكتفي بالسؤال احيانا، لكنه يذهب الى استفزاز محاوره في بعض المواضع، كما يدخل معه في جدال يجعل المدرس يختم مرة بانهما لا يتفقان في نظرتهما، او يدفعه للانفعال والقول مرة اخرى "ان هذا هراء" عندما يلح ادونيس عليه بان الفنان يستوحي الحب والرائحة وغيرهما ولا يرسمها.
والبارز في الحوار هو العفوية والتلقائية التي ينتقل فيها الكلام بين المدرس وادونيس، وهو ما يحيل القارئ الى حميمية غلفت نقاشمهما وجعلت عمق النقاش لا يلغي سلاسته، اذ يوفق ادونيس في دفع المدرس للخوض في تفاصيل تجربته الفنية والافكار والفلسفة الخاصة التي كانت تقف خلفها، اضافة الى تداخل هذه الفلسفة مع عناوين حياتية عديدة، منها الدين والسياسة وعلاقتهما بالفن.
وعندما يسأل ادونيس "كيف نحرر الفن من النظرة اليه كوظيفة في المجتمع؟"، يجيب المدرس بان "انحسار الديمقراطية والفقر والخوف من الدولة" هي من الاسباب الرئيسية "لخمود النار الابداعية" في العالم العربي، ويستطرد بالقول "ان شعوبا تبحث 24 ساعة عن الخبز من غير الممكن لها ان تنتج فنا".
وبعد اطلاعه على الحوار الذي تطلب من ناشرته والكاتب عماد شيحا ثلاثة اشهر لتحريره، يقول ادونيس ان هناك اشياء كان يجب ان يسأل المدرس عنها "لكن ذلك كان مستحيلا" على حد تعبيره، ويضيف "حتى لو سألته واجاب لن تنشر"، معتبرا ان ثمة كلاما في "عالم يؤسس حياتنا" من الجيش والمرأة والسياسة وفي تحالف السياسة والمال والدين "ولا نستطيع ان نقول فيه رأينا بصراحة".
ويوزع ملحقا بالكتاب، وفي اصدار خاص بالمناسبة، فيلم وثائقي كان اخرجه ثلاثة مخرجين سوريين هم عمر اميرلاي واسامة محمد ومحمد ملص عن المدرس قبل رحيله.
وتفرد اكثر من صالة عرض فضاءها للاحتفاء بذكرى المدرس عبر اقامة معارض لاعماله، مثل صالة اتاسي وصالة "عشتار" ومرسم "المدرس" الذي حولته ارملته شكران الامام الى صالة عرض تكرس شهر حزيران/يونيو من كل عام لعرض مجموعة من لوحات المدرس.
وترى الامام ان حوار المدرس وادونيس الذي حضرت بعض اجزائه قبل ان تراه في كتاب "هو دردشة حرة"، معتبرة ان المدرس "لم يكن متصنعا بل احسست ادونيس مرتبكا قليلا امامه"، لافتة الى انها تفسح امام الاخرين ليعطوا ما لديهم عن فاتح المدرس، ومنه نشر الحوار، كي "يكون العطاء متواصلا".
واشارت الى ان للمدرس كتابات في الشعر والقصة لم تنشرها بعد اضافة الى مذكراته.
والمدرس من مواليد حلب سنة 1922 لاب عربي وام كردية، درس الفن التشكيلي في دمشق وفي اكاديمية الفنون الجميلة في روما وباريس. عمل استاذا في كلية الفنون الجميلة بدمشق ونقيبا للفنانين التشكيليين السورين. كانت له معارض فردية وجماعية في الكثير من المدن والعواصم العربية والعالمية وحصل على جوائز عديدة، ويعد من ابرز المؤثرين في حركة الفن التشكيلي العربي

وسيم ابراهيم
الخميس 25 يونيو 2009