نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

إسرائيل تريد سحق المقاومة

25/09/2024 - إبراهيم الأمين

نحن... و"حزب الله"... وإسرائيل

25/09/2024 - عالية منصور

خلط أوراق في الشمال السوري

25/09/2024 - سمير صالحة

إلى حرب على لبنان ولو صارت إقليمية

20/09/2024 - عبد الوهاب بدرخان

هجمات "البيجر" مُؤشّر حرب أوسع

20/09/2024 - عبدالجبار عكيدي

عامٌ من الألم

19/09/2024 - الياس خوري


وزير الثقافة المغربي مصري الهوى مولع بالتراث ولايعترف بالحدود بين الأجناس الأدبية




الرباط - بوسعيد شكري - لايومن بنسالم حميش، وزير الثقافة المغربية، بوجود حدود تفصل بين الأجناس والأصناف الأدبية، معتبرا الشعر والمسرح والسيناريو عطاءات متكاملة تندرج في إطار الخلق والإبداع، داعيا إلى إذابة الجليد بين الروائيين والشعراء، وقال "كلنا مبدعون، نعيش تحت سقف الإبداع، وينبغي أن يقرأ بعضنا البعض."
هذا ماعبر عنه حميش، في كلمة مختصرة، وقد بدا متأثرا، وهو يحاول التغلب على انفعاله،من خلال ابتسامته، أثناء الاحتفاء به أخيرا من طرف السفارة المصرية بالرباط، بمناسبة نيله جائزة"نجيب محفوظ للكاتب العربي" لسنة2009، التي منحت له من طرف اتحاد الكتاب في مصر،" تقديرا لما قدمه في الإبداع الشعري والروائي والبحثي والفلسفة والتاريخ،" وفقا لما جاء في حيثيات منح الجائزة.


السفير المصري بالرباط يقدم المجموعة الكاملة من اعمال نجيب محفوظ هدية لوزيرالثقافة المغربي
السفير المصري بالرباط يقدم المجموعة الكاملة من اعمال نجيب محفوظ هدية لوزيرالثقافة المغربي
إنه يحقق شروط المصطلح "الجرامشي" عن المثقف العضوي، هكذا وصف أبوبكر حفني محمود، سفير مصر بالرباط، بنسالم حميش، مستعرضا تجربته ككاتب ومحاضر، لم يبق حبيس برجه العاجي، بل نزل إلى معترك العمل السياسي والإداري، كمسؤول أول عن ثقافة بلده.
واعتبر الدبلوماسي المصري فوز حميش بجائزة نجيب محفوظ،"إضافة قيمة لهذه الجائزة التي سبق منحها لعدد من رموز الأدب والثقافة العربية،مثل الروائي حنا مينا، والشاعرين سميح القاسم، ومحمد الفيتوري وغيرهم."
علاقة حميش بمحفوظ قديمة، ومتجذرة في وجدانهمما يجعله ثقافيا مصري الهوى والتأثر وقد قال إن أول لقاء له مع مؤسس الرواية المصرية يعود إلى بداية تشكل وعيه الفكري والأدبي، وذلك من خلال تناوله لرواية" اللص والكلاب" في أول نص كتبه حميش، ثم توالت مصاحباته لمحفوظ قارئا نهما لكتاباته ومقالاته لعدة سنوات، ولا ينكر أنه تعلم الشيء الكثير منه، ومن غيره من الكتاب الأفذاذ

ولا غرابة إذن، حسب عرض للباحث الأدبي الدكتور محمد الداهي، ألقاه في حفل المحتفى به، " أن يسير الروائي بنسالم حميش على هدي خطوات نجيب محفوظ لمواصلة مشروع الكتابة الروائية، بوصفها أداة لتحديث المجتمع، والارتقاء بذوقه، وتخليصه من اجترار الأسئلة المحنطة والمكرورة."
وتنطبق صفة المثقف الشمولي على حميش، فهو حاضر بعطاءاته في كل الأجناس الأدبية، رواية وبحثا وشعرا وفلسفة، وإجادة للغات من الفرنسية إلى الإسبانية والانجليزية واليونانية، إضافة إلى العربية طبعا.
وحسب شهادة الداهي، فإن حصافة تجربة حميش ومراسه وتكوينه العلمي والمعرفي، وتعامله مع التراث العربي والإسلامي، كلها عوامل أسعفته في الإسهام في تطوير الثقافة العربية عموما، والمغربية خصوصا.
وبنحميش الذي كرس جزءا كبيرا من وقته للإبداع الروائي(تسعة عناوين) مسكون أيضا بعشق الشعر، إذ أصدر حتى الآن باقة من الدواوين الشعرية، تشتمل على تهويمات في عوالم الإنسان وانشغالاته وهواجسه اليومية.
يغترف حميش في رواياته كثيرا من ينابيع التراث العربي والتاريخ، والأمر ليس من السهولة بمكان، كما قد يتصور البعض،وفي هذا الصدد قال في حفل الاحتفاء به "إن الرواية التاريخية جنس صعب،" مشيرا إلى أنه كانت بالنسبة إليه معاناة،" قبل أن تصبح متعة."








بورتريه لوزير الثقافة المغربي من رسم الملحق الثقافي المصري بالرباط
بورتريه لوزير الثقافة المغربي من رسم الملحق الثقافي المصري بالرباط
إنه يستحضر شخصيات عربية من بطون الكتب القديمة، ومن عمق التاريخ، مثل طرفة بن العبد، وعنترة بن شداد، وامرؤ القيس، والخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمي أبي علي المنصور، والمتصوف عبد الحق بن سبعين، وعبد الرحمن بن خلدون، مؤسس علم الاجتماع.
ويقول الداهي إن حميش يعطي هذه الشخصيات "منزلة جديدة تسعف على تجاوز عبق التاريخ، ونكهة الواقع بالحقائقرالمغمورة، والخيال الخلاق، والنقد الذاتي، والمشاعر الجياشة، وتحفز على إثارة قضايا مرتبطة بهموم الإنسان، وبالكتابة الأدبية نفسها، وترهص بالبحث عن الطمأنينة والدعة المفتقدتين."
يذكر أنه بالإضافة إلى جائزة نجيب محفوظ للكاتب العربي(2009)،التي يمنحها اتحاد الكتاب المصريين سنويا لكاتب عربي من خارج مصر، فإن لحميش، المولود عام 1948 بمدينة مكناس، كما هائلا من الجوائز التي تعزز رصيده في هذا المجال، ومنها جائزة مجلة" الناقد" عن روايته"مجنون الحكم"،عام 1990، وجائزة الأطلس الكبيرللترجمة سنة 2000، عن روايته" العلامة"، وعلى جائزة نجيب محفوظ، التي تمنحها الجامعة الأميركية بالقاهرة عن روايته" العلامة" أيضا سنة 2002، وجائزة الشارقة لليونيسكو بباريس في 2003، وميدالية تنويه من الجمعية الأكاديمية الفرنسية للفنون والأداب والعلوم لعام 2009.

بوسعيد شكري
الاحد 6 ديسمبر 2009