وتوعد نتنياهو، في كلمة مصورة مسجلة، بأن الحرب لن تتوقف قبل تحقيق "النصر"، ما أثار تكهنات باحتمال شن إسرائيل عدوانا واسعا ومكثفا على سوريا، بعد سنوات من غارات متقطعة منذ عام 2011.
وتدعي تل أبيب أن هذه الغارات تستهدف نقاط تمركز للجيش السوري وأهدافا لإيران و"حزب الله"، حتى لا تمتلك طهران موطئ قدم في الجوار السوري.
ويدعم احتمال العدوان الموسع على سوريا ما تحظى به إسرائيل من دعم الولايات المتحدة على المستويات العسكرية والمخابراتية والسياسية، فضلا عن غطاء في مجلس الأمن الدولي توفره واشنطن عبر سلطة النقض "فيتو".
كما تتعرض قواعد عسكرية أمريكية في سوريا لهجمات من حين إلى آخر تشنها جماعات تقول واشنطن وتل أبيب إنها موالية لإيران.
وتصاعدت التكهنات بشأن سوريا إثر غارات جوية شنتها مقاتلات حربية إسرائيلية ليلا على المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان، ما أسفر عن 6 قتلى بينهم عسكريان، و12 جريحا بينهم أطفال ونساء، وفق وكالة أنباء "سانا" التابعة للنظام السوري.
كما خفف نتنياهو الأعباء عن جيشه المرهق عبر وقف لإطلاق النار مع "حزب الله" بدأ سريانه في الرابعة فجر الأربعاء بتوقيت بيروت (02:00 ت.غ).
وأنهت هذه الخطوة معارك بين الجانبين استمرت منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، غداة حرب الإبادة على غزة، واتسع نطاقها منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و823 قتيلا و15 ألفا و859 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات رسمية لبنانية حتى مساء الثلاثاء.
في المقابل قُتل 124 إسرائيليا بينهم 79 جنديا، وتعرض أكثر من 9 آلاف مبنى و7 آلاف سيارة لتدمير كامل في شمال إسرائيل بفعل نيران "حزب الله" منذ سبتمبر الماضي، وفق القناة "12" وصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبريتين.
فيما دوَّت صفارات الإنذار، حسب إذاعة الجيش، 22 ألفا و715 مرة في إسرائيل جراء هجمات "حزب الله"، منها 16 ألفا و198 إنذارا بسبب القصف الصاروخي، و6 آلاف و517 إنذارا نتيجة الطائرات المسيرة.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي عربية في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.