وتعتبر حالة كونيس، امتدادا لموجة أعمال بدأت بقوة مع "أمهات شريرات"، وهي السلسلة التي قدمت العام الماضي "أمهات شريرات في الكريسماس"، لتطلق العنان أمام مجموعة من النساء الجامحات اللاتي لا يتورعن عن ارتكاب أية حماقات، في سبيل الاستحواذ على الجمهور.
يعكس "الجاسوس الذي خدعني" هذه الروح الفنتازية التي تطرحها هذه الأفلام، من خلال حبكة تجمع بين المرح والإثارة والتشويق، عندما تكتشف "أودري" ميلا كونيس أن خطيبها السابق، جوستين ثيرو، كان عميلا للمخابرات الأمريكية "سي آي إيه"، مما يضعها هي وصديقتها "مورجان" كيت ماكينون في مشكلات خطيرة، فتضطران للتغيير لكي تكشفا من صميم ذاتهما عن شخصيتين لم تتصورا مطلقا أنهما يمكن أن تكونا عليه، وتتطور تلك الشخصيتان من العبث والهذيان إلى النضج التام.
ومن قلب الإثارة والغموض، تتفجر السخرية في محاكاة ساخرة طريفة وفي نفس الوقت، تعد تكريما بصيغة ما، لأفلام جيمس بوند، خاصة وأن أحد أجزاء السلسلة، ولعب بطولته روجر مور يحمل عنوان "الجاسوسة التي أحبتني"، أو سلسلة "بورن" بطولة مات ديمون أو "المهمة المستحيلة" بطولة توم كروز، والتي يشهد هذا الصيف عرض أحدث أجزائها بعنون "السقوط".
وتعترف كلا من كونيس وماكينون بأنهما استمتعتا كثيرا بالعمل معا خلال فترة العمل معا، خاصة وأن معظم مراحل التصوير تمت في واحدة من مدن أوروبا الشرقية التي يتزايد في السنوات الأخيرة طلب الاستديوهات عليها للتصوير بها يوما بعد يوم، إنها العاصمة المجرية بودابست. تصف ماكينون بودابست بأنها أكثر مدينة تحبها في العالم، لأنه لا يغلب عليها الطابع الغربي كباقي عواصم أوروبا، كما أتاحت لهم المدينة فرصة تصوير مشاهد بالغة التعقيد، بما فيها مواقف خطرة.
من جانبها أكدت كونيس /34 عاما/ في مقابلة بمناسبة عرض الفيلم "أنجزنا الكثير من المشاهد بدون خبراء، حيث يفترض أنه كان يتعين علينا أن نكون جيدات في الأمر". كما توضح النجمة ذات الأصول الروسية أن جزءا من نجاح الفيلم يكمن في الكيمياء التي نشأت بينها وبين شريكتها في بطولة الفيلم كيت ماكينون، حيث تضيف "كنا نضحك معا طول الوقت، وهذا تسبب في إفساد وإعادة الكثير من المشاهد بسبب نوبات الضحك الهستيري التي كانت تصيبنا معا".
وتؤكد كونيس التزامها في الوقت الراهن بمواصلة تقديم الأعمال الكوميدية، معولة على النجاح الذي حققته النساء في هذا المجال منذ تألق نجمات "الإشبينات" عام 2011، وعلى رأسهن كريستن وييج ومايا رودلف وميليسا مكارثي، حيث رد هذا العمل اعتبار النساء في مجال الكوميديا، بصورة جعلت البعض يعتبره النسخة النسائية من "هانج أوفر"، بطولة برادلي كوبر.
وعلى الرغم من أن "الأمهات الشريرات"، لم يحقق نفس النجاح والانتشار مثل "الإشبينات"، إلا أنه بالنسبة لكونيس كان بمثابة دفعة قوية لاكتشاف الجانب الكوميدي من موهبتها التمثيلية، لدرجة أنها أصبحت تجيد الأداء الكوميدي بالفعل، على الرغم من أنها قبل سنوات، كانت تعتبر أنه من المستحيل أن تنجح في عالم الكوميديا لا لشيئ سوى أنها أمرأة، حيث تقول "يصعب على الناس تصور مدى صعوبة تحقيق امرأة النجاح في عالم التمثيل بصفة عامة، والكوميديا بصفة خاصة. لا يتخيل الكثيرون أن المرأة يمكن أن تحظى بكل هذا القدر من الحس الفكاهي. إنه أمر بغيض، ولكن يتعين على النساء خوض معارك شرسة ضد الرجال لإثبات جدارتهن، وبمرور الوقت تعلمت إدارة هذه المعارك.
من الشيق متابعة تطور مشوار فنانة نجمة سينمائيا، خاصة وأنه مقارنة ببداياتها يجد الجمهور أنها تحولت من النقيض إلى النقيض؛ حين تركزت أدوارها الأولى على الدراما، وهو ما ظهر في تألقها في فيلم "البجعة السوداء"، الذي حصلت عنه نتالي بورتمان على جائزة الأوسكار، كأفضل ممثلة عام 2010، فيما رشحت كونيس لدور أفضل ممثلة دور ثان. أما الآن فإنها تخوض مجال جديد، معولة على الجوانب الكوميدية لديها وعلى جمهور يعشق الكوميديا، ويبتعد عن شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة وأن عدم انتشارها على شبكات التواصل الاجتماعي، يروق كثيرا لجمهورها، وهو ما سوف يستفيد منه كثيرا هذا العمل الجديد