نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


من هي كاتبة الجرائم الحقيقية التي لم تعش لترى نجاحها؟







سان فرانسيسكو -باربرا مونكير- كان يرتدي قناعا للتزلج ويوقظ ضحيته بمصباح يدوي شديد الاضاءة. وكان عادة ما يحمل مسدسا وسكينا وحبلا ورباطا لاستخدامها في التقييد، أثناء عمليات الاقتحام الليلية التي كان يقوم بها في ضواحي كاليفورنيا الهادئة.

وكان يقوم بتقييد الأزواج واغتصاب زوجاتهم، ثم يقتل كل من الزوج والزوجة بعد تعذيبهما. وغالبا ما كان يتسكع في المكان، حيث كان يعد لنفسه الطعام والشراب، ويأخذ هدايا تذكارية من منازل الضحايا.


وظل الرجل الذي عُرف باسم "جولدن ستيت كيلر" (القاتل الذهبي للولاية)، يرعب سكان كاليفورنيا لمدة 10 سنوات. ويُعتقد أن جرائمه كانت قد بدأت في عام 1976، بعشرات من عمليات السطو والاغتصاب في منطقة ساكرامنتو، التي أرجعتها الشرطة إلى "مغتصب في المنطقة الشرقية". وتصاعدت حدة الجرائم لتتحول إلى سلسلة من عمليات القتل السادي في جنوب كاليفورنيا، خلال الفترة من عام 1979 إلى عام 1986، والتي أطلق على مرتكبها اسم "أوريجينال نايت ستوكر" (مطارد الليل).
واعتقد بعض محققي الشرطة في ذلك الوقت أن ثمة شخصا واحدا هو الذي ارتكب مجموعتي الهجمات. ولكن لم يتأكد صحة ذلك إلا في عام 2001، من خلال نتائج اختبارات الحمض النووي (دي إن إيه). وقد اختارت الكاتبة المتخصصة في الجرائم التي حدثت بالفعل، الأمريكية ميشيل ماكنمارا، لقب "جولدن ستيت كيلر" (القاتل الذهبي للولاية)، في إشارة إلى كاليفورنيا، لتعكس انتشار القضية على نطاق الولاية.
وفي كتابها الأفضل مبيعا، والذي يحمل اسم "سأرحل في الظلام: هوس امرأة بالبحث عن قاتل الولاية الذهبية"، تسرد ماكنمارا جرائمه بالتفصيل. وقد تم نشر الكتاب بعد وفاتها في شباط/فبراير من عام 2018، أي بعد عامين تقريبا من وفاتها أثناء نومها وهي في سن السادسة والاربعين، بسبب إصابتها بنوبة قلبية لم يتم تشخيصها، وجرعة زائدة من المخدرات. وبعد أقل من شهرين من وفاتها، اعتقلت الشرطة مشتبها فيه أخيرا.
وقام محققو القضايا القديمة المفتوحة بتحميل ملف تعريف الحمض النووي الخاص بالمشتبه به من خلال أدلة اغتصاب، كانت على موقع إلكتروني عام خاص بتسلسل الانساب، وحددوا أقاربه البعيدين، وقصروا بحثهم على "جوزيف جيمس ديانجيلو"، البالغ من العمر 72 عاما.
ثم قاموا فيما بعد بتجميع الحمض النووي الخاص بديانجيلو - والذي تم الحصول على بعض منه من مقبض باب سيارته، والبعض الآخر من مناشف ورقية ملقاة في سلة المهملات الخاصة به - ووجدوا أنه يتطابق مع منفذ جرائم الاغتصاب والقتل المحترف.
وكان ميكانيكي الشاحنات المتقاعد - وهو من قدامى المحاربين الذين شاركوا في حرب فيتنام، وشرطي سابق - مطلق ويعيش حياة هادئة في إحدى ضواحي ساكرامنتو، مع إحدى بناته الثلاث وحفيد له، وقت إلقاء القبض عليه. وقد تم اتهامه في 13 جريمة، بالقتل باستخدام هراوات أو بإطلاق النار، بالاضافة إلى جرائم أخرى.
ولم ينكر ديانجيلو، الذي كان يجلس على كرسي متحرك ويبدو ضعيفا عند توجيه الاتهام إليه، الجرائم الموجهة إليه.
وكان اهتمام ماكنمارا بالجرائم الحقيقية بدأ في سن الرابعة عشرة، عندما قُتلت امرأة شابة كانت تعرفها من كنيستها، أثناء ممارستها للركض بالقرب من منزل ماكنمارا. وقد تركت القضية، التي لم يتم فك لغزها حتى يومنا هذا، انطباعا دائما لديها.
وفي عام 2006، أنشأت ماكنمارا مدونة تحت اسم "ترو كرايم دايري" (مذكرات الجريمة الحقيقية)، بعد أن قررت أنه سيكون من الافضل مشاركة تحقيقاتها الدقيقة بشأن الجرائم التي لم يتم حلها. وبينما كانت تغطي قضايا الجرائم الحديثة وتلك القديمة المفتوحة، كانت تركز بشكل رئيسي على "القاتل الذهبي للولاية". وقامت بتطوير علاقة مهنية بمحققي الشرطة، حيث كان يُسمح لها بفحص صناديق ملفات الشرطة، وإعادة إجراء مقابلات مع الضحايا وحتى مع جيرانهم.
وقد كان كتاب ماكنمارا قيد الاعداد عندما توفيت. وقد قام باحثها الرئيسي، بول هاينز - الذي تشير إليه في الكتاب تحت مسمى "الطفل" - وصحفي التحقيق بيلي جنسن ، بتنظيم ملاحظاتها لتضمينها في فصول غير مكتملة، وتعاونا سويا في كتابة فصل نهائي للكتاب. من ناحية أخرى، كتب أرملها، الكوميدي الأمريكي باتون أوزوالت، كلمة ختامية.
ويقول هاينز لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ): "لقد لعب كتاب ميشيل دورا كبيرا في إلقاء القبض (على المجرم)... لم نحدد هوية ديانجيلو، ولكن عمل (ماكنمارا) والعلاقات التي بنتها مع المحققين خلقت زخما للقضية."
ويقول هاينز إنه ليس هناك شك في أن ديانجيلو سيدان على أساس أدلة الحمض النووي. وكان قد حصل على نظرة عن قرب على المشتبه به أثناء جلسة استماع في المحكمة. وكانت آخر مرة مثل فيها ديانجيلو أمام المحكمة - لمناقشة مسائل إجرائية - في أواخر آب/أغسطس الماضي، ومن المقرر أن تعقد جلسته التالية أمام المحكمة في أواخر كانون ثان/يناير.
ويعرب هاينز، الذي يتعاون مع محطة "إتش بي أو" التليفزيونية الامريكية، لتقديم مسلسل وثائقي حول "القاتل الذهبي للولاية"، عن أسفه إزاء شيء واحد، قائلا: "من المحزن أن ميشيل لم تتعرف على هويته أبدا، ولم تتح لها الفرصة قط لتستمتع بإنجازاتها."

باربرا مونكير
الخميس 17 أكتوبر 2019