نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


من هو بانسكي؟ قصة فنان الجرافيتي الذي تباع لوحاته بالملايين




لندن - علت الدهشة والذهول وجوه الحاضرين، عندما تحطمت لوحة بانسكي "الفتاة والبالون" من تلقاء نفسها بعد بيعها في لندن، في تشرين أول/ أكتوبر الماضي بصالة سوذبيز الشهيرة للمزادات.


وقالت دار المزادات الشهيرة إن لوحة "الفتاة والبالون" التي تعد أحد أشهر أعمال بانكسي خرجت عن إطارها مروراً بآلة لتمزيق الورق مخبأة داخل الإطار في الوقت الذي هوت فيه المطرقة لتعلن بيع اللوحة بسعر تجاوز المليون دولار (37ر1 مليون دولار). ويبدو أن بانسكي كان يريد بالفعل تحطيم اللوحة تماما، حسبما أعلن بنفسه في شريط مصور نشر على مواقع الانترنت، إلا أن عملية التحطيم لم تتم بالكامل. ومرة أخرى أثارت الواقعة جدلا وتخمينات حول هوية بانسكي، ومن هي الشخصية الحقيقية التي تختفي وراء فنان الشوارع؟ وهو سؤال ظل بلا إجابة طوال أكثر من ربع قرن، وإن لم يخل الأمر من كل أنواع الإشاعات حول شخصية الفنان البريطاني: هل هو عضو في فريق غنائي؟ أم هي شخصية نسائية تتخفى خلف شخصية رجل؟ كل ما يعرف هو أن بانسكي وصل إلى لندن عام 1990، واشتهر بأعماله المثيرة للجدل لما تتضمنه من نقد اجتماعي صريح فضلا عن إدانته للحروب والنزعات الفاشية ومجتمع الاستهلاك، وحصار غزة وغيرها من القضايا الانسانية. ومن أشهر رسومات الجرافيتي التي لا تزال باقية في لندن بالقرب من هايد بارك تحمل شعار "تسوق حتى تسقط" أو " Shop till you drop" ويصور سيدة تسقط في الفراغ مع عربة جر للتسوق. يعتقد الكثيرون أن بانسكي رجل في الأربعين من عمره من بريستول. ومنذ عام يؤكدون أن اسمه الحقيقي روب، وذلك بعد الحملة الترويجية التي دشنها منسق الأسطوانات (الدي جي) الشهير جولدي في إحدى الحفلات حينما قال "اعتقد أنه فنان رائع"، ليفتح بذلك الباب أمام تخمينات أخرى أن اسمه قد يكون روب ديل ناجا و روبين جانينجام. والأول من برستول وهو مطرب بفريق ماسيف أتاك او "هجوم عنيف". وفي 2016 قام الصحفي الفني كريج ويليامز بعمل ريبورتاج صحفي نشره على مدونته جمع فيه البراهين المزعومة التي تؤكد فرضية أن ديل ناجا هو بانسكي، زاعما وجود رابط بين تواريخ جولات فريق "هجوم عنيف"، وظهور جداريات بانسكي في جميع أنحاء العالم. على سبيل المثال في الأول من آيار/ مايو 2010 ظهرت ست لوحات جرافيتي لبانسكي في سان فرنسيسكو بعد يومين من حفل للفرقة بالولاية. كما عثر ويليامز على أدلة على بصمة بانسكي والصلة بينه وبين الفريق الغنائي في تورنتو، حيث عزف روبرت ديل ناجا في المدينة الكندية يومي 7 و 9 أيار/ مايو 2010. وفي التاسع من نفس الشهر عثر على لوحات جديدة لبانسكي. يقدم ويليامز قائمة طويلة تعطي لمن يقرأها دافعا قويا للاعتقاد بصحة مزاعمه حول شخصية بانسكي. ولكن ديل ناجا نفسه يرفض هذه الشائعات حيث أكد قبل عامين لصحيفة الديلي ميل أنه كان صديقا لبانسكي ولكنه ليس هو. أما الشخص الثاني المشكوك فيه فهو روبن جانينجام، وهو بالفعل فنان شارع، وقادم أيضا من بريستول، وكانت صحيفة الديلي ميل قد أكدت عام 2008 أن جانينجام هو بانسكي، ولكن بعد ثمان سنوات، أثبت باحثون من جامعة كوين ماري بلندن هذه المزاعم من خلال دراسة، اعتمدوا فيها على تقنيات علم الجريمة، حيث صمموا تخطيطا بيانيا لتقفي أثر بانسكي من الأعمال والأماكن التي يظهر بها جانينجام. في تصريح للإذاعة البريطانية (بي بي سي) قال ستيف لو كومبر أحد أعضاء فريق البحث وأحد خبراء فن الشوارع "سوف يصدمني ألا يكون هو"، نظرا لأن اعتقاده في مصداقية الأدلة يصل إلى 75%، على الرغم من إصرار جانينجام على الرفض التام لهذه المزاعم، فضلا عن أن بانسكي يوقع دائما كتبه وأعماله الفنية دائما باسم "روبن بانسكي". وانطلاقا من أن أيا من النظريتين لم تتمكن من إثبات هوية الفنان بصورة قاطعة، استمر ظهور المزيد من الفرضيات. شهد عام 2010 تقديم فيلم وثائقي عن بانسكي بعنوان "الخروج عبر محل الهدايا"، وقد رشح للحصول على الأوسكار، والعمل محاكاة ساخرة تدور حول إعادة نسخ الأعمال الفنية وتدني الإبداع لصالح الربح التجاري. ويتوافق مع آراء بانسكي الفنان الفرنسي تييري جيتا، الذي اعتاد التعبير عن توجهاته من خلال لوحات جرافيتي على جدران مدينة لوس أنجليس موقعا باسم مستعار هو "السيد غسيل مخ" أو (Mr. Brainwash). ونظرا للتشابه الكبير بين توجهات أعمالهما انتشرت شائعات قوية أن بانسكي هو نفسه جيتا، ولكن يرى البعض أن هذه الفرضية مجرد عبث. وفقا لفرضية أخرى، بانسكي ليس رجلا أصلا، بل سيدة، تقود جماعة من الفنانين المتمردين، وهذا على الأقل ما يؤكده الفيلم الوثائقي "بانسكي يرسم نيويورك" انتاج 2014، استنادا إلى أن أعمال بانسكي تقدم نوعا من النقد الاجتماعي القوي وتحرض على العدالة الاجتماعية على كافة المستويات فضلا عن الحضور القوي للأطفال في كل إبداعاته. هناك قائمة طويلة لا تنتهي للشخصيات التي يرجح أن تكون هي بانسكي، وهناك تأكيدات في منتهى العبث والشطط مما يدعو إلى التساؤل بصورة ساخرة : من إذن ليس بانسكي؟ في حالة عدم العثور مطلقا على إجابة على السؤال الأول حول هوية فنان ينتصر للمظلومين والمستضعفين في كل مكان من لوس أنجليس إلى غزة. ويعتبر الفنان بانكسي رساماً بريطانيا يزور مناطق دون أن يتوقع أحد وجوده ويرحل دون أن يكشف عن هويته. وزار بانكسي قطاع غزة عام 2015 ورسم على جدران البيوت التي طالها القصف الإسرائيلي لوحات تعبر عن الماساة.

كورنيليا نيوماير
الثلاثاء 4 ديسمبر 2018