الأناضول حصلت على شريط فيديو وصور حصرية لمشاركة جنود أمريكيين في مناورة "القبضة الساحقة" شمالي إسرائيل والمستمرة لأسبوعين- ايه ايه
وما بين الأشجار بالكاد يمكن مشاهدة منصات إطلاق صواريخ مخفية، بينما انتشرت على تلة قريبة العديد من الآليات التي حاكت انتشار دبابات في مناطق مرتفعة تظهر منها بوضوح المدفعية.
وعلى بعد مسافة قريبة كانت وحدات التحكم المتطورة للقيادة تستعد لمحاكاة الالتحام في الميدان وقت الحرب.
هذه التشديدات، تأتي عقب أيام من تنفيذ مقاتلي "حزب الله" مناورة عسكرية في 21 مايو/ أيار الماضي دعا إليها وسائل الإعلام، تحاكي اقتحام مستوطنات والسيطرة على مواقع عسكرية إسرائيلية وأسر جنود، ما تسبب بجدل كبير في الجانبين.
وأضاف: "نواصل التدريب كل أسبوع وكل شهر وكل فترة وتماريننا هي استعدادا للدفاع في حال اندلاع حرب".
وتابع: "التدريب هو على كل الجبهات، ليس فقط الحدود الشمالية (سوريا ولبنان) أو الحدود الجنوبية (غزة)، بطبيعة الحال فإن دولة إسرائيل يمكن أن تجد نفسها في حرب في كل نواحيها ونحن نتدرب من أجل هذا".
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يستعد لما يسميها "حربا متعددة الجبهات".
وتمكنت الأناضول من متابعة أحد التدريبات في مناورة "القبضة الساحقة" التي بدأت أمس الاثنين وتستمر أسبوعين.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن "التمرين واسع النطاق يحاكي القتال متعدد الجبهات جوا، وبحرا، وبرا، وعبر الفضاء الإلكتروني".
وأضاف: "ستختبر مناورة القبضة الساحقة جاهزية الجيش الإسرائيلي لخوض معركة طويلة الأمد وكثيفة".
وتابع: "ستشارك في التمرين قوات الجيش الإسرائيلي في الخدمة النظامية والاحتياط، من كافة قيادات المناطق العسكرية، والأسلحة والهيئات. وستتمرن القوات على التعامل مع التحديات والأحداث المندلعة في عدة ساحات من القتال بشكل متزامن".
وفي السياق، أكد مسؤول عسكري إسرائيلي للأناضول، فضل عدم ذكر اسمه، مشاركة جنود أمريكيين في المناورة العسكرية المستمرة، بينما لم يصدر تعليق من واشنطن بشأن مشاركة جنودها في المناورة الإسرائيلية وطبيعتها وأسبابها.
وأثناء التدريبات، تمكن مراسل الأناضول من الحصول على شريط فيديو وصور حصرية لمشاركة جنود أمريكيين في المناورة.
** مناورات على وقع تهديدات
ويقول الجيش الإسرائيلي إن مناورة "القبضة الساحقة" تم التخطيط لها مسبقا كجزء من خطة التدريبات لعام 2023.لكن الوقائع تقول إنها تأتي بعد أيام من مناورة حزب الله، التي مارس فيها مقاتلوه محاكاة لاقتحام مستوطنات والسيطرة على مواقع عسكرية وأسر جنود إسرائيليين.
وعلى إثر ذلك، قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أهرون حليفا، إن "الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قريب جدا من ارتكاب خطأ يقود الأوضاع المتدهورة في المنطقة إلى حرب كبيرة".
وردا على ذلك، هدد نصر الله، الخميس الماضي، إسرائيل بوقوعها في "الهاوية والزوال" في حال ارتكابها أي خطأ يؤدي إلى "حرب كبرى".
بدوره، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، من أن إسرائيل قد تكون مطالبة بالتحرك في مواجهة التهديدات "المتزايدة" ضدها.
وفي حفل لضباط إسرائيليين، الخميس، نقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" عن غالانت قوله: "تتزايد الأخطار التي تواجه دولة إسرائيل وقد يطلب منا أداء واجبنا من أجل حماية وحدة إسرائيل وخاصة مستقبل الشعب اليهودي".
واختلف المحللون الإسرائيليون في تقييماتهم بشأن فرص وقوع حرب بين إسرائيل وإيران، أو بين إسرائيل وحزب الله، حيث اعتبر بعضهم أن التصريحات الإسرائيلية جاءت في محاولة لحث المجتمع الدولي على الضغط على إيران لوقف برنامجها النووي.
ومع ذلك، تواصل إسرائيل هجماتها الجوية على أهداف تقول إنها إيرانية أو تحوي أسلحة موجهة يمتلكها "حزب الله" في سوريا ضمن ما تسميه "الحرب بين الحروب".
** اختبار جاهزية الجبهات
وقال القائد العسكري كارم تبواني: "نحن في منطقة يمكن أن تشهد حربا في أي وقت، فكل عامين أو ثلاثة تكون هناك عملية (عسكرية) كبيرة، ونحن نقوم بالتمارين حتى نكون جاهزين".وردا على ما إن كانت التصريحات الرسمية الإسرائيلية تشير إلى وقوع حرب قريبا، ذكر تبواني: "تدريباتنا دارجة وتتكرر كل فترة، ونحن جاهزون في أي وقت وأي مكان".
وبحسب تبواني، فإن أعداد المشاركين في المناورة الحالية كبيرة، قائلا: "إنها لآلاف الجنود، فالكتائب التي من الممكن أن تخوض حربا تشارك في التدريب، ونحن في الكتيبة 7 نتدرب وفي جاهزية عالية طوال الوقت".
وأضاف: "تشارك في التدريب القوات البرية والجوية والبحرية وتنسق فيما بينها".
ونهاية الشهر الماضي، قال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، في مؤتمر هرتسيليا: "بشأن سيناريو متعدد الجبهات أقول شيئًا واضحًا: إسرائيل لن تخوض هذه الحرب مثلما تخوض حربًا في جبهة واحدة. في حالة حرب مع خمسة لاعبين ستكون قوة نيراننا أكبر بكثير".
لكن غالانت حذر، الاثنين، من أن إسرائيل ستواجه تحديات غير مسبوقة خلال الحرب المحتملة القادمة مع إيران ووكلائها المختلفين، مثل "حزب الله" اللبناني.
وقال خلال زيارة لمقر قيادة الجبهة الداخلية للجيش وسط مدينة الرملة: "إذا اندلعت حرب، لا سمح الله، فمن المتوقع أن تواجه الجبهة الداخلية الإسرائيلية تحديات لم نعرف مثلها على مدى 75 عاما من وجودنا".
وأضاف، بحسب هيئة البث الإسرائيلية: "هذا يتطلب منا أن نكون مستعدين مسبقًا، مع الإعداد الأمثل".
** اجتماعات تحت الأرض
ومن تل أبيب، وفي قاعة تحت الأرض بوزارة الدفاع، شارك الأحد، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في انطلاق المناورة العسكرية، عبر اجتماع وزراء المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت".ووفق بيان صدر عقب الجلسة، قال نتنياهو: "نحن ملتزمون بالعمل ضد البرنامج النووي الإيراني، وضد الهجمات الصاروخية على دولة إسرائيل، وضد إمكانية ربط الجبهات، وهو ما نسميه حملة متعددة الجبهات".
وأضاف: "وهذا يتطلب منا أن نقيم، إذا كان من الممكن القيام بذلك مسبقًا، العديد من القرارات الرئيسية التي يتعين على مجلس الأمن والحكومة اتخاذها جنبًا إلى جنب مع المؤسسة الأمنية والجيش الإسرائيلي وعناصر أمنية أخرى".
وتابع نتنياهو: "هذا هو الهدف من التمرين".
والأحد الماضي، وصل إلى إسرائيل قائد القيادة المركزية لجيش الولايات المتحدة "سنتكوم" الجنرال مايكل كوريلا، في زيارة شارك في إطارها بتقييم مناورة "القبضة الساحقة".
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: "تم شرح كيفية اختبار التمرين لجاهزية جيش الدفاع للتعامل مع اندلاع معركة في عدد من الساحات بشكل متزامن".
وأضاف: "تناول القادة أساليب القتال المبتكرة والقدرات الملاءمة مع التركيز على الشراكة العملياتية مع الجيش الأمريكي".