وسُمع دوي انفجار -الأول من نوعه منذ عام 2016- وإطلاق رصاص، قرب مقر البرلمان التركي، ومبنى وزارة الداخلية التركية بمنطقة كزلاي وسط العاصمة، وهو ما وصفته لاحقا وزارة الداخلية بالهجوم الإرهابي الذي أدى إلى إصابة ضابطي شرطة بجروح طفيفة.
وأضافت الداخلية في بيانها: "وصل إرهابيان في سيارة حوالي الساعة 9.30 صباحا (6:30 بتوقيت غرينتش) أمام بوابة مدخل المديرية العامة للأمن بوزارة الداخلية ونفذا هجوما بالقنابل".
وبينما لم تحدد السلطات أو تتهم حتى الآن أي جهة أو مجموعات مسلحة بالمسؤولية عن هذا الهجوم، قالت وكالة الأناضول إن النيابة العامة التركية في الهجوم وأصدرت قرارا بحظر البث والوصول إلى المحتوى المتعلق بالحادثة.
وأغلق شارع أتاتورك أمام حركة المرور بسبب صوت الانفجار الذي سُمع في نقطة قريبة أيضا من بوابة جنقايا للبرلمان التركي، ووصلت إلى المنطقة، قوات الشرطة الخاصة وفرق الإطفاء وكوادر صحية، حسبما نقلت وكالة الأناضول.التعليق على الصورة،
"رمزية" الهجوم
قرأ مراقبون مبدئيا "رمزية" الهجوم من حيث المكان والزمان، فقد وقع التفجير وقع في حي يضم مقار عدد من الوزارات إضافة إلى البرلمان الذي يتوقع بأن يفتتح دورته الجديدة خلال اليوم بحضور الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي كان مقررا إلقاؤه كلمة أثناء المناسبة، وفق وسائل إعلام تركية.
ويجب على البرلمان أن يصادق، خلال هذه السنة البرلمانية، على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي.
فمنذ أيار/مايو 2022، عرقلت تركيا انضمام الدولة الاسكندنافية إلى الناتو، معلّلة السبب بإيوائها "إرهابيين" وحركات كردية.
ولا يزال إردوغان يحتفظ بموقف غامض، عبر تكراره القول إنّ البرلمان يتمتّع بالسيادة، وإنه وحده من يستطيع أن يقرّر بشأن عضوية السويد في الحلف.
ليس الهجوم الأول
شهدت العاصمة أنقرة العديد من الهجمات، خاصة خلال عامي 2015 و2016، والتي تبنى تنفيذ العديد منها تنظيم الدولة الإسلامية أو حزب العمال الكردستاني الذي تضعه أنقرة في قائمتها السوداء للجماعات الإرهابية.
وفي تشرين الأول/أكتوبر 2015، أدى هجوم أمام محطة مركزية في أنقرة، تبناه تنظيم الدولة الإسلامية، إلى مقتل 109 أشخاص.
وفي عام 2016، قتل 34 شخصا على الأقل وجرح 125 آخرين في تفجير سيارة مفخخة وسط أنقرة، قرب موقف الحافلات الرئيسي في متنزه غوفين الواقع في منطقة كيزلاي التجارية وسط العاصمة التركية.
وحدث آخر هجوم في تركيا عبر زرع عبوة ناسفة في أحد شوارع التسوق بإسطنبول في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، حيث قُتل ستة أشخاص وأصيب 81 آخرون.
ولم تعلن حينها أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن تركيا اتهمت حزب العمال الكردستاني المحظور بالوقوف وراء الهجوم وقالت إنها اعتقلت 46 شخصا من بينهم امرأة سورية يشتبه في أنها زرعت العبوة الناسفة.