المطرب الاسباني خواكين سابينا
ومن الآن فصاعدا أطلق على طريق الذي يبدأ من محطة (اتوتشا) ويمتد عبر شوارع مدريد ومقاهيها مارا بحاناتها وباراتها، اسم خواكين سابينا ابن مدريد البار الذي كثيرا ما غنى لها بعد عودته من منفاه.
وكان سابينا قد اضطر إلى الفرار إلى العاصمة البريطانية عام 1970 بعدما اشترك في تفجير أحد المباني التابعة لمصرف بلباو، اعتراضا على ما عرف آنذاك بقضية بورجوس واستمر في لندن حتى عام 1977 أي بعد عامين من رحيل الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو (1939-1975) وبعدها عاد إلى مدريد وكتب الأغنية التي وصف فيها مدريد وشوارعها وأهلها وأمنيات شبابها وبناتها وأصبحت هذه الأغنية من اهم معالم مدريد الموسيقية.
يعتبر خواكين سابينا حالة فنية متكاملة تتوزع إبداعاتها بين كتابة الشعر والتلحين والغناء بالإضافة إلى المشاركة الفعلية في الكثير من الأنشطة ذات البعد السياسي و الإنساني، و هو المغني الوحيد الذي لا يتحرج الكثير من شعراء الجيل الجديد في إسبانيا من اعتباره واحدا من أهم الروافد التي تنهل منها تجاربهم الشعرية باعتبار الخصائص الفنية العالية التي تتميز بها قصائده المستندة على العمق الفكري و التوظيف المدهش للتراث الإسباني.
ولد خواكين رامون سابينا في 12 شباط/ فبراير عام 1949 بمدينة جيان الأندلسية، بدأ كتابة الشعر في الرابعة عشرة من عمره والتحق بجامعة غرناطة لدراسة الفيلولوجيا الرومانية عام 1968، وهناك تأثر بالفكر اليساري والتحق بحركات مناهضة لنظام فرانكو.
ويبدأ الطريق من حيث استقر سابينا في مدريد عند وصوله في الحي الشعبي اللاتيني شارع "تابرناس" رقم 23 وعلى بعد أمتار قليلة توجد حانة صغيرة حانة "لامياك الباسك" وفي نفس موقع الحانة قبل ثلاثة عقود كان يوجد مقهى "ماندراجوا".
وقد بدأ سابينا الغناء مع خابيير كراهي والبرتو بيريث في الطابق الأرضي من هذه الحانة ولهم حفل مسجل من هذه الحانة في ألبوم يحمل اسم ماندراجوا ومن هذا المكان تبدأ المحطة الأولى في طريق سابينا.
أما المحطة التالية على بعد أمتار قليلة حيث يستوقفنا مخزن الخمور ماكس وبعدها نجد مطعم الفلاكو حيث تقدم الأطباق المدريدية المميزة ومع قليلا من المشي على الأقدام نصل إلى ساحة "مولينا دي تيروس" مركز الثقافات المتعددة و حيث الحي الذي يسكنه سابينا حاليا وبعدها نصل إلى مركز المدينة التاريخي المعروف باسم "كاساباتاس" والذي يشبه بالنسبة لعشاق الفلامنكو في مدريد، شارع محمد علي بالنسبة للموسيقى الشرقية في القاهرة.
ويعتبر هذا الشارع أحد أهم الأماكن التي كثيرا ما يزورها سابينا حتى وقتنا الحالي وهناك يمكنك للزائر أن يتناول غدائه بجوار صورة كبيرة لسابينا.
وقد تختار أن تبعد قليلا وتصل إلى مطعم virdiana الذي يديره الشيف ابراهام جارثيا والذي سيروقه كثيرا ان يكشف لك عن مؤلف أعنية 19 يوما و500 ليلة أو سابينا الذي لا تعرفه.
وبالقرب من المطعم يوجد مقهى خيخون الشهير والذي تعود شهرته للقاءات التي جمعت بين الأديب الشهير بينيتو بيريث جالدوس والفيلسوف الراحل رامون ديل بايي انكلان في أوائل القرن العشرين .
وقد ذكر سابينا هذا المقهى في لقائه مع الكاتب الصحفي خوان خوسيه مياس في برنامج نزهة حول المدينة على إحدى القنوات التليفزيونية حيث ذكر أنه كان يحب ارتياد هذا المقهى وقراءة الصحف يقول "كنت أشعر أن هذا المكان هو موقع الكتاب والممثلين وحيث تطل علينا وجوه المومسات".
وشمالا يتجه طريق سابينا إلى حي مالاسانيا والذي يرتبط أيضا بسابينا حيث توجد المقاهي الأدبية مثل مقهى لامانويلا والمقهى التجاري في جلوريتا دي بلباو كما توجد أيضا حانة "الشياطين الزرق" أو "los diablos azules " ويعتبر خواكيين سابينا هو أحد ملاك هذه الحانة التي تنظم أمسية القراءات الشعرية والمسابقات الصغيرة بين الشعراء.
وبعدها نتتبع رائحة الطعام الزكية حيث تقودنا أنوفنا إلى مطعم "لامورديدا" أو "la mordida " وهو مطعم مكسيكي ثمرة جهد سابينا وشركاؤه حيث أراد سابينا أن يحضر إلى مدريد أطايب الطعام من المكسيك البلد الذي استأثر بالقدر الأكبر من جولاته الفنية .
وفي شوارع هذا الحي وفي الليل يمكنك أن تصل إلى حانة "التابو" حيث تستمع إلى الموسيقى وتتناول الكأس قبل الأخير بينما تستمع إلى سابينا وهو يغني أغنية "اختاروني" أو "eligeme " ونستمر في طريقنا إلى أن تغلق كل المسارات والعناوين الشعبية لهذا الحي الليلي مع بزوغ أول أشعة الشمس.
يستحق سابينا أن تكون له حانة خاصة به وحده في شوارع مدريد الهادئة مؤكدا أن أساطير ليالي مدريد تدين بالكثير لأشعار سابينا وما أنشده عن كؤوس الخمر والتنانير القصيرة والدخان والحياة الصاخبة في بارات مدريد.
أما إذا أردت أن تستمع إلى خواكين سابينا في حفل موسيقى حي فبامكانك أن تنتظر اوركسترا تيتانيك حيث سيقوم بجولة فنية يجوب فيها مدن إسبانيا ودول أمريكا اللاتينية مع خوان مانويل سيرات أو يمكنك الذهاب إلى صالة جاليليو جاليلي حيث تنظم "الليالي السابينية" أو تذهب إلى مسرح ريالتو في جادة "جران فيا" أشهر شوارع العاصمة حيث يتم تمثيل مشاهد العاهرات واللصوص والأحباء المقتولين على موسيقى أغنيته الشهيرة "أكثر من مائة كذبة ".
وعلى الرغم أن خواكيين سابينا لم ينكر ابدا انتمائه لمدينة أوبيدا مسقط رأسه (إقليم كتالونيا شمال)، إلا أن مدريد أصبحت هي وطنه ومصدر إلهامه بأجوائها الأسطورية والمعبقة بروح المغامرة الأبدية دائما في شوارعها مما جعله يطلب أن تكون راحته الأبدية بها وهو ما ذكره في أغنيته الشهيرة "فلنتحدث عن مدريد" أو pongamos que hablo de Madrid حيث طلب أن يكون مثواه الأخير بها وإلى الأبد.
وكان سابينا قد اضطر إلى الفرار إلى العاصمة البريطانية عام 1970 بعدما اشترك في تفجير أحد المباني التابعة لمصرف بلباو، اعتراضا على ما عرف آنذاك بقضية بورجوس واستمر في لندن حتى عام 1977 أي بعد عامين من رحيل الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو (1939-1975) وبعدها عاد إلى مدريد وكتب الأغنية التي وصف فيها مدريد وشوارعها وأهلها وأمنيات شبابها وبناتها وأصبحت هذه الأغنية من اهم معالم مدريد الموسيقية.
يعتبر خواكين سابينا حالة فنية متكاملة تتوزع إبداعاتها بين كتابة الشعر والتلحين والغناء بالإضافة إلى المشاركة الفعلية في الكثير من الأنشطة ذات البعد السياسي و الإنساني، و هو المغني الوحيد الذي لا يتحرج الكثير من شعراء الجيل الجديد في إسبانيا من اعتباره واحدا من أهم الروافد التي تنهل منها تجاربهم الشعرية باعتبار الخصائص الفنية العالية التي تتميز بها قصائده المستندة على العمق الفكري و التوظيف المدهش للتراث الإسباني.
ولد خواكين رامون سابينا في 12 شباط/ فبراير عام 1949 بمدينة جيان الأندلسية، بدأ كتابة الشعر في الرابعة عشرة من عمره والتحق بجامعة غرناطة لدراسة الفيلولوجيا الرومانية عام 1968، وهناك تأثر بالفكر اليساري والتحق بحركات مناهضة لنظام فرانكو.
ويبدأ الطريق من حيث استقر سابينا في مدريد عند وصوله في الحي الشعبي اللاتيني شارع "تابرناس" رقم 23 وعلى بعد أمتار قليلة توجد حانة صغيرة حانة "لامياك الباسك" وفي نفس موقع الحانة قبل ثلاثة عقود كان يوجد مقهى "ماندراجوا".
وقد بدأ سابينا الغناء مع خابيير كراهي والبرتو بيريث في الطابق الأرضي من هذه الحانة ولهم حفل مسجل من هذه الحانة في ألبوم يحمل اسم ماندراجوا ومن هذا المكان تبدأ المحطة الأولى في طريق سابينا.
أما المحطة التالية على بعد أمتار قليلة حيث يستوقفنا مخزن الخمور ماكس وبعدها نجد مطعم الفلاكو حيث تقدم الأطباق المدريدية المميزة ومع قليلا من المشي على الأقدام نصل إلى ساحة "مولينا دي تيروس" مركز الثقافات المتعددة و حيث الحي الذي يسكنه سابينا حاليا وبعدها نصل إلى مركز المدينة التاريخي المعروف باسم "كاساباتاس" والذي يشبه بالنسبة لعشاق الفلامنكو في مدريد، شارع محمد علي بالنسبة للموسيقى الشرقية في القاهرة.
ويعتبر هذا الشارع أحد أهم الأماكن التي كثيرا ما يزورها سابينا حتى وقتنا الحالي وهناك يمكنك للزائر أن يتناول غدائه بجوار صورة كبيرة لسابينا.
وقد تختار أن تبعد قليلا وتصل إلى مطعم virdiana الذي يديره الشيف ابراهام جارثيا والذي سيروقه كثيرا ان يكشف لك عن مؤلف أعنية 19 يوما و500 ليلة أو سابينا الذي لا تعرفه.
وبالقرب من المطعم يوجد مقهى خيخون الشهير والذي تعود شهرته للقاءات التي جمعت بين الأديب الشهير بينيتو بيريث جالدوس والفيلسوف الراحل رامون ديل بايي انكلان في أوائل القرن العشرين .
وقد ذكر سابينا هذا المقهى في لقائه مع الكاتب الصحفي خوان خوسيه مياس في برنامج نزهة حول المدينة على إحدى القنوات التليفزيونية حيث ذكر أنه كان يحب ارتياد هذا المقهى وقراءة الصحف يقول "كنت أشعر أن هذا المكان هو موقع الكتاب والممثلين وحيث تطل علينا وجوه المومسات".
وشمالا يتجه طريق سابينا إلى حي مالاسانيا والذي يرتبط أيضا بسابينا حيث توجد المقاهي الأدبية مثل مقهى لامانويلا والمقهى التجاري في جلوريتا دي بلباو كما توجد أيضا حانة "الشياطين الزرق" أو "los diablos azules " ويعتبر خواكيين سابينا هو أحد ملاك هذه الحانة التي تنظم أمسية القراءات الشعرية والمسابقات الصغيرة بين الشعراء.
وبعدها نتتبع رائحة الطعام الزكية حيث تقودنا أنوفنا إلى مطعم "لامورديدا" أو "la mordida " وهو مطعم مكسيكي ثمرة جهد سابينا وشركاؤه حيث أراد سابينا أن يحضر إلى مدريد أطايب الطعام من المكسيك البلد الذي استأثر بالقدر الأكبر من جولاته الفنية .
وفي شوارع هذا الحي وفي الليل يمكنك أن تصل إلى حانة "التابو" حيث تستمع إلى الموسيقى وتتناول الكأس قبل الأخير بينما تستمع إلى سابينا وهو يغني أغنية "اختاروني" أو "eligeme " ونستمر في طريقنا إلى أن تغلق كل المسارات والعناوين الشعبية لهذا الحي الليلي مع بزوغ أول أشعة الشمس.
يستحق سابينا أن تكون له حانة خاصة به وحده في شوارع مدريد الهادئة مؤكدا أن أساطير ليالي مدريد تدين بالكثير لأشعار سابينا وما أنشده عن كؤوس الخمر والتنانير القصيرة والدخان والحياة الصاخبة في بارات مدريد.
أما إذا أردت أن تستمع إلى خواكين سابينا في حفل موسيقى حي فبامكانك أن تنتظر اوركسترا تيتانيك حيث سيقوم بجولة فنية يجوب فيها مدن إسبانيا ودول أمريكا اللاتينية مع خوان مانويل سيرات أو يمكنك الذهاب إلى صالة جاليليو جاليلي حيث تنظم "الليالي السابينية" أو تذهب إلى مسرح ريالتو في جادة "جران فيا" أشهر شوارع العاصمة حيث يتم تمثيل مشاهد العاهرات واللصوص والأحباء المقتولين على موسيقى أغنيته الشهيرة "أكثر من مائة كذبة ".
وعلى الرغم أن خواكيين سابينا لم ينكر ابدا انتمائه لمدينة أوبيدا مسقط رأسه (إقليم كتالونيا شمال)، إلا أن مدريد أصبحت هي وطنه ومصدر إلهامه بأجوائها الأسطورية والمعبقة بروح المغامرة الأبدية دائما في شوارعها مما جعله يطلب أن تكون راحته الأبدية بها وهو ما ذكره في أغنيته الشهيرة "فلنتحدث عن مدريد" أو pongamos que hablo de Madrid حيث طلب أن يكون مثواه الأخير بها وإلى الأبد.