واعتبر موالون ومقربون من النظام السوري أن الراية مؤشر على دعوات الانفصال والحكم الذاتي في المحافظة الجنوبية.
ويملك العلم خصوصية تتصل بالمنطقة وتراثها، بالإضافة لاعتباره رمزًا دينيًا.

خصوصية دينية وتراثية

أثار وجود العلم بألوانه الخمسة بشكل كبير في مظاهرات السويداء، تساؤلات حول المعاني التي يحملها من جهة، وغرض وجوده وإن كانت هناك دلالة سياسية من جهة ثانية، خاصةً مع تأييد شيوخ عقل الطائفة للاحتجاجات.
وقال الباحث والأكاديمي منذر الحايك، لعنب بلدي، إن العلم حالة حديثة ويعود ظهوره العلني لوقت قريب، كما أنه مزدوج الخصوصية فهو علم تراثي وديني.
ولا يرتبط ظهوره في المظاهرات برجال الدين، على اعتبار ظهوره في عدة مواقف سابقة للدروز من النظام السوري غاب عنها شيوخ العقل أو لم يتخذوا موقفًا مؤيدًا لها، وفق الحايك.
بعد وقوفه إلى جانب الاحتجاجات ودعوته لتعزيزها، وحديثه إلى الشارع المنتفض لأكثر من مرة، تلقى الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين، الشيخ حكمت الهجري، زيارة من محافظ السويداء، بسام بارسيك، الذي جاء من دمشق في وساطة، طلبًا للتهدئة، مع عرض لمجموعة حلول، وفق ما نقلته شبكة “الراصد“.
الشبكة نقلت عن مصادر حينها رفضه للوساطات أو اتصالات النظام السوري، على اعتبار أن مطالب الشارع معروفة ولن يتم التواصل قبل تحقيق مطالبه.
وإلى جانب الهجري، ظهر شيخ عقل الطائفة الدرزية، حمود الحناوي في وقفة احتجاجية في بلدة القريا، التي ينتمي إليها أحد أبرز الشخصيات السياسية السورية الراحلة، سلطان باشا الأطرش، وتضم رفاته.
الحناوي قال حينها أمام المحتجين، إنه “لا سكوت على ضيم ولا رضى بامتهان”، معتبرًا أن الكرامة هي الحياة، وفق ما نقلت شبكة “السويداء 24” المحلية.
ورغم أن لدى الدروز تأثر كبير برجال الدين، ومعظمهم ملتزم دينيًا بعكس طوائف أخرى في سوريا، فإنه ضمن الظروف الحالية للحراك في السويداء شعر شيوخ العقل بإمكانية فقدانهم لأتباعهم، وفق حايك.
وسبق لرفع العلم أن أثار الجدل، وهاجمه عدد من الإعلاميين الموالين للنظام السوري والحسابات المؤيدة للعلم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بكونه رمزًا يمثل طائفةً دينية.

سلطان باشا الأطرش وعلم “الدروز”

ورغم خصوصيته الدينية والتراثية في مدينة السويداء، لم يلعب العلم دورًا تاريخيًا كما لعبه أصحابه الدروز في تاريخ سوريا المعاصر، منذ سقوط الدولة العثمانية وإنشاء المملكة السورية في عام 1918.
وتذكر العديد من المراجع التاريخية المتخصصة في تاريخ سوريا المعاصر، أن سلطان باشا الأطرش الذي لعب دورًا كبيرًا ضد الاحتلال الفرنسي لسوريا بين عامي 1920 و1946، كان أول من رفع العلم العربي فوق سرايا دمشق في 1918، سبقه رفعه في السويداء أولًا.
وكان العلم المعتمد للثورة السورية الكبرى، التي بدأها الأطرش في عام 1925، وأيدها الدكتور عبد الرحمن الشهبندر (أحد أبرز السياسيين السوريين حينها)، هو علم الاستقلال السوري الذي تعتمده المعارضة السورية حاليًا.
وبعد تأييد الشهبندر، طلب من الأطرش قيادة الثورة السورية ضد الفرنسيين تحت راية العلم نفسه، علمًا أنه اعتمد في عام 1932.
وأدى تأييد الشهبندر لتحركات الأطرش حينها إلى حماس شخصيات وطنية سورية من محافظات أخرى، في دير الزور وحمص وحلب ودمشق.

ما شكل العلم الدرزي؟

ويوجد شكلان  مختلفان للعلم الدرزي، الأول راية والآخر على شكل نجمة خماسية، وفي الشكلين تحضر الألوان ذاتها، ويرمز الأخضر إلى الطبيعة والأرض، والأحمر إلى الشجاعة والبطولة.
فيما يشير الأصفر إلى النور والثقافة والمعرفة، والأزرق إلى الطهارة والحشمة والتسامح، والأبيض إلى الأخوة والسلام والنقاء.
فيما تدل النجمة الخماسية على المبادئ الكونية الخمسة للطائفة الدرزية، وهي:
العقل ويرمز له باللون الأخضر.
الروح ويرمز لها باللون الأحمر.
الكلمة ويرمز لها باللون الأصفر.
القديم ويرمز له باللون الأزرق.
الحلول أو التقمص ويرمز له باللون الأبيض.