أمير دولة الكويت والدكتورة سعاد الصباح
ان السبب السياسي وحده لا يكفي لتفسير تنكر الشاعرة لقصيدتها لأن سعاد الصباح لم تكن وحدها من يتغزل بالعراق ويعجب بصدام حسين فثلاثة ارباع كتاب دولة الكويت وشعرائها كانوا ضيوفا دائمين في المربد و قد ملأوا صفحات الصحف الكويتية جميعها دون استثناء بالمدائح الشعرية والنثرية للسيف العراقي وبعضهم من القوميين لم يتنكر لما فعل او على الاقل لم يعد طباعة ما كتب وهي الحالة التي تعرف بأضعف الايمان
ولماذا تحصر التهمة بالكتاب والشعراء وحدهم والسياسيين الكويتيين كانوا أكثر مدحا لصدام من الشعراء وعلى رأسهم أمير الكويت الحالي وكان وقتها - زمن مديحه لصدام - وزيرا للخارجية ويستطيع الباحث بسهولة ان يعود الى تصريحات أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد وخطبه وسوف يجد أطنانا من المديح في حق الرئيس العراقي السابق ومن سوء حظ امير الكويت انه لن يستطيع محوها او اخفائها كما يفعل الشعراء والكتاب في كتبهم فخطبه وتصريحاته موجودة وموثقة في اماكن اخرى غير المحاضر الرسمية الكويتية التي يستطيع التحكم بمنع نشرها
ان مشكلة سعاد الصباح الاساسية التي تجعلها تتفنن في اخفاء قصيدة بعينها انها اشهر ممن حولها أما مشكلتها الفرعية فهي حملها لكنية الاسرة الحاكمة في دولة تذكر دبلوماسيتها - التي لا يمكن ان توصف بالذكاء - بمواقف حكامها ولو عن غير قصد فعندما يصر الكويتيون في مجلس الامن قبل يومين على استعادة مليارات اضافية من العراقيين بعد المليارات ال27 التي استعادوها حتى الان يبدو الامر وكأنه انتقام جماعي من شعب دفع كالشعب الكويت ثمن النزوات العدوانية لقيادته التي اندثرت تاريخيا لكنها ماتزال مؤثرة لا على الحياة السياسية فحسب بل حتى على علاقة الشاعر بقصيدته
ان قراء سعاد الصباح لن ينسوا قصيدتها في مديح صدام مهما أخفتها بعناية عن العيون فهناك مواقف تطبع الذاكرة وتبقى فيها كطبع الوشم على الجلد - وهذا حكم يدل على اهمية القصيدة - لذا من الافضل ان تعيد سعاد الصباح نشر تلك القصيدة دون خجل فذاك افضل لكرامة الشعر والشاعرة وحين يبدو الامر طبيعيا فربما سيتوقف الناس عن الحديث عن قصيدة بعينها لأن الاصرار على الاخفاء يولد اصرارا على الاظهار
وفي ما يلي ( قصيدة حب الى سيف عراقي ) التي تستحق ان تدعى القصيدة السرية لكثرة ما تفننت الشاعرة في اخفائها
-------------------
أنا إمرأة قررت أن تحب العراق
وأن تتزوج منه أمام عيون القبيلة
فمنذ الطفولة كنت أكحل عيني بليل العراق
وكنت أحنّي يدي بطين العراق
وأترك شعري طويلاً ليشبه نخل العراق
......
أنا امرأة لاتشابه أي امرأة
أنا البحر والشمس واللؤلؤة
مزاجي أن أتزوج سيفاً
وأن أتزوج مليون نخلة
وأن أتزوج مليون دجلة
مزاجي أن أتزوج يوماً
صهيل الخيول الجميلة
فكيف اقيم علاقة حب
إذا لم تُعَمّد بماء البطولة
وكيف تحب النساء رجالاً بغير رجولة
.......
أنا امرأة لاأزيف نفسي
وإن مسني الحب يوماً فلست أجامل
أنا امرأة من جنوب العراق
فبين عيوني تنام حضارات بابل
وفوق جبيني تمر شعوب وتمضي قبائل
فحيناً أنا لوحة سومرية
وحيناً أنا كرمة بابلية
وطوراً أنا راية عربية
وليلة عرسي هي القادسية
زواجي جرى تحت ظل السيوف وضوء المشاعل
ومهري كان حصاناً جميلاً وخمس سنابل
وماذا تريد النساء من الحب إلا
قصيدة شعرٍ ووقفة عزٍ وسيفاً يقاتل
وماذا تريد النساء من المجد
أكثر من أن يكن بريقاً جميلاً
بعيني مناضل
........
سلام على ذكرياتي بشط العرب
سلام على طاهر الماء يرقص بين القصب
سلام على الشمس تسقط فوق مياه الخليج
كأسورة من ذهب
سلام عليه أبي وهو يهدي إليَّ بعيدي
كتاب أدب
سلام على وجه أمي الصبوح كوجه القمر
سلام على نخلة الدار تطرح اشهى الثمر
سلام على قهقهات الرعود
سلام على قطرات المطر
سلام على شهقات الصواري
وحزن المراكب قبل السفر
........
عراق عراق
اذا ماذكرتك أورق في شفتي الشجر
فكيف سألغي شعوري ؟
وحبك مثل القضاء ومثل القدر
........
أنا امرأة قررت أن تحب العراق
لماذا العراق ؟
لماذا الهوى كله للعراق ؟
لماذا جميع القصائد تذهب فدوى لوجه العراق ؟
لأن الصباح هنا لايشابه أي صباح
لأن الجراح هنا لاتشابه شكل الجراح
لآن عيون النساء تخبئ خلف السواد السلاح
لماذا العراق ؟
لماذا تفيض دموع المحبين حين يفيض الفرات ؟
لماذا شناشيل بغداد تختزن الكحل والذكريات ؟
لماذا المقام العراقي يدخل في قلبنا من جميع الجهات ؟
لماذا الصلاة أمام ضريح علي
تعادل ألف صلاة ؟
........
لماذا تقاتل بغداد عن أرضنا بالوكالة
وتحرس أبوابنا بالوكالة
وتحرس أعراضنا بالوكالة
وتحفظ أموالنا بالوكالة
لماذا يموت العراقي حتى يؤدي الرسالة
وأهل الصحارى
سكارى وماهم بسكارى
يحبون قنص الطيور
ولحم الغزال ولحم الحبارى
لماذا يموت العراقي والآخرون
يغنون هنداً ويستعطفون نوارا ؟
لماذا يموت العراقي والتافهون
يهيمون كالحشرات ليلاً ويضطجعون نهارا ؟
لماذا يموت العراقي والمترفون
بحانات باريس يستنطقون الديارا ؟
ولولا العراق لكانوا عبيداً
ولولا العراق لكانوا غبارا
........
يقولون إن الكتابة إثم عظيم
فلا تكتبي
وأن الصلاة أمام الحروف حرام
فلا تقربي
وأن مداد القصائد سم
فإياك أن تشربي
وها أنذا
قد شربت كثيراً
فلم أتسمم بحبر الدواة على مكتبي
وها أنذا
قد كتبت كثيراً
وأضرمت في كل نجم حريقاً كبيرا
فما غضب الله يوماً عليّ ولااستاء مني نبي
........
لماذا أحب العراق لماذا
أيا ليتني قد ملكت الخيارا
ألم تك بغداد درع العروبة
وكانت أمام المغول جدارا
ولماذا تحصر التهمة بالكتاب والشعراء وحدهم والسياسيين الكويتيين كانوا أكثر مدحا لصدام من الشعراء وعلى رأسهم أمير الكويت الحالي وكان وقتها - زمن مديحه لصدام - وزيرا للخارجية ويستطيع الباحث بسهولة ان يعود الى تصريحات أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد وخطبه وسوف يجد أطنانا من المديح في حق الرئيس العراقي السابق ومن سوء حظ امير الكويت انه لن يستطيع محوها او اخفائها كما يفعل الشعراء والكتاب في كتبهم فخطبه وتصريحاته موجودة وموثقة في اماكن اخرى غير المحاضر الرسمية الكويتية التي يستطيع التحكم بمنع نشرها
ان مشكلة سعاد الصباح الاساسية التي تجعلها تتفنن في اخفاء قصيدة بعينها انها اشهر ممن حولها أما مشكلتها الفرعية فهي حملها لكنية الاسرة الحاكمة في دولة تذكر دبلوماسيتها - التي لا يمكن ان توصف بالذكاء - بمواقف حكامها ولو عن غير قصد فعندما يصر الكويتيون في مجلس الامن قبل يومين على استعادة مليارات اضافية من العراقيين بعد المليارات ال27 التي استعادوها حتى الان يبدو الامر وكأنه انتقام جماعي من شعب دفع كالشعب الكويت ثمن النزوات العدوانية لقيادته التي اندثرت تاريخيا لكنها ماتزال مؤثرة لا على الحياة السياسية فحسب بل حتى على علاقة الشاعر بقصيدته
ان قراء سعاد الصباح لن ينسوا قصيدتها في مديح صدام مهما أخفتها بعناية عن العيون فهناك مواقف تطبع الذاكرة وتبقى فيها كطبع الوشم على الجلد - وهذا حكم يدل على اهمية القصيدة - لذا من الافضل ان تعيد سعاد الصباح نشر تلك القصيدة دون خجل فذاك افضل لكرامة الشعر والشاعرة وحين يبدو الامر طبيعيا فربما سيتوقف الناس عن الحديث عن قصيدة بعينها لأن الاصرار على الاخفاء يولد اصرارا على الاظهار
وفي ما يلي ( قصيدة حب الى سيف عراقي ) التي تستحق ان تدعى القصيدة السرية لكثرة ما تفننت الشاعرة في اخفائها
-------------------
أنا إمرأة قررت أن تحب العراق
وأن تتزوج منه أمام عيون القبيلة
فمنذ الطفولة كنت أكحل عيني بليل العراق
وكنت أحنّي يدي بطين العراق
وأترك شعري طويلاً ليشبه نخل العراق
......
أنا امرأة لاتشابه أي امرأة
أنا البحر والشمس واللؤلؤة
مزاجي أن أتزوج سيفاً
وأن أتزوج مليون نخلة
وأن أتزوج مليون دجلة
مزاجي أن أتزوج يوماً
صهيل الخيول الجميلة
فكيف اقيم علاقة حب
إذا لم تُعَمّد بماء البطولة
وكيف تحب النساء رجالاً بغير رجولة
.......
أنا امرأة لاأزيف نفسي
وإن مسني الحب يوماً فلست أجامل
أنا امرأة من جنوب العراق
فبين عيوني تنام حضارات بابل
وفوق جبيني تمر شعوب وتمضي قبائل
فحيناً أنا لوحة سومرية
وحيناً أنا كرمة بابلية
وطوراً أنا راية عربية
وليلة عرسي هي القادسية
زواجي جرى تحت ظل السيوف وضوء المشاعل
ومهري كان حصاناً جميلاً وخمس سنابل
وماذا تريد النساء من الحب إلا
قصيدة شعرٍ ووقفة عزٍ وسيفاً يقاتل
وماذا تريد النساء من المجد
أكثر من أن يكن بريقاً جميلاً
بعيني مناضل
........
سلام على ذكرياتي بشط العرب
سلام على طاهر الماء يرقص بين القصب
سلام على الشمس تسقط فوق مياه الخليج
كأسورة من ذهب
سلام عليه أبي وهو يهدي إليَّ بعيدي
كتاب أدب
سلام على وجه أمي الصبوح كوجه القمر
سلام على نخلة الدار تطرح اشهى الثمر
سلام على قهقهات الرعود
سلام على قطرات المطر
سلام على شهقات الصواري
وحزن المراكب قبل السفر
........
عراق عراق
اذا ماذكرتك أورق في شفتي الشجر
فكيف سألغي شعوري ؟
وحبك مثل القضاء ومثل القدر
........
أنا امرأة قررت أن تحب العراق
لماذا العراق ؟
لماذا الهوى كله للعراق ؟
لماذا جميع القصائد تذهب فدوى لوجه العراق ؟
لأن الصباح هنا لايشابه أي صباح
لأن الجراح هنا لاتشابه شكل الجراح
لآن عيون النساء تخبئ خلف السواد السلاح
لماذا العراق ؟
لماذا تفيض دموع المحبين حين يفيض الفرات ؟
لماذا شناشيل بغداد تختزن الكحل والذكريات ؟
لماذا المقام العراقي يدخل في قلبنا من جميع الجهات ؟
لماذا الصلاة أمام ضريح علي
تعادل ألف صلاة ؟
........
لماذا تقاتل بغداد عن أرضنا بالوكالة
وتحرس أبوابنا بالوكالة
وتحرس أعراضنا بالوكالة
وتحفظ أموالنا بالوكالة
لماذا يموت العراقي حتى يؤدي الرسالة
وأهل الصحارى
سكارى وماهم بسكارى
يحبون قنص الطيور
ولحم الغزال ولحم الحبارى
لماذا يموت العراقي والآخرون
يغنون هنداً ويستعطفون نوارا ؟
لماذا يموت العراقي والتافهون
يهيمون كالحشرات ليلاً ويضطجعون نهارا ؟
لماذا يموت العراقي والمترفون
بحانات باريس يستنطقون الديارا ؟
ولولا العراق لكانوا عبيداً
ولولا العراق لكانوا غبارا
........
يقولون إن الكتابة إثم عظيم
فلا تكتبي
وأن الصلاة أمام الحروف حرام
فلا تقربي
وأن مداد القصائد سم
فإياك أن تشربي
وها أنذا
قد شربت كثيراً
فلم أتسمم بحبر الدواة على مكتبي
وها أنذا
قد كتبت كثيراً
وأضرمت في كل نجم حريقاً كبيرا
فما غضب الله يوماً عليّ ولااستاء مني نبي
........
لماذا أحب العراق لماذا
أيا ليتني قد ملكت الخيارا
ألم تك بغداد درع العروبة
وكانت أمام المغول جدارا