نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عامٌ من الألم

19/09/2024 - الياس خوري

الصراع على دمشق.. إلى متى؟

13/09/2024 - جمال الشوفي

( ماذا نفعل بالعلويين؟ )

12/09/2024 - حاتم علي

(عن الحرب بصفتها "الأهلية" ولكن!)

07/09/2024 - سميرة المسالمة *


لا مصالحات ولا أستراتيجيات .... المعارك الصغيرة ما تزال تتحكم بالأداء السياسي العربي




الدوحة - وسام كيروز - القاهرة -منى سالم - أستند خبراء استراتيجيون الى قرار مصر بعدم رفع تمثيلها في قمة الدوحة الى مستوى رئاسي للاشارة الى أن الاداء السياسي العربي ماتزال تتحكم به المعارك والمماحكات الصغيرة وهذا ما دعا رئيس وزراء قطر ضمنا الى استبعاده حين قال في كلمة افتتاحية بعد استلامه رئاسة المجلس الوزاري من نظيره السوري ان "الظروف التي تمر بها الامة العربية تدعونا الان بان نكون على قدر من المسؤولية بالعمل من اجل وحدة الصف".
واعتبر ان "الاهداف والتحديات كبيرة والمخاطر كثيرة والشعوب العربية تنتظر منا ان تكون اقولنا مقرونة بافعالنا".ورغم هذه الدعوة النظرية فهناك من يؤكد على تخلف الاداء السياسي العربي لذا لن تستطيع قمة الدوحة ان تحقق مصالحات شاملة كما انها قد لاتتوصل الى اتفاق حول استراتيجيات شاملة خصوصا حول اعمار غزة ودارفور والحوار الفلسطيني


لا مصالحات ولا أستراتيجيات .... المعارك الصغيرة ما تزال تتحكم بالأداء السياسي العربي
تراجعت الامال بانجاز مصالحة عربية شاملة خلال قمة الدوحة التي تنطلق الاثنين بعد اعلان مصر عن تمثيل متواضع لها، ما يعكس استمرار الخلافات العربية التي كانت تاججت على وقع الحرب في قطاع غزة.
واعلن وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط الذي غاب عن الاجتماع الوزاري في الدوحة، من القاهرة ان الرئيس حسني مبارك لن يحضر قمة الدوحة وان وزير الشؤون القانونية والبرلمانية مفيد شهاب سيتراس وفد مصر اليها.
ولم يوضح اسباب امتناع الرئيس المصري عن المشاركة في القمة ولكن مصادر دبلوماسية مصرية اوضحت لوكالة فرانس برس ان هذه المقاطعة تعبر عن احتجاج القاهرة على ما تعتبره "مواقف مسيئة لمصر تتخذها الدوحة".
واكتفي ابو الغيط الى ان "مصر تتمسك باستمرار السعي من اجل تحقيق اكبر قدر من التضامن العربي والاتفاق على مناهج فعالة لتحقيق المصالح العربية من خلال المصالحات العربية الحالية والتي تقدر مصر ان هناك حاجة مؤكدة للاستمرار فيها بين كل الاطراف والدول العربية".
وبالرغم من تحسن العلاقات العربية العربية على اكثر من محور، بما في ذلك بين دمشق من جهة والرياض والقاهرة من جهة اخرى، الا ان العلاقات القطرية المصرية ما تزال تبدو متوترة.
وعن هذه العلاقات، قال المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي للصحافيين في الدوحة مساء الجمعة "لا بد ان نصل الى نقطة نستطيع فيها ان نتفاهم وان لم يكن التفاهم ممكنا فلا بد ان يكون هناك قدر من الاحترام المتبادل للرؤى والعمل في اطار عربي يخدم القضايا العربية".
وكانت قطر في الجهة المقابلة لمصر في خضم الانقسامات العربية التي اشتدت على وقع الحرب الاسرائيلية الاخير في غزة، وسيكون عدم حضور مصر على مستوى رفيع بمثابة انتكاسة للقمة التي كان يراد لها ان تكلل المصالحة العربية الصعبة التي انطلقت بمبادرة من العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز في قمة الكويت العربية الاقتصادية في كانون الثاني/يناير الماضي.
تأخذ القاهرة على الدوحة ما تعتبره هجوما من قناة الجزيرة الفضائية على مواقف مصر السياسية وعلى كبار مسؤوليها ونقلها لتصريحات قادة في حماس انتقدوا بشدة رفض القاهرة فتح معبر رفح واعتبروا انها تساهم في حصار قطاع غزة.
وقال المحلل في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عماد جاد ان "الجزء الاكبر من الخلاف المصري-القطري خلاف شخصي، فالقاهرة لم تنس بعد الحملة التي شنتها قناة الجزيرة على شخوص النظام القطري اثناء حرب غزة وخصوصا الصور التي بثتها لتظاهرات تم فيها تقطيع صور الرئيس المصري والقائها تحت الاحذية".
وتابع "بالاضافة الى ذلك فان قطر دولة صغيرة لا تبدي مصر اهتماما كبيرا بمراعاتها".
واضاف "الدليل على ذلك ان ما صدر عن النخبة القطرية تجاه مصر ومسؤوليها اقل بكثير مما صدر عن الرئيس السوري ورغم هذا قبل الرئيس مبارك الجلوس مع (نظيره السوري بشار) الاسد في الرياض ولم يقبل الجلوس مع امير قطر".
وكانت مصر قاطعت مع السعودية القمة التي استضافتها الدوحة في الخامس عشر من كانون الثاني/يناير الماضي واطلقت عليها "قمة غزة الطارئة" والتي حضرها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد و12 من القادة العرب او ممثليهم.
والمح المسؤولون القطريون انذاك الى ان مصر والسعودية تدخلتا من اجل عدم اكتمال النصاب القانوني لهذه القمة التي كانت قطر تأمل في ان تكون قمة عربية طارئة تحت مظلة الجامعة العربية.
وشنت الصحف الحكومية المصرية من جهتها حملة ضد قطر وكبار مسؤوليها خلال الشهور الثلاثة الاخيرة.
وقالت وسائل اعلام عربية، من بينها قناة الجزيرة، ان مصر رفضت حضور امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني القمة العربية المصغرة التي استهدفت تمهيد الاجواء لمصالحة عربية والتأمت في الرياض في 11 اذار/مارس الجاري بحضور العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيسين المصري حسني مبارك والسوري بشار الاسد وامير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح.
واعتبر الخبير في مركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية عمرو الشبكي كذلك ان امتناع الرئيس المصري عن المشاركة في قمة الدوحة هو "استكمال للمعارك الصغيرة التي تحكم الاداء العربي".
وراى انه "لا يوجد خلاف موضوعي حقيقي ولا يوجد موقف استراتيجي لمصر ضد القمم العربية. المشكلة الوحيدة انها تعقد في الدوحة".
واضاف ان "بعض التبريرات الرسمية التي قيلت لتفسير غياب الرئيس مبارك عن القمة هو انه لم يأت اي مسؤول قطري رفيع المستوى الى مصر لنقل الدعوة اليها".
ولكن "الحقيقية هو ان هناك بعض الحساسيات المتعلقة بمنافسات شكلية".
وكان الشبكي يشير بذلك الى التنافس بين القاهرة والدوحة حول التدخل في نزاعات اقليمية من بينها الازمة الداخلية اللبنانية في نهاية العام 2007 ومطلع العام 2008 وفي مشكلة اقليم دارفور السوداني.
واستضاف العاهل السعودي هذا الشهر في الرياض قمة عربية مصغرة ضمت الى جانبه قادة مصر والكويت وسوريا، الا ان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني لم يحضر القمة بالرغم من اعلان بلاده في وقت سابق حضورها.
وذكرت تقارير اعلامية حينها ان تحفظات مصرية حالت دون مشاركة امير قطر.
وكانت قطر استضافت خلال الحرب في غزة قمة لدول عربية واسلامية لبحث الوضع في القطاع بالرغم من معارضة قوية من جانب مصر والسعودية.
وتأخذ القاهرة ايضا على الدوحة ما تعتبره هجوما من قناة الجزيرة الفضائية على مواقف مصر السياسية ونقلها لتصريحات لقادة حماس انتقدوا بشدة رفض القاهرة فتح معبر رفح واعتبروا انها تساهم في حصار قطاع غزة.
من جانبه، اقر وزير الخارجية السوري وليد المعلم في كلمة افتتاحية باستمرار "الاختلافات" الا انه اعتبر انه لا بد من "معالجتها في اطار اليات يتفق عليها لادارة هذه الخلافات العربية وعدم السماح بتحولها الى خلافات دائمة".
واضاف "لا نزال في بداية الطريق الصحيح على امل انجاز مصالحة عربية شاملة".
وقد وصل الرئيس السوري بشار الاسد اليوم السبت الى قطر لعقد محادثات مع امير قطر "حول الاوضاع العربية الراهنة".
اما وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني فقال في كلمة افتتاحية بعد استلامه رئاسة المجلس الوزاري من نظيره السوري ان "الظروف التي تمر بها الامة العربية تدعونا الان بان نكون على قدر من المسؤولية بالعمل من اجل وحدة الصف".
واعتبر ان "الاهداف والتحديات كبيرة والمخاطر كثيرة والشعوب العربية تنتظر منا ان تكون اقولنا مقرونة بافعالنا".
ولا تقف الصعوبات التي تواجهها القمة عند ملف المصالحات، بل تمتد الى الملف السوداني الشائك والتكهنات حول حضور او عدم حضور الرئيس السوداني عمر البشير الصادرة بحقه مذكرة توقيف دولية على خلفية النزاع في دارفور.
وفي موضوع دارفور، قال رئيس الوزراء القطري انه "لا يمكن التوصل الى تحقيق العدالة دون تحقيق السلام" في اشارة الى مذكرة التوقيف بحق البشير.
واعتبر الشيخ جاسم ان "الخطوة الاخيرة التي اتخذتها المحكمة الجنائية الدولية بملاحقة الرئيس السوداني جاءت في الوقت الذي تصاعدت الجهود التي تبذلها دولة قطر ... من اجل الدفع بالعملية السياسية في دارفور الى الامام" في اشارة الى اتفاق حسن النوايا وبناء الثقة الذي وقع في الدوحة بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة المتمردة.
من جهته، اعرب الامين العام لجامعة الدول العربية عن "الدهشة" و"الغضب" ازاء التدابير القضائية الدولية بحق الرئيس السوداني.
ورأى ان مذكرة التوقيف هي "موضع تساؤل ... من منطلق محدد هو ازدواجية المعايير واختيار مواضيع دون اخرى" الا انه اكد ان "الامر يتطلب تعاملا رصينا من جانبنا والاستثمار الامثل لكل ما هو مطروح من مخارج على الساحة الدولية".
اما وزير الخارجية السوري فقال ان "المطلوب منا جميعا الوقوف الى جانب شعبنا في السودان الشقيق وقيادته لمنع مخاطر ستؤثر بنتائجها على امننا القومي الجماعي".
كما توقعت مصادر دبلوماسية عربية ان يشكل مكان انعقاد القمة العربية المقبلة موضوعا خلافيا اذ ان تنظيم القمة يفترض ان يعود الى العراق.

ـــ



وسام كيروز ومنى سالم
السبت 28 مارس 2009