ويقول المؤلف في كتابه الذي اعاد اخيرا اصدار الطبعة الثانية منه بعد عامين على صدور طبعته الاولى، ان التندر على الحماصنة والسخرية منهم اخذ في الماضي البعيد شكل نوادر وقصص زخرت بها كتب من زارها من الرحالة والكتاب.
واشهر هؤلاء الرحالة ياقوت الحموي وابن الجوزي الذي قال عنهم انهم "بين الحمقى والمغفلين على الاطلاق".
اما الآن فيأخذ هذا التندر اشكالا مختزلة ومكثفة صارت شبكة الانترنت مجالا خصبا لتناقلها ونشرها.
ويعيد الكاتب دوافع تأليفه هذا الكتاب الى ايام انتقاله للدراسة في جامعة دمشق. وقتها كما يقول "ما ان يقابلك شخص ويعرف انك من حمص حتى يسالك: ما اخر نكتة لديك عن الحماصنة".
هذا السؤال الذي لا يزال يكرر على مسامع اهل حمص دفع الكاتب للبحث والتقصي ان كان "التنكيت على الحماصنة ياتي من فراغ ام له امتدادت تاريخية؟".
وللنكتة الحمصية جذور "موغلة في القدم" تصل الى "عيد المجانين" الذي كان موجودا في العبادات القديمة واندثر، بحسب ما يستعرضه الكتاب.
كما ان المؤلف يجد ان لها صلات بعبادة اله الشمس في القرن الثالث الميلادي والتي كانت تتم في حمص واتسمت بمظاهر مجون وصخب حتى الهذيان، وهو ما حمل كل من يمر بحمص وقتها على الاعتقاد بان اهلها مصابين ب"لوثة جنون".
ولم يغير في هذا "الصيت" ان من حكم روما حينذاك كانت جوليا دومنا ابنة حمص، ووالدها ابسيانوس ثاني من دعا لعبادة اله واحد هو اله الشمس بعد الفرعون المصري اخناتون.
وحتى الان يستخدم السوريون في سخريتهم احالة دارجة على يوم الاربعاء بوصفه "عيد الحماصنة".
وفي هذا السياق، يسلط كتاب "النكتة الحمصية" الضوء على روايات شعبية وتاريخية تحكي كيف تفادت حمص غزو تيمورلنك المغولي عبر استقبال اهلها الحافل له، وتظاهرهم بالجنون ليجنبوا المدينة الدمار.
وكما يورد الكتاب كانت مدن الشام التي دمرها المغول تتندر بهذه الحادثة بالقول "جدبها اهل حمص على تيمورلنك يوم الاربعاء فعفا عنهم" ليبقى منه مع مرور الوقت فقط ما يتعلق بربط "الجدبة" بيوم الاربعاء.
ومن القضايا التي يؤكد الكاتب تاثيرها على ظهور النكتة الحمصية تلك المتعلقة بالعصبيات القبلية والدينية.
فهو يسرد كيف كان اهل حمص "كثيري التقلب في الامور الدينية" وهو ما جعلهم في مرمى نوادر جاءت لتكرس "رؤية مسبقة" حولهم او انها انبثقت من خلفيات "تحامل" بعض الكتاب والرحالة على اهل حمص، كما يشير الكتاب الذي جاء اشبه بمرافعة مطولة عن اهل حمص.
ويعلي الكاتب السوري الساخر نبيل صالح من شان النكتة التي تدخل في نسيج كتابته الساخرة.
وهو يعتقد ان "النكتة اكثر قدرة من الموعظة على اصلاح العالم" معتبرا ان "اهل حمص الاذكياء هم الاكثر تاليفا وتسويقا للنكات حول انفسهم". ويضيف ان ذلك يشكل "دليل قوة وثقة وصحة نفسية عند الحماصنة".
ويروي صالح كيف كان يعبر حمص في الماضي ويلاحظ عبارة على واجهة بقالية تقول "لدينا ثلج بارد".
وبعد سنوات طويلة دفعه فضوله لدخول البقالية والتاكد من "جدبنة" صاحبها كما يقول، والذي اخبره ان العبارة كتبها والده وكانت عاملا في كسب زبائن استدرجهم فضولهم لشراء ما لا يلزمهم. وينقل صالح تعليق صاحب البقالية الذي قال له: "من الجدبة برايك: انا ام الزبون الواقف امامي".
وعلى غلاف كتاب "النكتة الحمصية" يوقع فنان الكاريكاتور السوري علي فرزات رسما لرجل حمصي باللباس التقليدي، يقف على تاج عمود تاريخي وقد اخترقت السهام كل جسده، ويبدو هذا الرجل واجما فيما لم يصب اي سهم التفاحة فوق طربوشه.
ويعلق فرزات على اشتغاله هذا الرسم غلافا للكتاب بان الرجل يجسد شخصية الحمصي "الذي يتلقى النكات برحابة صدر دائما".
ويشير الى ان الجميع يصيبون شخصية الحمصي ملحقين بها صفة "الحمق" فيما تبقى الحكمة من نكاته مثل التفاحة في الكاريكاتور "غير مصابة"، على حد تعبير فرزات في حديثه لفرانس برس.
ويعتبر الكاتب كدر ان النكتة الحمصية تحولت لدى السوريين الى "وسيلة مامونة لنقد الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي"، مشيرا الى انها "دخلت في الكثير من المحظورات".
ومما يورده الكاتب من نكات جمعها من المتداول في الانترنت حول الحماصنة، تلك التي يذهب فيها حمصي الى ضابط في وزراة الداخلية طالبا الترشح للانتخابات فيجيبه الضابط "هل انت مجنون؟"، فيرد عليه الحمصي "وهل هذا شرط للترشح؟".
ويدعو مؤلف كتاب "النكتة الحمصية" في ختام بحثه التاريخي الاجتماعي الى اقامة مهرجان عالمي للفكاهة في مدينة حمص التي تعد اكبر المحافظات السورية مساحة، معتبرا انه صار من الضروري ان تتحول هذه المدينة "عاصمة عالمية للضحك (...) تثور على ما يسود العالم من كآبة وحروب
واشهر هؤلاء الرحالة ياقوت الحموي وابن الجوزي الذي قال عنهم انهم "بين الحمقى والمغفلين على الاطلاق".
اما الآن فيأخذ هذا التندر اشكالا مختزلة ومكثفة صارت شبكة الانترنت مجالا خصبا لتناقلها ونشرها.
ويعيد الكاتب دوافع تأليفه هذا الكتاب الى ايام انتقاله للدراسة في جامعة دمشق. وقتها كما يقول "ما ان يقابلك شخص ويعرف انك من حمص حتى يسالك: ما اخر نكتة لديك عن الحماصنة".
هذا السؤال الذي لا يزال يكرر على مسامع اهل حمص دفع الكاتب للبحث والتقصي ان كان "التنكيت على الحماصنة ياتي من فراغ ام له امتدادت تاريخية؟".
وللنكتة الحمصية جذور "موغلة في القدم" تصل الى "عيد المجانين" الذي كان موجودا في العبادات القديمة واندثر، بحسب ما يستعرضه الكتاب.
كما ان المؤلف يجد ان لها صلات بعبادة اله الشمس في القرن الثالث الميلادي والتي كانت تتم في حمص واتسمت بمظاهر مجون وصخب حتى الهذيان، وهو ما حمل كل من يمر بحمص وقتها على الاعتقاد بان اهلها مصابين ب"لوثة جنون".
ولم يغير في هذا "الصيت" ان من حكم روما حينذاك كانت جوليا دومنا ابنة حمص، ووالدها ابسيانوس ثاني من دعا لعبادة اله واحد هو اله الشمس بعد الفرعون المصري اخناتون.
وحتى الان يستخدم السوريون في سخريتهم احالة دارجة على يوم الاربعاء بوصفه "عيد الحماصنة".
وفي هذا السياق، يسلط كتاب "النكتة الحمصية" الضوء على روايات شعبية وتاريخية تحكي كيف تفادت حمص غزو تيمورلنك المغولي عبر استقبال اهلها الحافل له، وتظاهرهم بالجنون ليجنبوا المدينة الدمار.
وكما يورد الكتاب كانت مدن الشام التي دمرها المغول تتندر بهذه الحادثة بالقول "جدبها اهل حمص على تيمورلنك يوم الاربعاء فعفا عنهم" ليبقى منه مع مرور الوقت فقط ما يتعلق بربط "الجدبة" بيوم الاربعاء.
ومن القضايا التي يؤكد الكاتب تاثيرها على ظهور النكتة الحمصية تلك المتعلقة بالعصبيات القبلية والدينية.
فهو يسرد كيف كان اهل حمص "كثيري التقلب في الامور الدينية" وهو ما جعلهم في مرمى نوادر جاءت لتكرس "رؤية مسبقة" حولهم او انها انبثقت من خلفيات "تحامل" بعض الكتاب والرحالة على اهل حمص، كما يشير الكتاب الذي جاء اشبه بمرافعة مطولة عن اهل حمص.
ويعلي الكاتب السوري الساخر نبيل صالح من شان النكتة التي تدخل في نسيج كتابته الساخرة.
وهو يعتقد ان "النكتة اكثر قدرة من الموعظة على اصلاح العالم" معتبرا ان "اهل حمص الاذكياء هم الاكثر تاليفا وتسويقا للنكات حول انفسهم". ويضيف ان ذلك يشكل "دليل قوة وثقة وصحة نفسية عند الحماصنة".
ويروي صالح كيف كان يعبر حمص في الماضي ويلاحظ عبارة على واجهة بقالية تقول "لدينا ثلج بارد".
وبعد سنوات طويلة دفعه فضوله لدخول البقالية والتاكد من "جدبنة" صاحبها كما يقول، والذي اخبره ان العبارة كتبها والده وكانت عاملا في كسب زبائن استدرجهم فضولهم لشراء ما لا يلزمهم. وينقل صالح تعليق صاحب البقالية الذي قال له: "من الجدبة برايك: انا ام الزبون الواقف امامي".
وعلى غلاف كتاب "النكتة الحمصية" يوقع فنان الكاريكاتور السوري علي فرزات رسما لرجل حمصي باللباس التقليدي، يقف على تاج عمود تاريخي وقد اخترقت السهام كل جسده، ويبدو هذا الرجل واجما فيما لم يصب اي سهم التفاحة فوق طربوشه.
ويعلق فرزات على اشتغاله هذا الرسم غلافا للكتاب بان الرجل يجسد شخصية الحمصي "الذي يتلقى النكات برحابة صدر دائما".
ويشير الى ان الجميع يصيبون شخصية الحمصي ملحقين بها صفة "الحمق" فيما تبقى الحكمة من نكاته مثل التفاحة في الكاريكاتور "غير مصابة"، على حد تعبير فرزات في حديثه لفرانس برس.
ويعتبر الكاتب كدر ان النكتة الحمصية تحولت لدى السوريين الى "وسيلة مامونة لنقد الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي"، مشيرا الى انها "دخلت في الكثير من المحظورات".
ومما يورده الكاتب من نكات جمعها من المتداول في الانترنت حول الحماصنة، تلك التي يذهب فيها حمصي الى ضابط في وزراة الداخلية طالبا الترشح للانتخابات فيجيبه الضابط "هل انت مجنون؟"، فيرد عليه الحمصي "وهل هذا شرط للترشح؟".
ويدعو مؤلف كتاب "النكتة الحمصية" في ختام بحثه التاريخي الاجتماعي الى اقامة مهرجان عالمي للفكاهة في مدينة حمص التي تعد اكبر المحافظات السورية مساحة، معتبرا انه صار من الضروري ان تتحول هذه المدينة "عاصمة عالمية للضحك (...) تثور على ما يسود العالم من كآبة وحروب