وقد بدأ عرض فيلم "ميكانو" في قاعات السينما المصرية أواخر الشهر الماضي ، يناير 2009 ، و ذلك بعد أن تأجل عرضه لشهرين عندما قررت ذلك الشركة العربية المنتجة و التي تديرها الفنانة إسعاد يونس , حيث استغرقت عمليات طبع وتحميض الفيلم في بولندا وقتاً أكثر من المقرر له ،
و قد كانت أخبار الفيلم تتوالي طوال العام المنصرم ، و منذ اتفقت الشركة المنتجة مع الكاتب الصحفي و الناقد وائل حمدي على انتاج قصتة ، واختارت المخرج محمود كامل الذي كان يقوم بتجربته الإخراجية الاولي و هي فيلم "أدرينالين"، لكن الفيلم شهد عددا من الإعتذارت من جانب الفنانين ، حيث انسحب منه شريف منير أولاً ثم اعتذرت الفنانة أنغام عن الدور النسائي لتحل محلها الفنانة الشابة منى شلبي و هي ايضا تنسحب قبل أيام من بدأ التصوير ، لكن الشركة العربية أسنندت البطولة للفنان السوري تيم حسن الذي حقق نجاحاً باهراً في تجسيد شخصية الملك فاوق ، كما يُشارك خالد الصاوي في البطولة و هو أيصا بطل فيلم ادرينالين للمخرج " محمود كامل " .
و تدور أحداث الفيلم حول شاب (تيم حسن ) مريض بنوع نادر من فقدان الذاكرة ، إسمه "فقدان الذاكرة قصيرة المدى" ، نتيجة تعرضه لعملية جراحية ، حين كان عمره 16 عاماً ، جعله هذا التدخل الجراحي في دماغه يفقد القدرة التراكمية للذاكرة ، بينما يتذكر ما قبل العملية فقط ، و تصير مساحة الاحتفاظ بالذاكرة قصيرة نسبيا ، ثم يفقد فجأة تلك الذاكرة المتراكمة ليعود مراهقاً في السادسة عشر من عمرة ، يبحث عن أمة كما يبحث عن شكله الأول في المرآه ،على الرغم من انه على ابواب الأربعين من العمر ، لكن تميزه كمهندس – وهو لم يفقد الذاكرة طوال سنوات الجامعة – يجعل منه عبقرياً تتهافت الشركات عل تنفيذ تصاميمه الهندسية ، يساندة و يساعدة في ذالك شقيقة ( خالد الصاوي ) الذي كرس حياته لحماية الأخ المريض و المهندس العبقري دون أن يعرضة لأي مواقف تؤذيه نفسياً ، لكن إمرأة مطلقة ( نور) تتجرأ على تلك الحياة الهادئة و تقلب التوازن الهادئ و النظام الرتيب الذي استسلم له الشقيقان .
هذة العقدة التي ينسج الفيلم حولها أحداث دراميه و رومانسية ، تأخذك فوراً الى الفيلم الأمريكي " أول خمسون موعد غرام " انتاج عام 2004 و الذي قدمة الممثل الخفيف الظل آدم ساندلر و الممثلة ذات الملامح الطفولية درو باريمور ، حيث حاولت النسخة العربية " ميكانو" قلب الوضع ليصير الشاب هنا هو المصاب بفقدان الذاكرة القصيرة و ليس الشابه كما بالنسخة الأمريكية ، و يضيف التعريب ايضا أن فترة التراكم المعرفي للمريص / البطل قد تمتد الى عام كامل ، أي تكون كافية لتفاصيل قصة حب عربية كامله ، بينما الفيلم الأمريكي يجعل من فترة التذكر أربع و عشرون ساعة فقط ، إضافة الى حياة التكتم و الانطواء التي يعيشها البطل المريض في النسخة المصرية أمام العلن و الوضوح للحالة للمجتمع في النسخة الأمريكية ، أي أن وائل حمدي قد أوجد الروح العربية في أحداث الفيلم ليقبلها المشاهد العربي ، و لكن يبدو أن للمخرج رؤية أخري لتقديم المريض النفسي للمشاهد ، فيبدو حسن تيم ومنذ المشاهد الأولى خائفا مرتبكا ، بنظرات مشتته و كلمات غير مرتبه و كأنه يقول لك من المشهد الأول " أنا مريض نفسي .. فاعذرني " و يبدو ان تيم قد تلبس بقصة المرض النفسي ، فبالغ في إدارة المشاهد نحو عقدة نفسية و ليس مرض ناتج عن تدخل جراحي في الدماغ ، و الفرق بين هذا وذاك كبير جدا ، و لا ندري مدى تدخل المختصتصين في علم النفس في كنابة السيناريو أوإدارة المشاهد ، وهو ما لا يجب أن يغيب عندما تكون العقدة الدرامية من هذا النوع ، و تلك مهمة المخرج و الممثل المؤدي لدور المريض ، و لا يبدو من متابعة أحدث الفيلم أن أحدهما قد أفاد من نصائح طبيب نفسي ، هذا اذا كانا قد عرضا لها أساساً .
الممثلة اللبنانية نور ، التي وافقت فورا على الانظمام لأسرة الفيلم بعد اعتذار منى شلبي ، قفط قبل أيام من التصوير ، إعتمدت على جمال ووجهها و رشاقتها و أضافت الى ذلك سرعة تبديل الملابس و التنوع فيها و استعراض أكبر كم ممكن ، و حتى المشهد الذي تظهر فية في ملابس الصباغة ، تبدو و كانها عارضة أزياء في زي مبتكر ، اتسمت مشاهد نور بالبرود و الملل رغم أن اتجاة الفيلم هو تقديم مشاهد رومانسية دافئة الا ان نور لم تكن موفقة في تحفيق هذا الهدف .
خالد الصاوي ، الفنان و المخرج المسرحي و الشاعر أيضا ، حيث صدر آخر أعماله "أجراس" ليعرض في معرض القاهرة للكتاب الأخير ، الفنان الصاوي ، كان المحرك الاساس للفيلم بعقدتة الدرامية الى بافي أفراد طاقم التمثيل ، الصاوي كان شرساً في الدور الذي يؤديه ، عالماً بأبعاد الحكاية ، مجسداً الجزء الذي يخصة بحس الفنان المدرك و المتكامل ، خالد الصاوي أنقذ الفيلم من سقطة مدويه لو اعتمد على ارتباكات تيم و برودة نور ، و رتابة المشاهد و تكرارها ، حتى صار من المعلوم محتوى المشاهد قبل الدخزل فيها ، على العكس تماما من فيلم آدم ساندلر الذي قدم حكاية جديدة و معلومة إضافية للمشاهد في كل مشهد و كل إلتفاته ، فبعد كل البعد عن الملل و الرتابة .
وعلى الرغم من نقاط الضعف المؤلمة لفلم ميكانو إلا انه يقدم فناً سينمائياً اشتاقت إليه قاعات العرض المصرية ، ليصير من الافلام القليلة في العالم العربي التي تدور حول عقدة نفسية أو مرض عصبي ، أما على نطاق الابطال فالبطولة السينمائية الأولى لتيم ليست في المستوى المنتظر منه و ربما نراه في بطولته التانية التي مازالت قيد الدرس لديه ، ربما نراه يعود ملكاً لكن على الشاشة الكبيرة ، نور يلزمها وقت للخلص فية من ثقتتها الزائدة بجمالها كأنثى ، و قد تخرج من السينما فقط كانثي و ليس كفنانه ، الصاوي المدرك لأهمية فنه ، أضاف الى رصيدة ليس دورا متميزا كدورة في ناصر 56 مثلاً او ادواره المسرحية و لكنه أضاف خاصية الانقاذ لفيلم يحاول رسم نفسة على الخريطة ، المخرج في تجربتة الإخراجية الثانية ، يقدم خطوة للامام للمسينما المصرية ، و االفلم بشكل عام يصنع مشاهد متابع لأحداث جادة و يحاول ربط المشاهد الأولى بما يليها و هو مشاهد نتمناه للسينما العربية و الحمهور العربي ، و لكن أليس من حق المشاهد العربي أن يتلقي الفيلم السينمائي الجاد و الذي ابدعته مخيلة المؤلف دون الرجوع الى تعريب ما هو غير عربي لنسقط في هنات الاحتلاف .. كما في فلم ميكانو .
-----------------------------------------------------
الصورة : الممثلة اللبنانية نور بطلة فيلم ميكانو
و قد كانت أخبار الفيلم تتوالي طوال العام المنصرم ، و منذ اتفقت الشركة المنتجة مع الكاتب الصحفي و الناقد وائل حمدي على انتاج قصتة ، واختارت المخرج محمود كامل الذي كان يقوم بتجربته الإخراجية الاولي و هي فيلم "أدرينالين"، لكن الفيلم شهد عددا من الإعتذارت من جانب الفنانين ، حيث انسحب منه شريف منير أولاً ثم اعتذرت الفنانة أنغام عن الدور النسائي لتحل محلها الفنانة الشابة منى شلبي و هي ايضا تنسحب قبل أيام من بدأ التصوير ، لكن الشركة العربية أسنندت البطولة للفنان السوري تيم حسن الذي حقق نجاحاً باهراً في تجسيد شخصية الملك فاوق ، كما يُشارك خالد الصاوي في البطولة و هو أيصا بطل فيلم ادرينالين للمخرج " محمود كامل " .
و تدور أحداث الفيلم حول شاب (تيم حسن ) مريض بنوع نادر من فقدان الذاكرة ، إسمه "فقدان الذاكرة قصيرة المدى" ، نتيجة تعرضه لعملية جراحية ، حين كان عمره 16 عاماً ، جعله هذا التدخل الجراحي في دماغه يفقد القدرة التراكمية للذاكرة ، بينما يتذكر ما قبل العملية فقط ، و تصير مساحة الاحتفاظ بالذاكرة قصيرة نسبيا ، ثم يفقد فجأة تلك الذاكرة المتراكمة ليعود مراهقاً في السادسة عشر من عمرة ، يبحث عن أمة كما يبحث عن شكله الأول في المرآه ،على الرغم من انه على ابواب الأربعين من العمر ، لكن تميزه كمهندس – وهو لم يفقد الذاكرة طوال سنوات الجامعة – يجعل منه عبقرياً تتهافت الشركات عل تنفيذ تصاميمه الهندسية ، يساندة و يساعدة في ذالك شقيقة ( خالد الصاوي ) الذي كرس حياته لحماية الأخ المريض و المهندس العبقري دون أن يعرضة لأي مواقف تؤذيه نفسياً ، لكن إمرأة مطلقة ( نور) تتجرأ على تلك الحياة الهادئة و تقلب التوازن الهادئ و النظام الرتيب الذي استسلم له الشقيقان .
هذة العقدة التي ينسج الفيلم حولها أحداث دراميه و رومانسية ، تأخذك فوراً الى الفيلم الأمريكي " أول خمسون موعد غرام " انتاج عام 2004 و الذي قدمة الممثل الخفيف الظل آدم ساندلر و الممثلة ذات الملامح الطفولية درو باريمور ، حيث حاولت النسخة العربية " ميكانو" قلب الوضع ليصير الشاب هنا هو المصاب بفقدان الذاكرة القصيرة و ليس الشابه كما بالنسخة الأمريكية ، و يضيف التعريب ايضا أن فترة التراكم المعرفي للمريص / البطل قد تمتد الى عام كامل ، أي تكون كافية لتفاصيل قصة حب عربية كامله ، بينما الفيلم الأمريكي يجعل من فترة التذكر أربع و عشرون ساعة فقط ، إضافة الى حياة التكتم و الانطواء التي يعيشها البطل المريض في النسخة المصرية أمام العلن و الوضوح للحالة للمجتمع في النسخة الأمريكية ، أي أن وائل حمدي قد أوجد الروح العربية في أحداث الفيلم ليقبلها المشاهد العربي ، و لكن يبدو أن للمخرج رؤية أخري لتقديم المريض النفسي للمشاهد ، فيبدو حسن تيم ومنذ المشاهد الأولى خائفا مرتبكا ، بنظرات مشتته و كلمات غير مرتبه و كأنه يقول لك من المشهد الأول " أنا مريض نفسي .. فاعذرني " و يبدو ان تيم قد تلبس بقصة المرض النفسي ، فبالغ في إدارة المشاهد نحو عقدة نفسية و ليس مرض ناتج عن تدخل جراحي في الدماغ ، و الفرق بين هذا وذاك كبير جدا ، و لا ندري مدى تدخل المختصتصين في علم النفس في كنابة السيناريو أوإدارة المشاهد ، وهو ما لا يجب أن يغيب عندما تكون العقدة الدرامية من هذا النوع ، و تلك مهمة المخرج و الممثل المؤدي لدور المريض ، و لا يبدو من متابعة أحدث الفيلم أن أحدهما قد أفاد من نصائح طبيب نفسي ، هذا اذا كانا قد عرضا لها أساساً .
الممثلة اللبنانية نور ، التي وافقت فورا على الانظمام لأسرة الفيلم بعد اعتذار منى شلبي ، قفط قبل أيام من التصوير ، إعتمدت على جمال ووجهها و رشاقتها و أضافت الى ذلك سرعة تبديل الملابس و التنوع فيها و استعراض أكبر كم ممكن ، و حتى المشهد الذي تظهر فية في ملابس الصباغة ، تبدو و كانها عارضة أزياء في زي مبتكر ، اتسمت مشاهد نور بالبرود و الملل رغم أن اتجاة الفيلم هو تقديم مشاهد رومانسية دافئة الا ان نور لم تكن موفقة في تحفيق هذا الهدف .
خالد الصاوي ، الفنان و المخرج المسرحي و الشاعر أيضا ، حيث صدر آخر أعماله "أجراس" ليعرض في معرض القاهرة للكتاب الأخير ، الفنان الصاوي ، كان المحرك الاساس للفيلم بعقدتة الدرامية الى بافي أفراد طاقم التمثيل ، الصاوي كان شرساً في الدور الذي يؤديه ، عالماً بأبعاد الحكاية ، مجسداً الجزء الذي يخصة بحس الفنان المدرك و المتكامل ، خالد الصاوي أنقذ الفيلم من سقطة مدويه لو اعتمد على ارتباكات تيم و برودة نور ، و رتابة المشاهد و تكرارها ، حتى صار من المعلوم محتوى المشاهد قبل الدخزل فيها ، على العكس تماما من فيلم آدم ساندلر الذي قدم حكاية جديدة و معلومة إضافية للمشاهد في كل مشهد و كل إلتفاته ، فبعد كل البعد عن الملل و الرتابة .
وعلى الرغم من نقاط الضعف المؤلمة لفلم ميكانو إلا انه يقدم فناً سينمائياً اشتاقت إليه قاعات العرض المصرية ، ليصير من الافلام القليلة في العالم العربي التي تدور حول عقدة نفسية أو مرض عصبي ، أما على نطاق الابطال فالبطولة السينمائية الأولى لتيم ليست في المستوى المنتظر منه و ربما نراه في بطولته التانية التي مازالت قيد الدرس لديه ، ربما نراه يعود ملكاً لكن على الشاشة الكبيرة ، نور يلزمها وقت للخلص فية من ثقتتها الزائدة بجمالها كأنثى ، و قد تخرج من السينما فقط كانثي و ليس كفنانه ، الصاوي المدرك لأهمية فنه ، أضاف الى رصيدة ليس دورا متميزا كدورة في ناصر 56 مثلاً او ادواره المسرحية و لكنه أضاف خاصية الانقاذ لفيلم يحاول رسم نفسة على الخريطة ، المخرج في تجربتة الإخراجية الثانية ، يقدم خطوة للامام للمسينما المصرية ، و االفلم بشكل عام يصنع مشاهد متابع لأحداث جادة و يحاول ربط المشاهد الأولى بما يليها و هو مشاهد نتمناه للسينما العربية و الحمهور العربي ، و لكن أليس من حق المشاهد العربي أن يتلقي الفيلم السينمائي الجاد و الذي ابدعته مخيلة المؤلف دون الرجوع الى تعريب ما هو غير عربي لنسقط في هنات الاحتلاف .. كما في فلم ميكانو .
-----------------------------------------------------
الصورة : الممثلة اللبنانية نور بطلة فيلم ميكانو