المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، اعتبرت الرفض الروسي “لحظة حزينة للشعب السوري”، وقالت إن روسيا لم تكن على قدر مسؤوليتها تجاه المجلس، وهذا ينال من كرامة هذه الهيئة، وإنهل تسهم في ترك السوريين نهبًا بيد نظام الأسد، مطالبة في الوقت نفسه موسكو بتبرير إهمالها إيصال المساعدات لأكثر من أربعة ملايين سوري.
كما وصفت المندوبة اليابانية التصويت الروسي بالـ”سلبي”، مؤكدة أن اليابان ستواصل العمل مع أعضاء المجلس للتوصل إلى ترتيب واقعي يراعي الوضع في سوريا، داعية لوضع الملف السوري على قائمة أعمال المجلس حتى تنفيذ القرار “2254”.
المندوب البرازيلي وصف الرفض الروسي بـ”انتكاسة مروعة”، و”طعنة” في ظهر التضامن، الذي يعتبر من أسباب وجود الأمم المتحدة.
وقال إن “ملايين السوريين ومئات العاملين بالقطاع الإنساني على الأرض كانت أنظارهم معلقة باتجاه التمديد، الأمر الذي خيب أملهم جميعًا”، أضافت المندوب البرازيلي.
كما أوضح أن 32 منظمة من العاملين في القطاع الإنساني في سوريا تصف معبر “باب الهوى” بشريان الحياة الأساسي لإيصال الغذاء والدواء، والتمديد لتسعة أشهر لم يكن مهو المأمول لكنها مدة توافقية، وفي غاية الأهمية.
وأضاف “السوريون لا يحتاجون التمديد للراحة، بل للبقاء على قيد الحياة”، فالسلم والأمن والمساعدات مرتهنة لعضو دائم واحد (في إشارة إلى روسيا).
وتابع المندوب البرازيلي أن المجلس الذي يمثل آمال العالم لعالم أفضل قرر اليوم تجويع المحتاجين، وحرمان الأطفال من الغذاء، وكبار السن من الرعاية الصحية، معتبرًا أن روسيا مخطئة، لأن قراررها يخالف الحياة، وهذا يجعل المنظمة على الجانب الخاطئ من التاريخ.

لا حجة منطقية أو أخلاقية

من جانبه وصف المندوب الروسي مسألة التمديد بـ”المسرحية”، والاسخفاف بمصالح الشعب السوري، ونية استفزاز روسيا لدفعها باتجاه “حق النقض” وتجاهل مصالح الشعب السوري.
في السياق نفسه، ركزت المندوبة البريطانية على مطالب الأمين العام للأمم المتحدة، التي تطرقت لضرورة التمديد لـ12 شهرًا، لإيصال المساعدات لـ4.1 مليون بحاجة ماسة للمساعدة .
وقالت إن الشركاء الإنسانيين الذين يقدمون إحاطات منتظمة أوضحوا ذلك بجلاء مرارًا وتكرارًا، ودول المنطقة المتأثرة طالبت بالتمديد 12 شهرًا، والشركاء الذين التقتهم على الحدود السورية الشهر الماضي،قالوا إن 12 شهرًا تعتبر “أضعف الإيمان”، وجاء وفاق في آخر لحظة، ناهيك عن زلزال شباط.
“صائغي القرار عملوا على إيجاد حل، بما في ذلك وفاق جاء في آخر لحظة لإيجاد حل وأرضية مشتركة، لكن روسيا تستخدم حق النقص مجددًا لتقييد وصول مساعدات تنقذ أرواح أكثر من أربعة ملايين سوري (..) لا حجة منطقية أو أخلاقية تستوجب حق النقض”، أضافت المندوبة البريطانية.
وذكرت أيضًا أن روسيا مست منذ 2014، بشريان الحياة هذا عامًا تلو الآخر، وأن بريطانيا ستواصل ككل عام، وضع مسؤولياتنا الإنسانية فوق السياسية.

تلويح روسي بإغلاق الآلية

بعد طرح مشروع القرار الروسي الذي ينص على التمديد لستة أشهر فقط، جاءت نتيجة التصويت بتأييد عضوين، واعتراض ثلاثة، وامتناع عشرة عن التصويت، ما أدى لعدم اعتماد القرار أيضًا.
وبعد التصويت، ذكرت المندوبة الأمريكية أن واشنطن ملتزمة بإعادة السماح بفتح المعبر الحدودي، “هذا واجب إنساني، والشعب السوري يعتمد علينا في ذلك، ولا يمكن أن توافق أمريكا على المقترح الروسي الذي كان يمكن أن يوقف المساعدات في فصل الشتاء القارص”.
وقالت، إن روسيا رفضت المشاركة بالمفاوضات وطالبت بتقبل إملائاتها، و”قالها المندوب الروسي إن لم تصوتوا على قرارنا انتهى الأمر، وهذا ليس تصرف عضو دائم في المجلس”.
كما أكدت مواصلة العمل على تجديد هذه الآلية المنقذة للأرواح، ودعم الشعب السوري، ليرد المندوب الروسي بأن المشروع الروسي إن لم يحظ بالدعم فإن هذه الآلية قد تغلق، والتمديد الفني لأي فترة كانت ليست مسألة تطرقنا إليها.