. السؤال محيّر فعلا، ومن الخطأ الفادح ان يُناقش على ضوء منعطف لجوء الشعب السوري الى السلاح في مواجهة الآلة العسكرية والأمنية للنظام. فالسؤال طُرح منذ الأيام الاولى للثورة التي اتسمت بطابع سلمي بطولي
مجازا، يمكن القول بحظ عاثر للثورة السورية مقارنة بالثورات الأخرى، للدلالة على أهم التعقيدات والصدف السيئة التي اعترضت مسارها، فأطالت فترة مخاضها وآلامها، وخلقت هذا المشهد الرهيب من الدمار والضحايا
وقد وفّر لنا الأسبوع الماضي عيّنتين باهرتين عن هذا الافتقار الكبير، حصلت واحدتهما في مصر وجدّت الأخرى في تونس. فالرئيس محمّد مرسي بإرادته إقالة النائب العامّ وتعيينه سفيراً إنّما نمّ عن تصوّر
وكان السيد مخلوف قد استولى على أموال الدولة طيلة ما يزيد على خمسة عشر عاما، عندما امتنع عن تنفيذ العقد الذي وقعه معها، وينص على تحويل أرباح شركة «سيرياتل» الصافية إلى خزينتها، فإذا بالمحسن
من يعرف النظام السوري وظروف ولادته واستمراره ومرتكزات قوته ونقاط ضعفه لا تفاجئه المأساة المفتوحة هناك. لا يشبه هذا النظام أنظمة البلدان التي عصف بها «الربيع العربي». ومن يعرف الرئيس بشار الأسد يعرف
طبعاً لسنا هنا في وارد نسف همروجة "الممانعة والمقاومة" التي يرفعها النظام السوري منذ سنوات، والتي يسخر منها خصومه شر سخرية منذ سنوات، خاصة أنه، حسب رأيهم، لم يخض منذ عقود أي حروب تذكر مع
ـ بواقع الانهيارات العربية، وتخاذل النظام الرسمي، وانبطاحه أمام الأعداء، خاصة الصهاينة.. برزت مثل الصواعق ظاهرة " المقاومة الإسلامية"، وبسرعة خارقة انتزعت
حتى ثورة الربيع العربي عامة والسوري خاصة، كان الشأن العام يقتصر على أنشطة ومصالح تكوينات أبرزها السلطة الرسمية والحزب السياسي، وكان شأنا ينسب إلى السلطة دون غيرها ويتصل بمصالحها، أما من الآن فصاعدا،