بالكاد هناك أي شيء مشترك بين الشعور اللطيف الذي تخلفه المناظر التعبيرية لإقليم بروفينس والأسلوب الذي يكاد يكون عنيفا في هذه الأعمال بريشة سيزان. وتحدث الرسام نفسه عن " الفترة الغليظة " هذه في أعماله.
يعرض حاليا في متحف أورسيه ما تسميه الصحافة الفرنسية " الوجه الآخر " للرسام، ويتوافد أكثر من 5700 زائر يوميا للاطلاع على نحو 60 بورتريه. ويستمر المعرض حتى 24 أيلول/سبتمبر وهو الأول من نوعه المخصص حصريا لرسوماته من البورتريهات. ورسم خلال مسيرته نحو 160 بورتريه.
إلا أن إعجاب الزوار بالمعرض له سبب آخر، بحسب خافير ري، أحد أمناء المتحف. فمن خلال مشاهدة بورتريهات سيزان، يواجه المتفرج أكثر الأوجه الشخصية والإنسانية للغاية بأعمال هذا الرسام.
وبالطبع، غالبا ما كان يعاني الرسام من علاقة معقدة ومتوترة مع غيره من البشر، سيما هؤلاء المقربين منه. وفي خطاب للرسام كاميل بيسارو، كتب سيزان ذات مرة: " ها أنا ذا مع أسرتي، أكثر الناس شرا في العالم. الأشخاص الذين يشكلون عائلتي يثيرون غضبي ".
ويضم المعرض 29 بورتريه لزوجة سيزان، أورتونس، وتشع بنظراتها الخاوية وجسدها الهامد شعورا مقلقا بالفراغ.
وسيتم نقل المعرض إلى معرض اللوحات القومي في لندن والمعرض الوطني للفنون في واشنطن بعد 24 أيلول/سبتمبر.