ويتهم هؤلاء المتشددون بريطانيا بكراهية الأجانب وبالرجعية، بينما يصفون الاتحاد الأوروبي في المقابل بأنه رائد على أصعدة حقوق الإنسان والتقدمية والليبرالية المحمودة
وفيما بدا كما لو كان دفاعاً عن المثل الأعلى الأوروبي، ارتفعت أصوات هؤلاء بإدانة بريطانيا لدى طرح حكومة الأخيرة خطة اللجوء في رواندا كحلّ مقترَح لأزمة الهجرة غير الشرعية.
وبحسب الصحيفة، يردّد أنصار البقاء في الاتحاد الأوروبي أن فكرة فظيعة كترحيل المهاجرين غير الشرعيين لا تصدر إلا عن دولة انعزالية مثل بريطانيا بعد البريكسيت.
ولكن كيف سيكون وضْع هؤلاء عندما يعرفون أن رئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك قد انضم إلى صف رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني من أجل شنّ حملة على الهجرة غير الشرعية؟
وكيف سيتلقى هؤلاء المتشددون خبر رغبة دول أوروبية أخرى في اتباع خطة مشابهة لخطة اللجوء في رواندا؟
ورأت الصنداي تلغراف أنه بينما تتظاهر "نخبة بروكسل" بأن شيئا لم يتغير، تسير السياسة الأوروبية بخطى ثابتة باتجاه اليمين، ومن أسباب ذلك أزمة المهاجرين.
ويتوقع الناخب الأوروبي من سلطات بلاده أن تسيطر على تدفُّق هؤلاء المهاجرين. ومن دواعي الأسف أن الفشل في تحقيق ذلك قد دعّم ظهور بعض الأحزاب المتطرفة على الساحة السياسية الأوروبية، على أنه في المقابل أسهم في تعزيز قوى المحافظين السائدة.
إيطاليا، على وجه الخصوص، وجدت نفسها مضطرة إلى التصدي لعشرات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين الذين يفدون إليها من شمال أفريقيا عابرين البحر المتوسط.
ولحدّ الآن لم تعثر حكومة إيطاليا على سياسة فعالة، وتواجه ميلوني ضغوطا مشابهة لتلك التي يواجهها سوناك في سبيل وقْف تدفُّق المهاجرين غير الشرعيين.
وسبق أن دافعت ميلوني عن خطة اللجوء في رواندا، قائلة إن بعضا من النقد الذي وُجّه إلى تلك الخطة لم يكن في محلّه.
وأكدت الصحيفة صعوبة التوصل إلى حل مستدام لمشكلة الهجرة غير الشرعية لا يتضمن ترحيل عدد من المهاجرين.
ولفتت الصنداي تلغراف إلى أن اليسار لا يملك حلا لأزمة الهجرة، وإلى أنه لا يزال متشبثا بمذاهب سياسية عتيقة سرعان ما تنهار أمام الأعداد الهائلة من المهاجرين الذين يركبون المخاطر في سبيل الوصول إلى بريطانيا أو إلى أجزاء أخرى من أوروبا.