(د ب أ): هل يفيد الأدب كعلاج للحزن؟
نيتل: ليس بالضرورة. هناك كتابات كثيرة حول الموضوع. الشاعر الأمريكي ت. إس إليوت كان يقول إن الحياة يمكن تلخيصها في الميلاد، النكاح والموت، وكذلك الحال بالنسبة لموضوعات الأدب. تطرح هذه التقسيمات الضخمة، آلاف الخيارات، تتنوع بين الكوميديا الساخرة والدراما المأسوية. لا استخدم الأدب للتطهر من أي شيء، بل أعتقد أن الأدب هو الذي يستخدمني. كل ما كنت اتمناه هو الحديث عن أشياء عادية تزعجنا، لكي أسلط عليها الضوء. الأدب يتمتع بسحر أعتقد أنه له أهمية أكبر بكثير: نشر البهجة. يجعلنا نقرأ لكاتب أو لكاتبة من اليابان ترجع أعمالهم للقرن الثاني عشر، ونجد أنفسنا فيها. كما لدى الأدب القدرة العجيبة لأن يجعل قارئ إسرائيلي يعشق شخصية فلسطينية أو جعل قارئ كردي يستوعب بعمق أفكار كاتب تركي.
(د ب أ): هل تعتقدي أن تضمين عمل أدبي مشاكل شخصية، يعد نوعا من التخلي عن الخصوصية، وهل هذا أمر بالغ الصعوبة؟
نيتل: لا. يسعدني أن تكون تجاربي المؤلمة مفيدة في إبداع شيء، وأن يشعر أي قارئ يتعرض لظروف مماثلة بنوع من التضامن. لماذا؟ لأن هذا هو ما أعشقه في الأدب. عندما كنت في الحادية عشرة من عمري قرأت قصة جابريل جارثيا ماركيز "حكاية إيرنديرا البريئة مع جدتها القاسية"، وقلت لنفسي هذا الكاتب يستوعب بدقة ما أشعر به.
(د ب أ): ما هي تجاربك التي تعتبرينها أكثر ألما؟
نيتل: واحدة كتبتها في "بعد الشتاء"، عندما تعيش راوية القصة مع رفيقها العاطفي آخر أيام حياته في المستشفى. وهي مستوحاة من تجربة تعذبت كثيرا لكي أصيغها بنفس القدر من الألم والمعاناة على الورق. أما الثانية فكانت تجربة وفاة والدي.
(د ب أ): والألم الجماعي: كيف يعبر عنه الأدب؟
نيتل: هذه الآلام تغذي إبداعنا الأدبي، وهي التي تمنحه القوة إلى حد ما. مثل تجربة المكسيك مع مشاكل كارتيلات تهريب المخدرات، أو مأساة الحرب العالمية. كل فصول التاريخ عن المهاجرين ومعاناتهم، العار الذي نستشعره لأن المهاجرين يعانون من التمييز والاضطهاد، وعار أن الجيش المكسيكي يتعاون من نظيره الأمريكي. هناك أيضا العنف ضد المرأة. الكثير من الكتاب ألهمتهم تلك المآسي، أو على الأقل شعروا بضرورة الكتابة عنها، وكانت المحصلة أعمالا عظيمة، يمكن أن تفيد، بطريقة أو بأخرى في تخليص أرواح الناس من ألمها.
(د ب أ): هل هناك ضرورة إبداع خيال أدبي، طالما أن الواقع بالغ القسوة إلى هذا الحد؟
نيتل: بعكس الصحافة، وهو نوع من الكتابة أكن له كل احترام، واعتبره عملا بطوليا، الخيال الأدبي يتمتع بالقدرة على النفاذ إلى أعماق الوجدان، من خلال أسلوبه في بناء عوالمه الفنتازية. المجتمعات منذ عصر الكهوف، بنيت على الخيال، ومن هذه الجزئية المحورية، يدخل السرد، الذي يساعدنا أحيانا على فهم تجارب أكثر بكثير من مجرد مقال صحفي.
(د ب أ): كيف تبنى سيكولوجية الشخصية؟
نيتل: إنه أشبه بأشغال "الباتش" اليدوية، أقوم بتجميع قصاصات تتضمن تفاصيل، وفجأة أحيكها معا لتتضمن ملامح من شخصيات أعرفها. يقول الناقد المكسيكي خوان بييورو إن الكاتب مثل الضباع يتغذى على أشلاء بعضها ما زال ينبض بالحياة، وأعتقد أنه محق إلى حد كبير.
(د ب أ): هل يمكن الحديث عن أدب نسوي؟
نيتل: حاولت لوقت طويل، عدم القيام بذلك لأنه بدا لي أنه لا يمكنك التحدث إلا عن الأدب. لكنني أدركت أنه لا مفرّ منه ولا يمكن إنكاره أنّ النساء تعرضن للتهميش، ثم أدركت أنّ هناك أدبًا نسائيًا من نفس منطلق أن هناك أدب عن السكان الأصليين أو معاناة اليهود أو العبودية أو الجاعات المهمشة.
(د ب أ): وهل تجدين أن الأدب النسوي يحرز أي تقدم؟
نيتل: بالتأكيد. ولكن لا يزال هناك الكثير للقيام به. نحن محظوظات لأننا نعيش في عصر مع نساء أكثر تمكينا. إذا نظرت إلى عدد الكتب المنشورة، فهناك الكثير من النساء وهن متميزات. ويبرز من بينهن، التشيلية، لينا مروان، أحبها كثيراً، والبيروانية، جابريلا وينر، والأرجنتينية، ماريانا إنريكيز والمكسيكية، فاليريا ليسلي.
(د ب أ): ما هي مشاريعك المستقبلية؟
نيتل: بدأت قبل عام ونصف، مشروع مع دار نشر جامعة مكسيكو، وأنجزت قدرا مهما من رواية قصيرة في إطار هذا المشروع، من المقرر أن تنشر العام القادم، وتتناول إشكالية اختيار الأمومة في القرن الحادي والعشرين، وهل يعتبر نوعا من التمرد اختيار المرأة ألا تكون أما لديها أبناء.
(د ب أ): ماذا تتوقعين من فترة حكم الرئيس لوبيث أوبرادور؟
نيتل: أعلق عليه أمالا كبرى في أن تتغير الأمور في النهاية على يد شخصية لديها فريق متميز، وكافح بقوة من أجل تغيير الأوضاع، ونبتهل من أجل ذلك.
(د ب أ): كان قدر المكسيك أن تتعايش دوما مع الولايات المتحدة. في ظل إدارة رئيس مثل دونالد ترامب، كيف ترين الوضع؟
نيتل: توترت العلاقات بين البلدين، ولكن في الوقت نفسه، يجب أن نرى الجانب الإيجابي: المجتمع بدأ أخيرا ينظر إلى مهاجريه. بدأنا الآن نتحمل المسؤولية أكثر بكثير من ذي قبل عن مصيرهم، أصبح هناك حديث دائم عن هؤلاء، في وسائل الإعلام وسط مخاوف متزايدة، وكذلك المثقفون الأمريكيون، الذين لم يتلفتوا مطلقا لما يجري في المكسيك، أصبحوا مهتمين وأكثر تعاطفا الآن.
نيتل: ليس بالضرورة. هناك كتابات كثيرة حول الموضوع. الشاعر الأمريكي ت. إس إليوت كان يقول إن الحياة يمكن تلخيصها في الميلاد، النكاح والموت، وكذلك الحال بالنسبة لموضوعات الأدب. تطرح هذه التقسيمات الضخمة، آلاف الخيارات، تتنوع بين الكوميديا الساخرة والدراما المأسوية. لا استخدم الأدب للتطهر من أي شيء، بل أعتقد أن الأدب هو الذي يستخدمني. كل ما كنت اتمناه هو الحديث عن أشياء عادية تزعجنا، لكي أسلط عليها الضوء. الأدب يتمتع بسحر أعتقد أنه له أهمية أكبر بكثير: نشر البهجة. يجعلنا نقرأ لكاتب أو لكاتبة من اليابان ترجع أعمالهم للقرن الثاني عشر، ونجد أنفسنا فيها. كما لدى الأدب القدرة العجيبة لأن يجعل قارئ إسرائيلي يعشق شخصية فلسطينية أو جعل قارئ كردي يستوعب بعمق أفكار كاتب تركي.
(د ب أ): هل تعتقدي أن تضمين عمل أدبي مشاكل شخصية، يعد نوعا من التخلي عن الخصوصية، وهل هذا أمر بالغ الصعوبة؟
نيتل: لا. يسعدني أن تكون تجاربي المؤلمة مفيدة في إبداع شيء، وأن يشعر أي قارئ يتعرض لظروف مماثلة بنوع من التضامن. لماذا؟ لأن هذا هو ما أعشقه في الأدب. عندما كنت في الحادية عشرة من عمري قرأت قصة جابريل جارثيا ماركيز "حكاية إيرنديرا البريئة مع جدتها القاسية"، وقلت لنفسي هذا الكاتب يستوعب بدقة ما أشعر به.
(د ب أ): ما هي تجاربك التي تعتبرينها أكثر ألما؟
نيتل: واحدة كتبتها في "بعد الشتاء"، عندما تعيش راوية القصة مع رفيقها العاطفي آخر أيام حياته في المستشفى. وهي مستوحاة من تجربة تعذبت كثيرا لكي أصيغها بنفس القدر من الألم والمعاناة على الورق. أما الثانية فكانت تجربة وفاة والدي.
(د ب أ): والألم الجماعي: كيف يعبر عنه الأدب؟
نيتل: هذه الآلام تغذي إبداعنا الأدبي، وهي التي تمنحه القوة إلى حد ما. مثل تجربة المكسيك مع مشاكل كارتيلات تهريب المخدرات، أو مأساة الحرب العالمية. كل فصول التاريخ عن المهاجرين ومعاناتهم، العار الذي نستشعره لأن المهاجرين يعانون من التمييز والاضطهاد، وعار أن الجيش المكسيكي يتعاون من نظيره الأمريكي. هناك أيضا العنف ضد المرأة. الكثير من الكتاب ألهمتهم تلك المآسي، أو على الأقل شعروا بضرورة الكتابة عنها، وكانت المحصلة أعمالا عظيمة، يمكن أن تفيد، بطريقة أو بأخرى في تخليص أرواح الناس من ألمها.
(د ب أ): هل هناك ضرورة إبداع خيال أدبي، طالما أن الواقع بالغ القسوة إلى هذا الحد؟
نيتل: بعكس الصحافة، وهو نوع من الكتابة أكن له كل احترام، واعتبره عملا بطوليا، الخيال الأدبي يتمتع بالقدرة على النفاذ إلى أعماق الوجدان، من خلال أسلوبه في بناء عوالمه الفنتازية. المجتمعات منذ عصر الكهوف، بنيت على الخيال، ومن هذه الجزئية المحورية، يدخل السرد، الذي يساعدنا أحيانا على فهم تجارب أكثر بكثير من مجرد مقال صحفي.
(د ب أ): كيف تبنى سيكولوجية الشخصية؟
نيتل: إنه أشبه بأشغال "الباتش" اليدوية، أقوم بتجميع قصاصات تتضمن تفاصيل، وفجأة أحيكها معا لتتضمن ملامح من شخصيات أعرفها. يقول الناقد المكسيكي خوان بييورو إن الكاتب مثل الضباع يتغذى على أشلاء بعضها ما زال ينبض بالحياة، وأعتقد أنه محق إلى حد كبير.
(د ب أ): هل يمكن الحديث عن أدب نسوي؟
نيتل: حاولت لوقت طويل، عدم القيام بذلك لأنه بدا لي أنه لا يمكنك التحدث إلا عن الأدب. لكنني أدركت أنه لا مفرّ منه ولا يمكن إنكاره أنّ النساء تعرضن للتهميش، ثم أدركت أنّ هناك أدبًا نسائيًا من نفس منطلق أن هناك أدب عن السكان الأصليين أو معاناة اليهود أو العبودية أو الجاعات المهمشة.
(د ب أ): وهل تجدين أن الأدب النسوي يحرز أي تقدم؟
نيتل: بالتأكيد. ولكن لا يزال هناك الكثير للقيام به. نحن محظوظات لأننا نعيش في عصر مع نساء أكثر تمكينا. إذا نظرت إلى عدد الكتب المنشورة، فهناك الكثير من النساء وهن متميزات. ويبرز من بينهن، التشيلية، لينا مروان، أحبها كثيراً، والبيروانية، جابريلا وينر، والأرجنتينية، ماريانا إنريكيز والمكسيكية، فاليريا ليسلي.
(د ب أ): ما هي مشاريعك المستقبلية؟
نيتل: بدأت قبل عام ونصف، مشروع مع دار نشر جامعة مكسيكو، وأنجزت قدرا مهما من رواية قصيرة في إطار هذا المشروع، من المقرر أن تنشر العام القادم، وتتناول إشكالية اختيار الأمومة في القرن الحادي والعشرين، وهل يعتبر نوعا من التمرد اختيار المرأة ألا تكون أما لديها أبناء.
(د ب أ): ماذا تتوقعين من فترة حكم الرئيس لوبيث أوبرادور؟
نيتل: أعلق عليه أمالا كبرى في أن تتغير الأمور في النهاية على يد شخصية لديها فريق متميز، وكافح بقوة من أجل تغيير الأوضاع، ونبتهل من أجل ذلك.
(د ب أ): كان قدر المكسيك أن تتعايش دوما مع الولايات المتحدة. في ظل إدارة رئيس مثل دونالد ترامب، كيف ترين الوضع؟
نيتل: توترت العلاقات بين البلدين، ولكن في الوقت نفسه، يجب أن نرى الجانب الإيجابي: المجتمع بدأ أخيرا ينظر إلى مهاجريه. بدأنا الآن نتحمل المسؤولية أكثر بكثير من ذي قبل عن مصيرهم، أصبح هناك حديث دائم عن هؤلاء، في وسائل الإعلام وسط مخاوف متزايدة، وكذلك المثقفون الأمريكيون، الذين لم يتلفتوا مطلقا لما يجري في المكسيك، أصبحوا مهتمين وأكثر تعاطفا الآن.